​قناة جديدة ظهرت… لماذا أنشأت؟!

>
أصبحنا نعيش بعالم ذو فضاء مفتوح لا يمكننا غلقه أو إيقافه؛ فقد كنا نعيش على القناة التلفزيونية الواحدة، ولكن كانت لدينا الإذاعات المختلفة التي نستمع لها ونحاول نحرك المذياع باتجاه اليمين أو اليسار، ونرفع الهوائي حتى يتضح الصوت؛ لأن هذه الإذاعات فعلا كانت تحتوي على برامج متميزة وهادفة، وننتظر بشغف وقت برنامج معين يهمنا، وكل منا له منها ما يناسبه من البرامج اليومية والأسبوعية لإذاعة بلد معين، وأغلبنا كان يتابع إذاعة لندن وإذاعة الكويت، فهاتين الإذاعتين لديهما من البرامج الشيقة والممتعة التي تزيدنا من المعرفة والثقافة، والأهم أن لديهما المصداقية بكل ما يتم بثه عبر أثيرهما، بالإضافة لإذاعة وطني.

وكذلك، كنا نتابع الشاشة الفضية الوحيدة التي هي شاشة الحكومة التي تغذيك بكل ما تريد أن توجهك به، سواء بالبرامج الإخبارية أو الثقافية حتى الفنية وكذلك الرياضية، والأهم المسلسلات والأفلام التي تعرض حسب رؤية الحكومة وما تريد أن توصله للشعب من رسائل.
ولم نتحرر من تسلط الحكومات بالتلفزيون والإذاعة إلا ببداية العقد الأخير من القرن العشرين، الذي فتح بابه بقنوات محدودة تحكمت بها حكومات المال والأعمال؛ لتفرض ما تريده من رؤى، ليس على شعوبها، بل على شعوب العالم، ولكنها كانت ذات طابع يبحث عن كسب المشاهدين وليس عن توصيل المعرفة والمعلومة الصحيحة.

وفي نهاية العقد الأخير من  القرن العشرين، ظهرت قنوات متخصصة بتمويل من رجال مال وأعمال أو من حكومات دول، ولكل دولة سياسة ونهج معين مع القنوات التي تنشأ على أرضها، أما سياسة ونهج القمر المستضيف فهي فقط رسوم الاشتراك مع إلزام القنوات ببعض الشروط حسب موقعه واتجاهه.
وبما أننا نعيش بالشرق الأوسط، فإن العادات والتقاليد تجد قمر عربسات ونايل سات لا زالوا ملتزمين بها بعض الشيء، ولهذا فإننا نتابع ونشاهد كل يوم ظهور قناة تتبع لهذه الدولة، ولكن مقرها بدولة أخرى، وهكذا لأسباب، من أهمها أن توجهها السياسي مخالف لسياسة بلدها، وهذا الأمر الذي زرع الانشقاق بين عدة دول وعند اتفاق الدولتين تنتهي هذه القناة وهكذا.

وبسبب ما يدور بوطني من أحداث نشأت خلاله قوى متصارعة متنوعة الاتجاهات، ولها نظريات مختلفة بعضها عن بعض، فقد ظهرت أشكال وأنواع من القنوات التي تحط استديوهاتها ومقراتها بدول تدعمها وتساندها، ومنها على الأرض بوطني. ويؤسفني أن محتوى جميع هذه القنوات لا يصل للمحتوى الذي نراه بقنوات الدول التي نزح وهاجر لها مواطنونا بسبب الظروف التي يمر بها وطني، والأكثر ألما أنك تشاهد هذه القنوات بجودة ودقة صورة ضعيفتين رغم المبالغ التي صرفت وتصرف عليها، والمهم لدى إدارات القنوات المختلفة هو توصيل الرسالة كيفما يشاؤون دون الاهتمام بالتفاصيل، طالما أن الداعمين قادرين على الصرف، ما لم فيتم إغلاقها.

وفي بداية شهر أكتوبر ظهرت لنا قناة عجيبة غريبة لا نعلم ما هي سياستها وأهدافها سوى أن اسمها الذي يوحي بالمواطنين خارج الوطن، فتصريحها من أوروبا ومقرها بالشرق الأوسط، وتستهدف أبناء وطني، وأقيم لها حفل عجيب غريب بأفخم الفنادق، ولكن هذا الاحتفال الذي حضره أعلى مستويات الدولة الحاضنة للقناة ما عدى سفير وطني، والمصادفة العجيبة أن الاحتفال وجد فيه المتخاصمون داخل الوطن وكافة الفرقاء السياسيين الذين لا يتقابلون في أي طاولة للحوار أو للصلح فيما بينهم لحل أزمة الوطن، لكن "عندما تفرش الموائد يجتمع الخصوم" لأن هذه نعمة، فينسون كل شيء، ولكن لأجل الوطن والمواطن فذاكرتهم قوية، لأنهم يعصبون عيونهم، ويسدون أذونهم، ويطلقون ألسنتهم متحدثين عن مبادئهم وقيمهم بأنهم يعملون لأجل الوطن، الذي لا يريدونه أن يستقر لأن استقراره سيفقدهم كراسيهم.

وهنا نريد من إخوتنا وأبناء وطني بعمل بحث وتدقيق عن هذه القناة الجديدة… ولماذا أنشئت؟! ومن ممولها وداعمها؟ ولماذا تم بيع أسهم باسمها؟ وما سبب تعيين شخصيات لا دخل لها بالإعلام من أعضاء الحفل نفسه، الذين بسببهم أثيرت مشكلة كبيرة في الحفل من قبل أحد الفرقاء المقربين من المقرب الذي هو مقرب منه… وأضحك علينا رجال الدولة المضيفة الحاضرين بالحفل؟
وأحمد الله على أن جرس الباب أيقظني من النوم، وقطع عني حلمي لحفل قناة اسمها ابن وطني خارج الوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى