مركز العزل بالضالع نجاح متواصل بإمكانيات هشة

> الضالع "الأيام" محمد صالح حسن

> تعد محافظة الضالع واحدة من المدن التي واجهت تحديات كبيرة خلال الموجة الأولى والثانية من كوفيد-19، بإمكانيات هشة، وخلال عام كامل من التعرض لتأثيرات الجائحة التي عصفت بالعالم أجمع، سعت السلطات الصحية في المحافظة إلى تفادي أضرار الفيروس الوبائي وخسائره التي امتدت لتشمل جزءا كبيرا من اليمن.

وبعد التحور الفيروسي لكورونا في مرحلته الثانية من الجائحة، استمرت الأرقام وتزايدت مضاعفاتها مقارنة بحالات التعافي، ورغم كل هذا ما زال الوباء يشكل واحدا من المخاطر على حياة الناس فضلا على بقية الأمراض الأخرى التي تفتك بحياة الأطفال والنساء والرجال، خلاف مآسي الحرب التي تعيشها اليمن منذ سبع سنوات. سعت صحيفة "الأيام" لتسليط الضوء على مستوى الضرر الناتج عن الفيروس ودور مركز العزل العلاجي في مجابهة كورونا خلال عام كامل من مرور الجائحة.


لعب مركز العزل في مدينة الضالع دورا بارزا خلال الموجة الأولى والثانية، ويعتبر المركز الوحيد في المحافظة الخاص بالفيروس، وعمل خلال الموجتين على تفادي الخسائر البشرية، وكان أمل كثير من أبناء المحافظة والنازحين، وحتى لكثير من مدينة لحج. يقول د. جهاد محمد أحمد حسن مدير مركز العزل العلاجي إن المركز استطاع تحقيق جملة من الإنجازات الفعالة، حيث عمل على معالجة المرضى وقلص من ضرر الفيروس على المحافظة.

لقد مر أكثر من عام على افتتاح مركز العزل العلاجي في محافظة الضالع، حيث مر المركز خلالها بمراحل ومنعطفات عدة حتى وصل إلى الصورة الحالية، فقد تم افتتاحه العام الماضي نهاية شهر إبريل من، وبإمكانيات بسيطة وأجهزة محدودة، وبدأ باستقبال الحالات في شهر مايو من العام نفسه ولأنه المركز الوحيد في المحافظة المخصص لمرضى كورونا، كان الإقبال عليه كبيرا، إذ تشير التفاصيل إلى أن المركز كان يستقبل حالات من خارج المحافظة، ولا سيما محافظة لحج والنازحين من المناطق الأخرى.


وشكل هذا الإقبال المتزايد عبئا وصعوبة في مواجهة الجائحة، وخاصة في ظل إمكانيات شحيحة في الكهرباء، والأجهزة الطبية والأدوية وأسطوانات الأكسجين، ورواتب العمال التي تعد من الاحتياجات الضرورية لمواصلة العمل.

وعلى الرغم من كثرة هذه المعاناة يقول حسن: "استمر صمود المركز العلاجي في تقديم كل ما يمكنه تقديمه بجهد متواصل ومعنويات عالية، وإدارة ناجحة، فتحت أفاق التواصل مع المجتمع والجهات المسؤولة والمنظمات الإنسانية"، ومن خلال مساعي المركز في تطوير علاقاته مع المنظمات والجهات المانحة لضمان استمرار العمل، ظهرت بشائر العطاء على المركز، فكان أولها مبادرة من أجل الضالع، ثم تلتها أخرى، وبفضل الله تم توفير أبرز الاحتياجات التي ذكرها المسؤول الإداري سابقا، وتحسنت الخدمات التي يقدمها المركز، ووصلنا إلى مستوى متقدم من النتائج الإيجابية، لقي المركز على إثرها إشادة واسعة من جهات صحية ومنظمات عالمية، مكن الإدارة من توسيع الطاقة الاستيعابية للمركز، إذ وصلت إلى تمديد أكثر من 50 حالة في وقت واحد، وفي أيام الذروة من انتشار الفيروس.


ويذكر أن المركز استقبل، منذ افتتاحه حتى نهاية مايو من العام الجاري، أكثر من 2000 حالة مرضية، منها تقريبا 1500 حالة مشتبه إصابتها بفيروس كورونا، وتم تأكيد ما يقارب 300 حالة مؤكدة الإصابة عن طريق فحص جهاز بي سي آر في العاصمة عدن، وهو الفصل المأساوي، إذ كان يضطر المركز لإرسال المسحات إلى المختبر المركزي في مستشفى الجمهورية حتى نهاية إبريل 2021م، إذ لم يكن لدينا جهاز بي سي آر في الضالع.

وتفيد التفاصيل أنه توفي، من ضمن الحالات المؤكدة، ما يقارب 100 حالة، كان أغلبها يصل للمركز متأخرا وفي حال حرجة لإهمال الأهل في المنزل لفترة طويلة، أو عبث المشافي الخاصة، وكذلك كبار السن وذوي الأمراض المزمنة.


وتماثلت للشفاء أكثر من 200 حالة كانت مؤكدة الإصابة بفيروس كورونا، وفقا للأرقام المدونة في سجلات إلكترونية وورقية بقسم الإحصاء والمعلومات في المركز.

ويشار إلى أن هذه الأرقام خاصة بالحالات التي وصلت المركز، وهناك حالات أخرى في الأرياف وعلى مستوى المحافظة كان يصعب نقلها بسرعة، نظرا لضعف الإمكانيات ووعورة الطريق وانعدام سيارات الإسعاف؛ فطيلة الفترة والمركز يمتلك سيارة إسعاف واحدة.


وتناشد إدارة المركز الجهات المختصة، على رأسها وزارة الصحة، بضرورة النظر إلى المركز أسوة بالمراكز الأخرى في بقية المحافظات الأخرى. ودعا المركز المنظمات الإنسانية إلى توجيه الدعم ومساعدة هذه المحافظة التي تفتك الحرب والأمراض بأرواح أبنائها في ظل غياب إمكانيات المواجهة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى