الجوع في زمن العاصفة

> لعلها جملة مستفزة للمشاعر، وهي كذلك، ولكن مكره أخاكم لا بطل، فهل تركت الشرعية والمملكة حيزا للإشادة بهما؟

لسنا سعداء والله حينما نكتب مثل هذه الجملة (عنوان المقالة) ولكنها الحقيقة الناصعة.

ولا تستطيع تلك الجهات نكرانها.

تسعة أشهر متأخرة منذ 2016م و2017م، ثم عشرة أشهر متتابعة، الآن بهذا العام 2021م.

لم يستلم منتسبو الجيش والأمن مرتباتهم، وفي ظل تدهور متعمد للعملة وغلاء فاحش، فكيف يطيب لكم العيش وهناك فئة تموت من الجوع أو التجويع، بالأصح، ويموتون من قلة الرعاية الصحية وعدم القدرة على شراء الأدوية للأمراض المزمنة إضافة إلى إلى الفقر الغذائي، إذ أصبحت الموائد خالية منذ شهور من الخضروات والفاكهة أو السمك أو الدجاج.

أين تريدون الناس أن تذهب ؟

تعيشون حياة البذخ في مختلف دول العالم متفسحين ولا يهمكم من جاع أو مات من عدم قدرته شراء الدواء.

لا نكذب إذا قلنا أن أسوأ فترة مرت على الناس منذ نصف قرن هي فترة تولي هادي الحكم، وفترة العاصفة القاصفة التي قصفت ظهر المجتمع والجنوب على وجه الخصوص.

الله لا بارك لكم ولا فيكم يا من توليتم إدارة من تسمى بالشرعية. فهي قد أصبحت سرطان يحرق وينخر الأوطان والأبدان.

لماذا تتعمدون قهر وإذلال الناس؟ إن الأيام تدور، وعلى الباغي ستدور الدوائر

من غير لبس ولا شك.

انتظروا ونحن معكم، وسنرى مصارعكم قريبا وإلى حيث ألقت رحلها أم قشعم!

لقد كتبت ونشرت من ديسمبر 2015م حول هذا التجاهل والإذلال والحرمان

من الرواتب، مع أنها حق دستوري ملزم لأي حكومة، ولقد ابتدأتها بمقالة "احذروا الاحتيال بعدالاغتيال".

ثم توالت بعدها "انتباه.. هناك بريمر بنسخة معدلة تحت عباءة الشرعية".

وهكذا وصولا إلى "لا رواتب لكم" في 2021م، وإجمالي المقالات تزيد عن اثنين وثلاثين مقالا، بواقع مقال كل شهرين ونصف، أذكر فيه بهذه المأساة، ولكن للأسف لم يكن في الشرعية والمملكة من يستمع أو ينتفع من التذكير. ويبدو أننا نؤذن في مالطا كما يقول المثل!

اثنان وثلاثون مقالا يا شرعية ويا مملكة ولم تصلكم الرسالة بعد، ولا أظن أنها ستصلكم، وإن وصلتكم فإنكم لم تعودوا مؤمنين. فأي تذكير سينفعكم بعد ذهاب الإيمان من عقولكم وقلوبكم.

إنها الأقفال وقد ختمت تلك القلوب، وأصبحت غلف والعياذ با الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى