إلى المجلس الانتقالي..حياكم الله سدوها بحوثي

> السعودية والإمارات ومعهما المسماة بالشرعية يخطبون ود الحوثيين منذ فترة لإبرام صفقة معهم تنهي الحرب، وتفتح أفقا واسعا للتسوية السياسية، وهذا أمر يعلنه الجميع ليل نهار على رؤوس الأشهاد، لكنهم، أي الحوثيون، ومن موقف الشعور بالتفوق العسكري والجماهيري، يتمنعون عن الموافقة، ولكن هذا التمنع لن يطول كثيرا في حال حصلوا على مزيد من التنازلات المغرية من الطرف الآخر، ومن الأمم المتحدة، وسيمضي الجمع -السعودية والإمارات والحوثيون والشرعية ومن خلفهم الأمم المتحدة- بالدخول بتسويات وتقاسم النفوذ والمصالح في الشمال والجنوب، وحينها سيجد الانتقالي وكل الجنوب نفسه خارج المشهد منزوعا من فوق الخارطة.

صحيح أن القضية الجنوبية باتت رقما يصعب تجاوزه داخليا وخارجيا، لكن أي غياب أو تغييب لها في اللحظة المناسبة، وفي الزمن الذي كل هؤلاء بحاجة للبندقية الجنوبية، وحتى فرضا لو تم الإصغاء إليها بعد ذلك، فلن تجني هذه القضية سوى الفتات بعد أن ينفض المسمر ويُستغني الشركاء عن الدور الجنوبي وبندقيته، ويعيق زخمها السياسي الذي اتسمت به على المستوى المحلي والدولي.

وعلى ما تقدم، حري بالانتقالي وبكل القوى الجنوبية الفاعلة المؤمنة حقا بعدالة القضية الجنوبية ألا تظل تتمترس خلف مواقفها المتشددة حيال الحوثيين وغير الحوثيين إرضاء للرغبة الخليجية، بل فتح نوافذ تواصل معهم، ولو على مستوى جبهات القتال وعلى مضمار السياسة، فما هو حلال لغيرنا حلال لنا ايضا، فلسنا قفازات سياسية بيد أحد، فلا خصومة دائمة مع الحوثيين ولا صداقة دائمة مع غيرهم، بل ثمة مصلحة دائمة، فالحوثيون أصبحوا محور التوسية، فهذه الدول، ومعها ربيبتها الشرعية، لن تتورع عن رمي الجنوب وقضيته خلف الشمس إن اتفق ذلك مع مصالحها، ورضي عنهم الحوثيون.

بالبلدي الفصيح نقول للانتقالي: تصبح بالإصلاح قبل أن يتغدى بك، وتغدى بالتحالف قبل أن يتعشى بك، فقد انتهى زمن التربيت على الأكتاف، ومضت عبارات المجاملات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى