كيف ستحمي السعودية مصافي النفط من أي هجماتٍ جديدة؟

> "الأيام" عن/ الخليج أون لاين:

> ​ما تزال الهجمات التي تعرضت لها منشأتين نفطيتين شرقي المملكة عام 2019، حاضرة في الأذهان، بالتزامن مع إعلانٍ جديد لجماعة الحوثي بشن هجمات استهدفت منشآت نفطية سعودية، وسط توعدٍ من التحالف بتدمير القوة العسكرية للمليشيا المدعومة من إيران.

وتقول السعودية إنها عاقدة العزم على حماية منشآتها النفطية الضخمة، على الرغم من قرار الحكومة الأمريكية بسحب  أنظمة صواريخ باتريوت وعشرات من الجنود في المملكة.

وتواصل ميليشيات الحوثي تصعيدها المتواصل باستهداف المنشآت المدنية والاقتصادية في المملكة، حيث ترغب في تهديد اقتصاد السعودية الذي يعتمد بشكل رئيسي على النفط.

تصعيد ووعيد

في إعلانٍ هو الأبرز خلال الأسابيع الماضية، أعلن الحوثيون، في 7 ديسمبر 2021، تنفيذ عمليات عسكرية جديدة داخل المملكة، بصواريخ باليستية، و25 طائرة مسيرة.

وقال المتحدث العسكري باسم المليشيا يحيى سريع، على حسابه بـ"تويتر": إنه "تم استهداف مواقع نفطية في كل من العاصمة الرياض ومدن جدة وجيزان وعسير ونجران".

أما التحالف العربي الذي تقوده السعودية باليمن، فكان قد أعلن في 6 ديسمبر "تدمير" الدفاع الجوي السعودي صاروخاً باليستياً أطلق تجاه العاصمة الرياض، معلناً أيضاً بدء تنفيذ عملية واسعة ضد الحوثيين "استجابة للتهديد".

وشدد التحالف، في بيان، على أنه سيضرب بيد من حديد في إطار القانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين.

تكثيف الحماية

ولا تتوقف السعودية في الفترة الأخيرة من تكثيف حماية أراضيها ومنشآتها النفطية، وتمثلت في تعزيز قوتها الدفاعية بمنظومة صواريخ دفاعية جديدة.

ولعل أبرز تلك الخطوات مؤخراً، إعلان رئيس هيئة الأركان اليونانية، كونستيندينوس فلوروس، في سبتمبر الماضي، إرسال بلاده منظومة صواريخ باتريوت إلى السعودية، تزامناً مع سحب الولايات المتحدة أنظمة صواريخ ومعدات وجنود من المملكة ومناطق بالشرق الأوسط.

ونشر رئيس الأركان اليوناني في صفحته على "تويتر"، صوراً لحفل وداع المنظومة وقوات يونانية محدودة تابعة للجناح القتالي 114، على ما يبدو مُشغلة لها.

وقال فلوروس إن مهمة المنظومة المُرسلة إلى المملكة العربية السعودية ستعمل على الحفاظ على السلام والاستقرار، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط.

وتزود اليونان السعودية بمنظومة باتريوت على سبيل الإعارة بموجب اتفاق جرى توقيعه بين البلدين في أبريل الماضي.

وفي وقت سابق من هذا العام، وجّه وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، القيادة المركزية بالجيش الأمريكي التي تشرف على المنطقة بسحب المعدات والعناصر التابعة لقواته بداية من الصيف.

وعلى الرغم من ذلك، فإن السعودية تستعد لاستقبال صفقة الصواريخ الدفاعية الأمريكية البديلة "ثاد" في عام 2023، والتي تعاقدت عليها في عام 2017، في صفقة قدرت حينها بنحو 15 مليار دولار.

أسلحة محدودة

"مهما كانت أسلحة الحوثي  متعددة أو متنوعة من صواريخ باليستية أو طائرات مسيرة، فإنها لا تستطيع التأثير على مصافي النفط السعودية"، هكذا رأى المحلل العسكري إسماعيل أيوب، مرجعاً ذلك إلى أنها "بعيدة جداً عن مرمى الحوثيين".

ويشير إلى أن الصواريخ الباليستية التي تمتلكها جماعة الحوثي "عمياء وليست أسلحة لديها دقة عالية، ويوجد فيها خطأ كبير"، لكنه يؤكد أنها  تستنزف عملياً الدفاعات الجوية السعودية من صواريخ وغيرها.

وبخصوص كيف يمكن أن تحمي السعودية مصافي النفط، يقول لـ"الخليج أونلاين"، "من خلال الدفاعات الجوية والإنذار مبكر، ولذلك لن يتمكن الحوثي من التأثير على مصالح النفط السعودية إلا إن امتلك أسلحة متطورة، وهذا لا يمكن أن يحصل عليه كونه مطوق براً وبحراً وجواً".

وفيما يتعلق بالاعتداءات السابقة على مصافي النفط أو شركة أرامكو، يرى أن "هناك أيادي خفية هي التي أصابت هذه المصافي، ربما تكون إيران وربما تكون مجموعات تخريب داخلية، لأن الحوثي مهما كان متقدماً لا يمكن أن يطلق طائرة مسيرة تسير أكثر من حدٍ أقصى مائة كيلو متر وربما يزيد ٥٠ كيلو أيضاً، لأنها تفقد التواصل مع قيادة إداراتها".

ويشير إلى أن السعودية بإمكانها القضاء على مصدر الخطر الحوثي من خلال إرادة دولية للقضاء عليه، موضحاً بقوله: "من خلال عملية برية تنطلق من الحدود السعودية المتاخمة تدعمها المروحيات القتالية من طراز أباتشي والطيران المقاتل التي تمتلكه السعودية".

وفيما يتعلق بإعلان الحوثي والتحالف شن عمليات واسعة، فيقول: "من وجهة نظر عسكرية بحتة مهما كانت قوة عصابات الحوثي فإنها ضعيفة لفقدانها لسلاح الطيران، مقابل امتلاك دولة مثل السعودية لأقوى سلاح طيران تقريباً في الشرق الأوسط، حيث يوجد فارق كبير في التوازن العسكري".

ويعيد تساؤلاته مجدداً بخصوص عدم القضاء على الحوثي الذي يشكل خطراً على السعودية ومصالحها في المناطق الجنوبية، معلقاً: "لو كان هناك إرادة لإنهاء لأو الحسم العسكري، لرأينا عمليات برية يقودها الجيش السعودي  والتحالف، وبالتالي يمكن إنهاء الحوثي بزمن لن نقل زمن قصير لكن بزمن  قياسي".

ويضيف: "الوضع الدولي هو الذي يتحكم  بما يجري باليمن، وأعتقد ليس هناك إرادة دولية للسماح لأي دولة لاجتياح صعدة أو إنهاء الحوثي، ربما تكون هناك أهداف اقتصادية وجيوسياسية وسياسية لدول كبيرة جداً".

منشآت النفط..هدف الحوثي

وغالباً مع تصعيد الحوثي هجماته، فإنه يركز بشكل كبير على المنشآت النفطية، كان أبرزها خلال العام الجاري، في 12 أبريل 2021، حينما أعلنت جماعة الحوثي المتمردة أنها استهدفت مصافي شركة أرامكو ومواقع عسكرية حساسة في مدن سعودية مختلفة بـ 17 طائرة مسيرة وصاروخ باليستي، فيما قال التحالف إنه اعترض ودمر 6 طائرات مسيرة مفخخة.

وفي  7 مارس 2021 استهدف الحوثيون "رأس تنورة" النفطي في، فيما تعرضت منشأة نفطية تابعة لشركة أرامكو في مدينة الظهران شرقي السعودية لهجوم آخر، لكن السعودية قالت إنها صدت الهجومين.

ولعل أبرز الهجمات التي تسببت بأضرار كبيرة، وكان الأكبر وقع في سبتمبر 2019، حينما تم استهداف حقلي نفط بقيق وخريص في المنطقة الشرقية للمملكة، بـ 10 طائرات مسيرة، ما تسبب باندلاع 7 حرائق ضخمة ألحقت أضراراً هائلة بالمنشأتين وعطلت الإنتاج فيهما.

ونتج عن الاستهداف توقف إنتاج 5.7 ملايين برميل من الزيت الخام، ونحو ملياري قدم مكعب من الغاز، ونحو 1.3 مليار قدم من الغاز الجاف، و500 مليون قدم من غاز الإيثان، ونصف مليون برميل من سوائل الغاز، وهو ما يمثل نصف إنتاج المملكة من الزيت الخام، ونحو 6% من الإنتاج العالمي للنفط.

وعقب ذلك الهجوم ارتفعت أسعار النفط، وقفزت العقود الآجلة لخام برنت 19,5%، إلى 71,95 دولاراً للبرميل، في أكبر مكسب منذ 14 يناير 1991.

وفي نوفمبر 2020، كان ثاني أبرز هجوم قد حدث، بعدما أعلنت شركة أرامكو حدوث فجوة في أحد خزاناتها نجم عنه اندلاع حريق، وذلك عقب إعلان جماعة الحوثي اليمنية مهاجمة محطة التوزيع بصاروخ، لكن ذلك لم يؤثر على إمدادات الشركة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى