​ الحلول الترقيعية ..!!

>
الحلول الترقيعية لا تجدي نفعاً بل إنها تضاعف الوضع سوءاً. وعلى سبيل المثال: إبّان الاحتلال البريطاني للهند، كثرت شكاوى الجنود من زيادة عدد أفاعي الكوبرا القاتلة في مدينة دلهي تحديداً وما يحيط بها، فأعلن مسؤول الحكومة البريطانية بالهند عن جائزة لكل من يصطاد أفعى منها وذلك كحل ارتجالي دون تقييم عميق للوضع.

فما كان من الشعب الفقير إلا الاندفاع للفتك بتلك الزواحف طلباً للمال، وبعد فترة لاحظ المحتلّون البريطانيون تداعياً غريباً للحل وذلك أنّ السكان المحليين قاموا بإنشاء «مزارع» لرعاية بيض الكوبرا واستخراج أكبر عدد ممكن منها لبيعها!
حينها حاولوا تدارك الخطأ فقرروا العودة لنقطة البداية وقاموا بإلغاء القرار، ولكن مرةً أخرى حدثت تداعيات جديدة لم يأخذها صاحب القرار المتسرّع في الحسبان، فالسكّان المحليون عندما علموا بإلغاء الجائزة تركوا تلك المزارع وعادوا لأشغالهم اليومية، الأمر الذي نتج عنه خروج أعداد هائلة من الأفاعي جعل الوضع القديم «زمناً جميلاً» مقارنة بما أصبح عليه الحال!

لذلك قد تكون التحديات في بدايتها صعبة التشخيص سهلة العلاج، بينما أن تطورت وتعقدت فستكون سهلة التشخيص صعبة العلاج، فليس من الصواب قطعاً معالجة الأمراض والأزمات المجتمعية بمختلف حجومها، من خلال جرعات الأدوية المسكنة وبعض الحلول الترقيعية كالحل المُرقع في المثال السابق بوضع مكافأة لقتل الكوبرا كما أن تجاهلها لن يحلها أيضاً، وبنفس الرؤية فإن الحل المتسرّع لا يأتِ بخير أبداً، وعدم الانتباه لكامل تفاصيل المشهد وما يحيط به وما يؤثر فيه من أشخاص وظروف وما يعتبر سبباً جذرياً للمشكلة لا شكلياً لن يؤدي إلا لتخبطات مستمرة تجعل المشكلة تتحوّل لأزمة تستعصي حلها لاحقاً، حينها لن تنفع تلك الحلول «الترقيعية» ولن تفيدنا بشيء. فالأخطاء تُعالَج بمعايير متكاملة وأدوات فعالة وباستقراء تام.

لذلك ..!! فإن أعظم حل لاستقرار السلام في مجتمعنا وعودة الأمن والأمان لكنف جميع العائلات يكمن في تربية الأطفال تربية روحانية ومادية و غرس مفهوم الخدمة في نفوس الشباب الناشيء، وذلك بإدراكهم أن خدمة مجتمعنا مصدرها هي حبنا العميق له ومنبعها روحاني، وليس مادي معتمد على أخذ الحوافز والمكافآت وإلا ستتضاعف الأفاعي في مجتمعنا ولن يكون لدينا حل سوى (الرقص على رؤوس تلك الأفاعي) ووضع قاعدة المواطنة المتساوية وتعلم ثقافة التعايش والتسامح لخلق الوحدة في ظل التنوع والإختلاف.

ولا نتغافل عن أهمية التركيز على تربية الأطفال روحانياً ومادياً .
فأطفالنا هم..!! أمل المستقبل ومسؤولو الغد.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى