استغلال لمعاناة المعاقين

> في بلادي، تعيش أكثر الفئات والأسر اليمنية ظروفا اقتصادية واجتماعية، نتيجة تدهور الاقتصاد والخدمات وحالة الحرب وعدم انتظام الرواتب. وفئة المعاقين هم الأكثر عرضة وتضررا لهذا الواقع المؤلم، الذي وجدوا فيه بعد أن تخلى وتنصل الكل عنهم، سواء أكان مؤسسات الدولة أم الجمعيات الخيرية والمنظمات الدولية، عن تقديم الدعم والمساعدة لهم، وانتشالهم وإخراجهم من الوضع المزري الذي هم فيه.

وما يؤلم ويؤثر هو الكم الهائل والمئات من المؤسسات والمنظمات، التي تنشط وتدعي العمل الخيري والإنساني مع شريحة المعاقين بفئاتها المختلفة، من خلال ما تروج له في برامجها وأهدافها المعلنة بتقديم مشاريع خاصة في تنمية وزيادة دخل الفرد منهم، وتوزيع مساعدات شتى لهم.
وعند التدقيق والنظر على أرض الواقع والجلوس والحوار مع بعض المعاقين في أكثر من محافظة، وسؤالهم عن أنهم محظوظون بل ومحسودون على العدد الكبير من الجمعيات والمنظمات العاملة المهتمة بهم وما تقدمه من خدمات متنوعة لهم.

رد الأول: فعلا، عددها وانتشارها يجعلها مثل موجة وغوبة من الغبار في الهواء العابر الذي يغطي المكان، تظن أن الخير والمطر آتٍ لا محالة منه، لكنك تكتشف بعد حين أن لا جديد ولا مفيد منها إلا الكلام والتجميل لهم. ورد آخر ليس معنا إلا ما تروج له وتصم به أذاننا تلك الجهات، من أخبار وصور في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وهي في الحقيقة لا تساوي وتتجاوز سوى صور ومقاطع فيديو، يندى منها الجبين، وتهان معها كرامة الإنسان، لتوزيع كم قرطاس تمر، وكم علبة من فاصوليا في أكثر الأحوال. وأردف أيضا لا يكذبوا عليك ولا يغشوك، هذا هو مجهودهم ونشاطهم الحقيقي، إلا من حالات نادرة تعمل ويصل مفعولها للمعاق.

وواصل حديثه، والألم والحسرة يعتصران قلبه، الصيت والقبقبة لنا والفائدة لـ...، مشاريع وعمل كهذا لا يفيد ويغني المعاق بشيء، لا يا عزيزي من يريد أن يشتغل ويخدم المعاق فليأخذ التجربة والعبرة من دول العالم، التي فيها يتم تأهيله وتدريبه على مهنة وعمل يكتسب منه لقمة العيش الكريمة، وتقدم له القروض الميسرة والمجانية التي ينتفع منها، ويبدأ فيها مرحلة جديدة من حياته على طريقة الاكتفاء والاستغناء عن الآخرين.

يجب تعليمه الذي هو السلاح الحقيقي له في الحياة، وإكسابه مهنة وصنعة تناسب قدراته وإمكانياته، وجعله يشق طريقه في معترك الحياة، ولا تعطيه صدقه أو مكرمة فوائدها وقتية وآنية. يقول المثل الصيني: "لا تعطه السمكة بل علمه كيف يصطاد السمكة"، يسّر وسهّل له المرور وعوائق الطريق في الشارع العام وفي مداخل المدارس ومرافق الدولة المختلفة، حتى يتسنى ويتاح له مزاولة حياته العملية والعادية كأي مواطن من دون حواجز ومنغصات.
وخلاف ذلك، لا جدوى وفائدة منه، سوى تضخيما لقضيتهم واستغلالا لمعاناتهم الإنسانية والمجتمعية لمصالح وغايات أخرى في نفس يعقوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى