ضرورة إعادة ضبط البوصلة في محاربة الحوثي

> إن علاقة المجلس الانتقالي مع القوى الشمالية تضبطها جزئية محاربة عدو مشترك، وهي نقطة إجماع شمالاً وجنوباً ولا تعني حمل المشروع السياسي والوطني الشمالي، وهذا الفرق بين علاقة قوى الشرعية من الجنوبيين بالشمال وعلاقة الانتقالي به، فالتيار الجنوبي في الشرعية يحمل المشروع اليمني ويقاتل عنه نيابة الشماليين، وسيحرق الأخضر واليابس في الجنوب -لو استطاع- لفرضه وفرض أجندة قواه وأحزابه مهما كانت الهزائم والانسحابات المذلة طيلة سبع سنوات في الشمال، فيلجون لطارق بدل أن تحلل أدوات ومروجي شرعية الفشل أسباب هزائمها وكيف أنها تكاد تدافع عن مأرب بعد أن زرعت الوهم بـ "قادمون يا صنعاء"، وسنرفع العلم في "مران".

يلجؤون لنمطية "آل عفاش" وما تحمله لهم الذاكرة الجنوبية من مخزون ارتبط باجتياح الجنوب ونهبه في محاولات لاستثارة الشارع الجنوبي بألا تشارك في المعركة أي قوة لا شمالية ولا جنوبية إلا بمواصفاتهم، فتكرر أبواقهم أن طارق سيعيد احتلال الجنوب، وأنه ومؤتمره سيأخذ الشمال ويحتل الجنوب، وكأن حربهم في الجنوب لأجل استقلاله.

سخر من ضجيجهم كاتب جنوبي قائلا: "من يتعذرون بالسفاح طارق، فهو في صحاري المخا والحديدة يلفح تراباً هناك متوجهاً إلى صنعاء، و (قعوه) باتجاه الجنوب، يحشيه الجنوبيون والتحالف لزيادة انطلاقه نحو صنعاء، ومن يريد مغالطة نفسه على قول البدوي (توّه، امطريق قدامه). انتهى الاقتباس.

لن يعود مؤتمر عفاش حتى في أكثر الأحلام سوداوية، فداخله من الصراعات والانشقاقات ما يمنع عودته وجذوره الجنوبية انتهت، فهي ليست عقائدية وليس أمامها إلا الجنوب، أما طارق فطالب ثأر خذل أسرته كل من صنعهم آل عفاش وأعطوهم السلطة والنفوذ وقدموا لهم الجنوب بـ "الوحدة أو الموت"، وأثبت الحوثي أنهم لا شيء.

إن طارق والإقليم والعالم يعلمون أن حكم الجنوب بالقوة انتهى إلى غير رجعة والموافقة على مبادرته ليست إلا ترجمة لاتفاق الرياض بوحدة البندقية ضد الانقلاب، الاتفاق الذي تنصلت عنه شرعية لتمكين الإخواني إلا بدخول عدن بحدهم وحديدهم.

إن الموافقة لا تعني المشاركة، فالموافقة مبدأ والمشاركة تفاصيل للمبدأ فيها شروط وحدود للمشاركة وأين تتواجد وأين لا تتواجد، فلم يعد الجنوب جغرافيا لتنصيب الطرفيات، بل مشروع وقوة على الأرض.

لن يستعاد ضبط البوصلة، فالجميع في فوهة المدفع إلا بتحويل نسق المعركة من هزائم متكررة أمام الحوثي إلى هجوم يعيد الهجوم الذي فُقِدَ خلال سنوات الحرب بشرعية التمكين الإخوان وأصبح الانهزام سمتها ما يوجب ضرورة صناعة اصطفاف متنوع وطنياً، والقبول بتعدد مشاريع ما دون هذا الاصطفاف لمواجهة المليشيات الحوثية وإزاحة أدوات الفشل التي أثبتت فشلها وقلة حيلتها فهي الطرف المنهزم طيلة الحرب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى