السيول باليمن العدو الذي لا يفرق بين ضحاياه

> محافظات «الأيام» مراسلون/ وتحرير عبدربه اليزيدي

>
​جرفت مياه السيول التي هطلت على جنوب وشمال اليمن، خلال إعصار شاهين في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر، مزارع المواطنين وممتلكاتهم، ومنازل النازحين الخشبية التي توجد بالمخيمات المنتشرة في عدد من المحافظات، فالكوارث الطبيعية لا تفرق بين الشخص النازح والمضيف، وحاصرت سكان المناطق الحدودية بين المناطق التابعة للحوثي، والمناطق التابعة للشرعية والمجلس الانتقالي في محافظة الضالع.

وما تزال لجان الحصر التي شكلت في المناطق التي ضربتها السيول، مستمرة بتسجيل أضرار بملايين الدولارات تعرض لها المواطنون، ليتم البحث لاحقاً عن جهات دولية تقوم بتعويض الخسائر التي نجمت عن الكارثة.
  • النازحون ومأساة المياه والنار
ففي محافظة أبين ولحج، غمرت مياه الأمطار الغزيرة وجرفت عشرات أكواخ النازحين المصنوعة من الأخشاب والصفيح في مناطق عدة، وباتوا يعيشون في ظرف صعب، بعد غمر مياه الأمطار منازلهم، وأتلفت العديد من المواد الغذائية وأصبحوا يعيشون في العراء.

أكواخ النازحين المصنوعة من الأخشاب
أكواخ النازحين المصنوعة من الأخشاب

وقامت لجان رسمية في أبين بحصر الأضرار التي تعرض لها النازحون وكافة معداتهم من أجل رفعها إلى المنظمات الدولية الداعمة، لتقديم الدعم لهم في أسرع وقت ممكن، من أجل متابعة النازحين والتأكد من سلامتهم بعد هطول الأمطار الغزيرة وتدفق السيول الجارفة.
وناشد نازحون التقى بهم مراسل "الأيام" بأبين السلطات المعنية والمنظمات الدولية، تخليصهم من معاناتهم، قائلين إن نزوحهم الأول لفقدانهم منازلهم واحتراقها بالنار، وأن هذه المرة لغرقها بالمياه.
  • مناطق محاصرة
وحاصرت سيول إعصار شاهين مناطق في مديريتي صبر وجبل حبشي بمحافظة تعز التي تشهد حصاراً فعلياً خانقاً، فرضته جماعة أنصار الله "الحوثيون"، تسبب بمنع المساعدات الإغاثية، ليزيد حصار المياه الوضع سوءاً، كونه تسبب بقطع الطرقات، وعزل عشرات المواطنين.
وتحاصر السيول منطقة بلاد الأحمدي بمديرية الأزارق الحدودية بالضالع، منذُ الجمعة 8 أكتوبر، وقطعت الطرق على العدد من القرى خصوصاً القريبة من مجرى وادي تبن الذي تأتي سيوله من محافظة إب.


ويشكو المواطنون من الوضع الإنساني الصعب، بسبب غرق الطرقات، وباتوا يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة للغاية، وما زال منسوب المياه مهدداً بالصعود، بسبب استمرار الأمطار ومعه تدفق السيول التي جرفت معها أراضيهم الزراعية ومواشيهم وكل من يقف في طريقها، مع شلل تام في حركة النقل، واضطروا إلى التنقل بين الجبال عبر طرقات وعرة لا يقوى إنسان على تحملها.
  • السدود تتداعى
ولم تقوَ السدود والجسور التي شيدتها الحكومة اليمنية وتعدها من أعظم إنجازاتها، على صد المياه المتدفقة من الأودية، والتي تجاوز منسوبها التسعة الأمتار في سد باتيس بأبين، ومثلها في مديرية ردفان بلحج ومحافظات شبوة وحضرموت ومأرب، حيث بلغ منسوب المياه بسد باتيس مستوى عالياً للغاية لم يشهده المواطنون منذُ كارثة عام 1982، وألحقت أضراراً بالغة للغاية في الطرقات الواقعة في منطقة باتيس بين مديريتي خنفر ورصد، وأصبحت خارج نطاق الخدمة وهي الطرق الرئيسية الرابطة بين مديرية خنفر ومديريات يافع.


وطالب العديد من الشخصيات الاجتماعية في منطقة باتيس، السلطة المحلية والحكومة والمنظمات الدولية والإغاثية، بمديد العون والمساعدة في إصلاح قنوات الري التي تعرضت لأضرار كبيرة كون منطقة باتيس واحدة من المناطق الزراعية التي تزرع فيها أجود المحاصيل الزراعية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى