لا يا صديقي.. الإمارات ليست السبب!

> ا صديقي، يراد لنا أن ننعق بتوجيهات مكاتبهم، لا نسال، لا نستفسر، لا نفكر، فقط نعادي من يعادونه، ونمجّد من يمجدونه.
في هذا السياق يضعون الإمارات العربية عدوا يجب محاربته!... حملات تتجدد منذ تحرير عدن بأنها سبب وحيد لتردي الأوضاع في الجنوب، ولا تريد له استقرارا وأمنا ولا نهضة، ولا موانئ ولا مطارات ولا اقتصاد، وأنها أوصلت كل شيء فيه للحضيض. إن لم نردد فنحن نخون الشهداء والوطنية... إلخ.

لماذا؟... أقنِعونا!
سقطرى، بلحاف، احتلال الجزر، العلم، المواني المطارات، المعتقلات... إلخ.

مكاتب وحملات مجندوها وما تقوله وكتابها وظيفتهم كلها تعبئة وحقن وتشويه وشيطنة.
فأفقنا على مجاعة تحاصرنا!

من المسؤول؟!
نحن أمام حالة تغييب وعي ترعاها أحزاب ونخب لمصالحها وأجندتها، ولا تريد لأحد أن يفكر خارج الصندوق المبرمج.

الإمارات ليست مثالية، بل دولة كسائر الدول، تهمها مصالحها كبقية دول الوصاية، هذه حقيقة، لكن هل هذه هي الصورة فقط؟! طبعا، لا.

البلد بشماله وجنوبه في حرب منذ سبع سنوات، أكلت الأخضر واليابس، وتحت البند السابع! وعليها وصاية دولية من أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات! وشرعيتها من رئيسها إلى رئيس إلى حكومتها إلى سلطاتها المحلية... الخ ليست سوى سلطة خدمات! وأوصلت الشعب إلى الحضيض، بسبب سياساتها وإداراتها وقراراتها وفسادها ومحسوبيتها، أوصلت الناس إلى الكفاف، وبعضهم تحت الكفاف، ورائحة المجاعة تفوح في حواري المدن وأزقة القرى، وسعر الريال في انهيار، والعملة تطبعها شرعية الخدمات بالحاويات، بلا ضمان من العملات الصعبة، وأسعار الغذاء والدواء والمحروقات تجاوزت حدود القدرة.

إذن أين الإمارات في ذلك؟!
هل طبعت الإمارات العملة بدون غطاء؟! مَن طبعها؟

إن الفساد في الشرعية هو سبب الحرب على الاقتصاد التي أوصلت كل فروعه إلى هذا الانحطاط، وأوصلت المواطن للمجاعة، وليست الإمارات! فالعالم يعلم من هم التجار والفاسدون الذين نهبوا "وديعة الطحين السعودية"... طبعا، ليست الإمارات! ويعلم أن أحدهم يملك كل شيء في عدن ماعدا الهواء، طبعا، ليس فاسد إماراتي!... من الذي يحميه؟! من فتح له ميناء تهريب عندما فاحت رائحته في كل المواني؟!... طبعا، ليست الإمارات! ويعلم من الذي يستحوذ على مداخيل النفط ويودعها في بنوك خارجية... طبعا، ليست في الإمارات!

هل منعت الإمارات حركة المواني أم إنها ممنوعة بأحكام البند السابع وبحصار دول التحالف ثم بهوامير الفساد؟!
في أي مواني تمر السفن لتفتيشها؟! أتمر في مواني الإمارات أم في موانئ دول اخرى؟!

الفصل السابع الذي حاصر العراق، وفتشوا به حتى غرف نوم زعمائه، لأنه يسقط السيادات الوطنية ودساتيرها، فلا يزايد مزايد بالسيادة، وهو ما زال تحت هذا الفصل!، فهمنا ذلك أم لم نفهمه، أما من أراد أن يكون جزءا من جوقة "حسب الله " فهو حر.
كل ذلك لا علاقة للإمارات به، إذن لماذا الحملات ضدها؟! ولماذا لم تتعرض الحملات لأمريكا وبريطانيا والسعودية، أليست الدول الثلاث من دول الوصاية؟،

ألا يدل ذلك على أنها تصدر عن مكاتب حزبية تستغل معاناة الناس لتصفية حساباتها مع الإمارات لصالح أحزابها ولا علاقة لها بالوطن والوطنية والسيادة؟!
لماذا لم تتخذ الشرعية موقفا رسميا من العدو الإماراتي لتتضح الصورة للجميع لو كان الأمر كما تصوره تلك الجهات والأشخاص ومكاتب الدعايات؟! لماذا لم تطلب من الأمم المتحدة استبعادها عن الوصاية؟! حينها يمكن وصفها بالمحتل الإماراتي إذا رفضت!، لماذا لم تعمل شيئا بشأن الفصل السابع والخروج منه؟!

أما أن فلان أو علان وقف ضد الإمارات فهي "مواقف فارغة" ما فهمت حجمها، وإنها وشرعيتها كلها شرعية "إدارة خدمات" بموجب قرار دولي، لكنها أخذت تبحث عن مكانة بمواقف هلامية ومزايدات شخصية، ولم تلتف حول حيثيات وطنية علي الأرض بل حاولت بناء مجد شخصي وتبنت مشاريع ليس لها جذور فآلت حالتها لما آلت إليه.
وفلان في الساحل تدعمه الإمارات!

يا صديقي هو يمني مثله مثل فلان في مأرب، يمني مدعوم أيضا! وكلاهما شر على الجنوب،
فكيف ستقنعني أن يمني مأرب خير للجنوب، ويمني الساحل شرا عليه؟! ألا تلاحظ يا صديقي تهافت هذ الحجة؟
نحن نقول إن الحوثي عدو الجميع، وإن كل البنادق تتجه لدحره، لكن من يقول لن ندحره إلا من عدن فتلك حيلة، كمن رفعوا المصاحف في "صفين"، ولما اطمأنوا رفعوا السيوف! ومن يريد أن يقنعنا بها فهي "مسواقة" لن تنطلي على أحد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى