لهذه الأسباب لن تنجح دعوات السعودية لوقف الحرب

> يقوم هذه الأيام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بجولة خليجية، شملت وتشمل كل الدول الخليجية ابتدأها بدولة قطر وينهيها بدولة الكويت، وعند ختام كل زيارة يصدر عن الجانبين بيان سياسي يكرر فيه ذات المفردات، ويؤكد على نفس التأكيدات، بما يتعلق بالشأن اليمني من تكرار لعبارات مملة وممجوجة أكل عليها دهر السبع السنوات حرب وشرب، ولن تجد طريقها للتنفيذ مطلقا، فبرغم تأكيد التحالف (السعودية والإمارات والحكومة اليمنية له) عن دعوته للسلام ورغبته بوقف الحرب باليمن، والشروع بتسوية سياسية، إلّا انه ما ينفك أن ينسف هذه الدعوة نسفا حين يصر على وضع شروط مسبقة يعرف استحالة تنفيذها، وإن لم يعرف فالمصيبة أعظمُ كتلك الشروط التي دأب التحالف وبعض حلفائه بالداخل اليمني على التمسك بها، ومنها المسماة بالمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية لعام 2011م التي أضحت هشيما ذرته رياح "العاصفة الحزمية"، تلك المبادرة التي وضعتها السعودية لإنقاذ نظام الرئيس الراحل صالح ولرأب الصدع بين قوى الصراع على الحكم في صنعاء التي عصفت بها ثورات الربيع العربي، وقضت "المبادرة" بإعادة تقاسم جناحي الصراع المؤتمر الشعبي الحاكم حينها حزب الرئيس صالح وحزب الإصلاح لمقاليد السلطة من جديد، أما الجنوب فقد أهملته المبادرة تماما كون جوهرها أتى لحل إشكالية محددة لزمن محدد، لا علاقة لها بما يجري اليوم علاقة مباشرة.

مخرجات حوار فندق موفنبيك في صنعاء عام 2013م التي اُقصي منها وعارض شقها السياسي كل الجنوبيين ومعظم القوى الشمالية، وفيها المؤتمر الشعبي وحركة الحوثيين، لما فيها من إجحاف واحتيال سياسي بحق القضية الجنوبية، وما تمثله من مخطط تآمري خطير على اليمن ووحدته وسيادته وثرواته كونها مخرجات صيغت بقلم سعودي بريطاني أمريكي توسعي حسب تفسير القوى الشمالي جميعها باستثناء حزب الإصلاح.

قرار مجلس الأمن رقم 2216 الصادر بعد انطلاق الحرب بأسابيع والذي يلزم الحوثيين بالاستسلام والخروج من المدن وتسليم سلاحهم للحكومة المعترف بها، هذا القرار لم يعد اليوم من المعقول تطبيقه بتأكيد غربي وأممي بعد أن فشلت فكرة الحسم العسكري، وبعد أن بات الحوثيون أكثر قوة وأكثر انتشارا على الأرض، وبات العالم، ومنه بريطانيا وأمريكا، يدعو لقرارات أممية جديدة تتسق مع واقع اليوم.

وبالتالي فتمسك السعودية وحزب الإصلاح والفئة الجنوبية النفعية المحيطة بالرئيس هادي منصور بمرجعيات كهذه وشروط قديمة اثبت فشلها قولا وفعلا – وتجاوزتها الوقائع والواقع، فضلا عن رفضها من قبل معظم أطراف الصراع، وفيها الطرف القوي بالمعادلة العسكرية اليوم على الأرض (الحوثيون)،وفي ذات الوقت استمرار السعودية وأعوانها بالداخل بالدعوات لوقف الحرب وإحلال السلام لا يمكن فهمه إلا أنه استغفال لعقول الناس وقلوبهم وللإبقاء على الحرب بذريعة رفض الطرف الآخر لوقفها، وبحُجة رفض المبادرة السعودية، أو أنه سذاجة سياسية وغباء يتملك أصحابه. فالدعوة السعودية للسلام مصحوبة بشروط مسبقة لا يمكن أن يفهمها الحوثيون- الذين رفضوها بالأمس وهم في ضعفهم- إلا أنها دعوة للاستسلام لا للسلام وهم في أوج، قوتهم اليوم…. شروط لم تعد مقبولة ليس فقط من جانبهم، بل من عدة جهات مناوئة لهم وموالية للتحالف، ففي الجنوب كالمجلس الانتقالي الجنوبي وباقي قوى الحراك الجنوبي، وفي الشمال معظم قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي وقوى وطنية مستقلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى