عن دعوة العميد طارق صالح

>
الدعوة التي أطلقها العميد طارق صالح من المخا، في اجتماعه الأول للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية -كيان سياسي عسكري تم تشكيله مؤخراً في الساحل الغربي بقيادات مؤتمرية- بعد أيام فقط من صلح أبرمه مع قيادات إصلاحية في تعز بصفتها الحزبية والعسكرية لا الشرعية، وقال في تلك الدعوة: "ندعو لبناء شراكات حقيقية مع القوى السياسية الفاعلة الموجودة في الساحة اليمنية من أحزاب ومقاومات شعبية، نريد أن نوجه كل الطاقات إلى تشكيل مقاومة حقيقية، نتحرك في كل الاتجاهات مع كل القوى السياسية الموجودة الفاعلة في الساحة اليمنية من أحزاب أو تنظيمات أو قوى مقاومة شعبية.. المجلس الانتقالي لا بد من أن نرسم شيئاً جديداً للمستقبل يخدم كل يمني سواء في الجنوب أو في الشمال، وعبر التاريخ كان الجنوب هو عمق للشمال، إخوتنا المقاومة الجنوبية أو حالياً المجلس الانتقالي في قتال الحوثي، ونمد أيدينا لتطوير هذا العمل في تكوين شيء صلب". انتهى الاقتباس.

هي دعوة من العميد طارق ومن جناح حزب المؤتمر الشعبي العام غير الموالي لحكومة هادي ومحسن الأحمر، لتشكيل جبهة سياسية أكثر منها جبهة عسكرية، أو هي محاولة لسحب البساط السياسي الشرعي الدولي من تحت أقدام السلطة المسماة بالشرعية بعد أن تآكلت منسأتها وتوشك أن تخر أرضاً.
فالعميد طارق وقيادات حزبية وعسكرية بالمؤتمر الشعبي العام ما زالت حتى اليوم لا تقر بالشرعية التي يستأثر بها حزب الإصلاح برغم اعتراف ودعم السعودية والمجتمع الدولي لها، وظلت هذه القيادات المؤتمرية حتى اليوم تعمل خارج جلباب تلك الشرعية وبالذات بالجبهة العسكرية، وهذه حقيقة تدركها الشرعية والتحالف. وحتى حين يقول العميد طارق: "نحن نعمل في إطار الجمهورية اليمنية والتحالف العربي، ولسنا ضد الشرعية ونريد أن نكون فاعلين فيها"، فهو يؤكد هذه الحقيقة من باب النفي بقصد أو دون قصد.

إذا نحن إزاء تحرك سياسي مؤتمري يستوحي عزمه من انتكاسات الشرعية في مأرب ومن الرغبة الأممية بإيجاد أرضية جديدة لأي تسوية سياسية قادمة مغايرة للأرضية وللقرارات الدولية السابقة، ومن الدعم  الإماراتي، ولإنجاح هذا التوجه المؤتمري ذهب العميد طارق لدعوة الجميع شمالاً وجنوباً لتشكيل جبهة عريضة مناوئة للحوثيين بمن فيهم المجلس الانتقالي، مع معرفة طارق أن المشروع الذي يحمله سيتصادم مع مشروع الانتقالي في أي لحظة، أو في أحسن حال بعد انتهاء أسباب وظروف هذا الائتلاف، وهذا ما تنبه له الانتقالي وهو يرد رداً واضحاً لا لبس فيه، على دعوة العميد طارق، بقوله: "نرحب في المجلس الانتقالي الجنوبي بأي جهود لتوحيد الصف لمواجهة المليشيات الحوثية على امتداد خطوط التماس في الجنوب واليمن، ونبدي استعدادنا للشراكة مع المقاومة الوطنية ودعمها للتحرر من تلك المليشيات، وكسر بغيها وإبعاد خطرها عن بلادنا والمنطقة، مع تأكيدنا على تمسكنا بأهدافنا الوطنية الجنوبية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى