​وفاة السياسي والمناضل الأكتوبري شعفل عمر

> عدن / القاهرة "الأيام" خاص

>
توفي فجر اليوم السبت القيادي الأكتوبري شعفل عمر علي في العاصمة المصرية القاهرة التي استقر فيها عقب حرب الشمال على الجنوب في 1994م.

وبدأ شعفل حياته رفيقًا نشطًا للقائد سيف الضالعي أحد المؤسسين التاريخين للحركة الثورية في جنوب اليمن، والذي تولى رئاسة المكتب السياسي للجنة التنفيذية للجبهة القومية بمكتبها في تعز في سنوات الثورة، ثم وزيرًا للخارجية والشخص الثاني في حكومة الاستقلال الوطني، شاركه بمسيرته تلك الأخ شعفل عمر علي، واضطلعا بدور أساسي في بناء حلقات وخلايا التنظيم واستقطاب الوطنيين إليها داخل محافظة عدن والضالع، ومعًا شاركا بتأسيس جمعية أبناء الضالع ومقرها عدن كغطاءٍ اجتماعي للمساهمة في عملية التحضير للثورة ودعم جيش التحرير في نضاله من أجل الحرية والاستقلال الوطني.

ويأتي رحيل شعفل بعد مسيرة كفاحية ونضالية طويلة ذات سجل مشرف طوال حياته الزاخرة بالنضال، سواءً خلال مرحلة التحرير الوطني من أجل الاستقلال ثم في مساهماته الفاعلة والنشطة في بناء الدولة الفتية بعد الاستقلال وما صاحبها من تحولات كبيرة في عملية البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي امتدت طوال مرحلة حياته.

وقال الكاتب والسياسي صالح شايف إن الوطن قد خسر أحد رجاله المخلصين والذي أفنى حياته في سبيل الحرية والكرامة وانتصار قيم العدل والمساواة وإعلاء راية النظام والقانون وحكم المؤسسات؛ وفي سبيل الدفاع عن الحق ومقاومة الظلم بكل أشكاله وصوره".
رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، بعث برقية عزاء ومواساة إلى شفيع شعفل عمر، وشقيقتيه أنيسة، ود. نادية شعفل في وفاة والدهم المناضل والسياسي البارز، شعفل عمر علي.

وعبر الزُبيدي، عن مواساته الصادقة لأسرة وذوي المناضل عمر، مؤكدًا أن الجنوب خسر برحيله مناضلًا، وسياسيًا، استثنائيًا، كانت له إسهاماته الفاعلة في الثورة التحررية الجنوبية كأحد أبرز  مناضلي ثورة 14 أكتوبر، وكذا إسهاماته ورفاقه في تأسيس وبناء، مؤسسات دولة الجنوب الفتية، في مرحلة ما بعد الاستقلال عن بريطانيا.

وأشار الزُبيدي إلى مناقب المناضل الراحل، التي جسدها قولًا وفعلًا، في حياته  النضالية والعملية، منذ عنفوان شبابه، وحتى رحيله، منوهًا بأنه دفع فاتورة نضاله وثباته غاليًا، ومن ذلك فقدانه لأسرته بصورة غامضة، عقب حرب احتلال الجنوب، في صيف العام 1994م.
وقال الزُبيدي: "إن شعفل عمر كان مدرسة للنضال والتضحية، ونموذجًا للسياسي والمثقف الحصيف، المؤمن بعدالة قضيته وحتمية انتصارها، على الرغم من الصعاب والتحديات".

وابتهل الزبيدي في ختام برقيته إلى المولى تعالى، أن يتغمد الفقيد الراحل، بواسع رحمته وغفرانه، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه ورفاقه كافة، الصبر والسلوان.

وفي وقت متأخر من مساء أمس نعى كل من الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، ورئيس المؤتمر الوطني لشعب الجنوب محمد علي أحمد، الفقيد شعفل واصفين إياه بأنه "مثال للوطني المخلص والثائر النموذجي، الذي يعمل بصمت وهدوء، ومثال لرجل الدولة، وصاحب اليد البيضاء واللسان العفيف والرأي السديد، الصلب والصابر على الشدائد والمحن في أصعب وأقسى الظروف".

أسرة "الأيام" تتقدم إلى ذوي ومحبي الفقيد ورفاقه بخالص التعازي والمواساة، سائلة الله أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة ويلهم أهله الصبر والسلوان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى