الدعوة التي أطلقها العميد طارق صالح من المخا، في اجتماعه الأول للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية -كيان سياسي عسكري تم تشكيله مؤخراً في الساحل الغربي بقيادات مؤتمرية- بعد أيام فقط من صلح أبرمه مع قيادات إصلاحية في تعز بصفتها الحزبية والعسكرية لا الشرعية، وقال في تلك الدعوة: "ندعو لبناء شراكات حقيقية مع القوى السياسية الفاعلة الموجودة في الساحة اليمنية من أحزاب ومقاومات شعبية، نريد أن نوجه كل الطاقات إلى تشكيل مقاومة حقيقية، نتحرك في كل الاتجاهات مع كل القوى السياسية الموجودة الفاعلة في الساحة اليمنية من أحزاب أو تنظيمات أو قوى مقاومة شعبية.. المجلس الانتقالي لا بد من أن نرسم شيئاً جديداً للمستقبل يخدم كل يمني سواء في الجنوب أو في الشمال، وعبر التاريخ كان الجنوب هو عمق للشمال، إخوتنا المقاومة الجنوبية أو حالياً المجلس الانتقالي في قتال الحوثي، ونمد أيدينا لتطوير هذا العمل في تكوين شيء صلب". انتهى الاقتباس.
فالعميد طارق وقيادات حزبية وعسكرية بالمؤتمر الشعبي العام ما زالت حتى اليوم لا تقر بالشرعية التي يستأثر بها حزب الإصلاح برغم اعتراف ودعم السعودية والمجتمع الدولي لها، وظلت هذه القيادات المؤتمرية حتى اليوم تعمل خارج جلباب تلك الشرعية وبالذات بالجبهة العسكرية، وهذه حقيقة تدركها الشرعية والتحالف. وحتى حين يقول العميد طارق: "نحن نعمل في إطار الجمهورية اليمنية والتحالف العربي، ولسنا ضد الشرعية ونريد أن نكون فاعلين فيها"، فهو يؤكد هذه الحقيقة من باب النفي بقصد أو دون قصد.