السياسية استراتيجية بين الثوابت والمتغيرات

> كل إنسان يتعاطى السياسة بحسب ثقافته وتربيته وعاداته ومعتقداته وفكره ومفهومه، والمواطن يدرك أن السياسة فن الممكن، وشخص آخر يفهم أنها متقلبة وليس لها ثوابت.
أثبتت الدراسات والتجارب أن ليس في السياسة عدو ثابت ولا حبيب ثابت، وفعلاً هذا ما لمسناه على مر الزمان، حيث تفرض علينا إيقاعاً سياسياً محدداً وبعد فترة يكون العكس، وهذه الفرضية تطبق في كل مكان وزمان.

كم من أعداء تحاربوا وبعد فترة نراهم يأخذون بعضهم البعض بالأحضان والقبلات، ولا بد من أن يفهم المواطن أن مصلحته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية والعسكرية فوق أي اعتبار، فلا تفريط بالثوابت السياسية، لكن هناك علاقات سياسية تختلف عن تلك الثوابت التي ترتبط بالمتغيرات السياسية المحيطة بها، فمثلاً لا يمكن أن نوافق على التفريط بأي مبدأ من المبادئ التي تؤدي بنا إلى باب اليمن مرة أخرى، لكن لا بأس بربط علاقات سياسية بين دولة الجنوب والجمهورية العربية اليمنية، ويسودها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وينتج عنها السلام ووقف الحرب.

وعليه، لا بأس أن يخلق المجلس الانتقالي الجنوبي الآن علاقات وروابط سياسية مع الحوثي أو طارق محمد عبدالله صالح في الجمهورية العربية اليمنية من جهة، علاقة يسودها الاحترام المتبادل والأخوة والمصالح المشتركة وما يعود بالنفع والفائدة للشعبين في دولة الجنوب العربي هنا وشعب العربية اليمنية هناك، علاقة يسودها السلام والأمان ووقف نزيف الدم والقتال والحروب التي أحرقت الأخضر واليابس.

ومن جهة أخرى، الشرعية هم أبناء جلدتنا وجنوبيون أيضاً، فالعالم حولنا يتقدم ويتطور ويعيش بسلام وأمان واستقرار ومحبة، ونحن هنا في قتال وحروب وتفجيرات وتضحيات وصرف كل ثرواتنا بشراء المستلزمات العسكرية والقتالية، وأيضاً متأخرون بعشرات السنين عن العالم حولنا.

نقدس الثوابت الوطنية السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي، ولا نفرط بها ونثق بقيادتنا الرشيدة لتحقيق آمال شعبنا ونضاله نحو تحقيق هدفه المنشود في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على كل الأرض الجنوبية قبل 1990/5/22، لتقيم علاقات وروابط سياسية مباشرة مع دول الجوار والعالم العربي والإسلامي والدولي، علاقات يسودها السلام والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتعاون لبناء دولة جنوبية متطورة مسلحة بالعلم والمعرفة والثقافة والتكنولوجيا الحديثة لتلحق بالركب العالمي المتحضر.

لا للحرب.. نعم للسلام.. لا تفريط بالثوابت.. نعم للروابط والمتغيرات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى