عام يرحل ويأتي أخر محمولا على أجنحة الأمل والأمنيات!

> وشمس عامنا الحالي ٢٠٢١م توشك على الغروب، ليكون بذلك رقما مضافا إلى سجل الأعوام التي مرت من عمر الزمن المكتوب وحياة البشر، وهي المتوالية الخالدة التي لا نملك القدرة على تغييرها أو حتى تعديلها؛ لأنها تخضع لإرادة الله ومشيئته سبحانه وتعالى، ولكننا نستطيع أن نستثمرها بشكل إيجابي، ونتفاعل معها ونتعايش مع معطياتها سلبا وإيجابا، بما يمكننا من أن نعيش الحياة بالشكل الذي يمنحنا السعادة والاطمئنان بالقدر الممكن والمتاح، ووفقا للظروف الملموسة، والتغلب على ما نواجهه في الحياة من مصاعب وتحديات، ومن مآسٍ وفواجع وظلم وقهر وحرمان لأسباب تتعدد مصادرها ووسائلها.

ولعل أنبل وأعظم أمنية وأكثرها حضورا في تطلعات وآمال شعبنا -التي يتمنون أن تتحقق على أرض الواقع في العام الجديد ٢٠٢٢م، الذي يطرق أبواب حياتنا بما يحمله من مفاجئات متوقعة وغير متوقعة كذلك- تتمثل بإيقاف الحرب الكارثية، وإحلال السلام الشامل والعادل والدائم، الذي به وحده يستعيد الناس أمنهم واستقرارهم، ويتفرغون لإعادة إعمار ما دمرته الحرب وخربته على نحو مخيف في كل ميادين الحياة، ويستعيدون بذلك قدراتهم التي عطلت بفعل هذه الحرب القذرة اللعينة، والتي سرقت وأضاعت على أبناء شعبنا عقودا من الزمن، وجعلت حاضرهم مظلما ومستقبلهم على كف الشيطان، وليكون بمقدورهم امتلاك أدوات ووسائل البناء والتنمية والذهاب نحو المستقبل بروح متفائلة ومطمئنة.

لندع للأمل فسحة في صدورنا بحجم تطلعاتنا المشروعة في الحياة، التي لا ينبغي أن يتحكم بها اللصوص وعتاولة الفساد والنهب المنظم لثروات شعبنا، ومعهم، وإلى جانبهم، شركائهم في الجريمة من أمراء وتجار الحروب، ولنجعل من الأمنيات مصدرا قويا للفعل الوطني والإنساني الذي يصنع النجاحات التي نتمنى حدوثها ثمرة للأفعال الملموسة المتعددة الوسائل والأدوات، فالأمنيات المحبوسة في الصدور تبقى مجرد رغبات لن ترى النور إن لم يكن التغيير في الواقع هو العنوان المجسد لأحلامنا وأمانينا الوطنية والإنسانية.

ولعله من المناسب هنا أن نكرر ونوجه دعوتنا الصادقة والمخلصة مرة أخرى لكل أولئك الذين يتصدرون المشهد السياسي بصفاتهم وألقابهم ودرجاتهم المتعددة، وبعناوينهم ورؤاهم المختلفة، وأيا كان حجم ومكانة كل واحد منهم أو مكوناتهم التي يقدمون أنفسهم بأنهم قادتها ويعبرون عنها، بأن يغادروا مربعات التمترس خلف مواقفهم السياسية المعلنة، التي يبررون بها عدم الاستجابة لنداء الجنوب الوطني، الذي يدعوهم للتفاهم والوفاق وتوحيد الإرادة إنقاذا له مما يحاك ضده من مؤامرات، وما يحيط به من مخاطر حقيقية قبل فوات الأوان، وعليهم جميعا أن يتذكروا أن التاريخ لا يرحم، وأن شعبنا لن يغفر لكل من خذله أو تاجر بقضيته.

وكل عام والجميع بخير وأمن وسلام إن شاء الله .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى