أوجاع وآلام مستمرة

> الحياة مثلما يقولون دوارة، وبها يوم حلو ويوم مُر ويوم يكفينا الله شره، ولأننا بشر وخلقنا الله بالفطرة، لا نعلم الغيب، وعلينا أن نتعلم من كتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم ﷺ، ومن خلال ما نتعلمه في أثناء دراستنا، والأهم تربية الوالدين لنا، وهنا سنجد أنفسنا نعي ونفكر بكل خطوة نخطوها بعد أن نحسب حسابها، رغم ما سنواجهه من عراقيل تعرقل مسيرنا وتوقف عملنا إلا أن حُب النجاح للوصول للهدف هو ما يميزنا كبشر باختلاف النسبة بين شخص وآخر، لكن الأساس جميعنا نتفق عليه.

فنلاحظ هذه الأيام ارتفاع الأسعار بشكل جنوني وهستيري وكل يرمي العذر على العملة الصعبة التي تتقفز بكل ساعة دون وجود من يضبطها، فالجهة المسؤولة عليها وهو البنك المركزي الذي لا يعلم ما أهم مهامه الأساسية، لأنه يعمل وكأنه كاشير، وليس المظلة التي تعمل تحتها كافة البنوك والصرافين، وتلتزم بتعليماته التي يصدرها، الأمر الذي أدى إلى فقدانه للدورة المحاسبية الصحيحة، التي تضبط سعر العملة الصعبة، وهذا بدوره أدى إلى ارتفاع الأسعار لتزيد من أوجاع المواطنين وآلامهم، ورغم أننا قد أشرنا في عدة مقالات سابقة، من أهمهما مقالين تحت العناوين التالية:

1- "أيها الشعب من معه دولار لن يسأل عنك" الذي نشر في تاريخ 17 يوليو 2021.
2- "بوطني الاقتصاديون لا يعرفون اقتصاد الدولة" الذي نشر في تاريخ 14 أغسطس 2021.

من أجل عمل حلول جذرية للبنك المركزي الذي يعتبر هو صمام الأمان للدولة، وكذلك معالجة توفير المواد الغذائية الأساسية للمواطنين، إلا أنه لا حياة لمن تنادي.

فاليوم نرى الناس تقف عند أبواب المطاعم تنتظر من يأكل أن يترك قليلا من أكله؛ ليدخل على غفلة رغم أن صاحب المطعم والمباشرين يرونه، لكنه يحاول الأكل سريعا ليوقف الجوع قليلا، وليس ليشبع، ويخرج كأنه أكل خروفا، وهي بقايا أكل. وكذلك نلاحظ أن هناك من الشباب من يأخذ من البقالة التي بحافته مواد غذائية دينا، ويذهب ليبيعها لبقالة بحافة أو منطقة أخرى بسعر أقل بألفي ريال ليحصل على مصاريف نقدية، وأيضا نجد أمامنا أمهات متعففات مع أطفالهن يقفن ويمددن أيديهن وسط الشوارع الرئيسة. كل ذلك يزيد من أوجاعنا وآلامنا، ولا نجد من يعالجها، ونتفاجأ بالمساء أن الأسعار ارتفعت عمّا كانت عليه في الصباح بسبب ارتفاع العملة الصعبة، وجشع أصحاب النفوس الضعيفة من التجار.

وهنا، إذا لم تتدارك الدولة هذه المشاكل وتعالجها من جذورها، من خلال إعادة النظر بإدارة البنك المركزي عموما، ووضع خطة تموينية تحت إشرافها المباشر لتوفير المواد الأساسية للمواطنين؛ فإن أوجاعنا وآلامنا ستستمر، ولكنها هذه المرة إذا استمرت، فلن تقف إلا بتغيير يطال الدولة برمتها، لأنه الخيار الوحيد الذي بقي أمام من يجوعون ويتألمون يوميا، فنتمنى من الحكومة سرعة تنفيذ ما اتخذته من قرارات قديمة، وتطبيقها سريعا مع الأخذ بما ذكرناه، أعلاه فيما يخص البنك المركزي والمواد التموينية حتى يشعر المواطن البسيط بأن هناك من يحاول إبقائه على قيد الحياة، وليس المشاركة بقتله جوعا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى