يا زينكم لو سكتم

> تبادلت وسائل التواصل الاجتماعي منشوراً يناشد الأخ عوض بن الوزير، والمنشور يحوي نقداً للرجل أكثر مما هو نصح ومناشدة له، بل تثبيط ألّا يقوم بدوره في ما آلت إليه حالة المحافظة التي يبدو أن أولئك النفر يعيشون بها في "ترف" الخارج مثلما اعترفوا في منشورهم أن البلد تفتقر لـ "ترف" العمل السلمي كالأحزاب أو المكونات المجتمعية وهي حقيقة يعلمها الكل ويعلم افتقار اليمن لها في ديمقراطيته الزائفة ويعلم من شرعنها طيلة عقود في المحافظة، ومن كانوا رواد ذلك الترف الذي أوصل البلاد والعباد إلى هذه المآلات السحيقة.

السؤال الذي ما أجابوا ولن يجيبوا عليه: ما هو البديل عن دعوات التظاهر والاعتصامات التي دعا لها ابن الوزير؟
هل يريدون أن تلجأ شبوة للبديل الآخر أو أنه ليس أشد خطراً على المحافظة ونسيجها الاجتماعي ولن يأتي إلا بمزيد من التشظي؟

ولأنكم في "ترف" بالتأكيد ما كلفتم أنفسكم رصد ما صار في شبوة خلال عامي الأخونة، ونحن نعلم أنه لا يهمكم لكن على الأقل لتنصحوا سلطتهم المحلية مع أنني أتحداكم أن يثبت واحد منكم أنه قدم لها نصحاً، فخلال عامين أكثر من(1200) حالة انتهاك:
(68) عملية اغتيال وإصابة، و(860) اعتقالاً تعسفياً وتعذيباً، و(21) انتهاكاً ضد الإعلاميين، و(37) طفلاً تم اعتقالهم، و(8) قرى قصفت بالمدفعية، و(41) منزلاً تمت مداهمته، و(116) جندي نخبة اعتقلوا، و(134) قرار إقصاء وظيفي.

هذا فقط غيظ من فيض.. أين كنتم؟ وأين أنتم؟ أو أن هذا حقاً مشروعاً للإخوان "الأخيار"، ومن ولاهم ضد "الأشرار" من أبناء شبوة الذين لم يذكرهم منشوركم بالصفة لكنه مفهوم من سياقه.
اتركوا شماعة الحوثي، فبيحان حررها أبناء شبوة وقدموا الدماء رخيصة، ثم فصلها علي محسن والإخوان عسكرياً.. أين كنتم؟ وباعوا واشتروا وسلطة شبوة إما مشاركة أو لم يعد لها من الأمر شيء، أما اليوم فالخلاف ليس على إسقاط الحوثي عسكرياً، بل تترجاه الشرعية والتحالف أن يوقف اندفاعه بشروط ذاته.

اتركوا المعركة الوطنية، فالواقع يثبت تهافتها ورسالة جباري وبن دغر أثبتت عدم إمكانية الحل العسكري ولست أنا، بل أطلقوا رصاصة الرحمة على ما تسمونه وطناً ووحدة ويمناً، وفي أحسن الأحوال سيلتئم المنحوس مع خائب الرجاء من "الأخيار" في دولة عربية لتنفيذ دعوة جباري، وبن دغر لتشكيل "ترف" تحالف في قاعة مكيفة قد تكون في القاهرة، ولن يكون أفضل من ترف الأحزاب ومنافقيها وطباليها ومرتزقتها الذين أوصلوا البلاد إلى هذا الموصل، ولن يغير ائتلافهم من الحقائق على الأرض شيئاً، ونحن في شبوة جزء من معركة كبرى، ومسؤولية السلطة المحلية كبيرة جداً في ما آلت إليه الحالة فيها، وكان جديراً بمنشور الأخيار أن يوازنوا في ترفهم.

يشهد الله أننا نحترمكم لكن يازينكم لو سكتم أو لو قدمتم نقداً متوازناً لكل الأطراف، وقدمتم رؤية حقيقية لاحتواء الانزلاق، لكن فاقد الشيء لا يعطيه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى