مراقبون: الانتصارات السريعة للعمالقة تؤكد التخادم الإخواني الحوثي السابق في شبوة

> ​يؤكد مراقبون يمنيون أن الانتصار السريع الذي حققته ألوية العمالقة الجنوبية في شبوة يعطي انطباعا عن ضعف الميليشيات الحوثية عندما تكون في مواجهة خصم حقيقي ومنظم، الأمر الذي يكشف عن أكذوبة تفوق الميليشيات وعدم القدرة على إلحاق الهزيمة بها.

وقال عزت مصطفى رئيس مركز فنا لبحوث السياسات في تصريحات لـ”العرب” إن الانتصارات السريعة لألوية العمالقة في تحرير مديريات بيحان وعين وعسيلان بمحافظة شبوة تؤكد أن استيلاء ميليشيا الحوثي على تلك المديريات سابقا كان ضمن تخادم إخواني حوثي، خاصة وأن عملية التحرير السريعة التي تقودها ألوية العمالقة تأتي بعد أيام من تعيين محافظ جديد لشبوة وتحييد تنظيم الإخوان الذي كان يدير المحافظة.

ولفت مصطفى إلى أن الاستعانة بألوية العمالقة في عملية التحرير ونقل وحداتها العسكرية من الساحل الغربي إلى شبوة كان بمثابة بديل مناسب بعد تجميد تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض الذي كان يقضي بنقل الوحدات العسكرية التي قدمت من مأرب في 2019 وما بعدها وتمركزت في شقرة بمحافظة أبين ضمن صراع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وجناح الإخوان المسلمين النافذ داخل الشرعية اليمنية، وكذا وحدات المنطقة العسكرية الأولى بوادي حضرموت.

وتابع “مع تعثر تنفيذ الشق العسكري من الاتفاق منذ ما يزيد عن عامين، بدا أن الخطة البديلة لوقف تمدد الحوثيين في مديريات محافظات الجنوب كانت تقتضي إشراك قوات أثبتت فعالية قتالية في مواجهة الحوثيين عبر استدعائها من مراكز عمليات قتالية بعيدة كالساحل الغربي وهو ما يفسر خطة إعادة التموضع التي حدثت على ساحل البحر الأحمر نتيجة اتفاق استكهولم الذي أوقف تحرير الحديدة ونتيجة عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض مما أعطى امتيازا للحوثيين في التقدم صوب مأرب، وكان لزاما اتخاذ إجراءات من قبل التحالف العربي كحلول بديلة توقف تقدم الحوثيين وتحرر المديريات القريبة من منابع النفط في شبوة التي سبق وسقطت بيدهم كمرحلة أولى وتخفف الضغط عن مأرب المحاصرة وربما مشاركة العمالقة في مرحلة لاحقة في تحرير مديريات مأرب الجنوبية كالعبدية وحريب وجبل مراد والجوبة”.

ويفسر منصور صالح نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي نجاح قوات العمالقة في تحقق انتصارات متسارعة في مديرية عسيلان خلال فترة وجيزة، بأنه نتيجة ما وصفها “الاستراتيجية الجديدة في إدارة المعركة، التي تجاوزت عوامل الفشل السابقة بالعمل على تحييد القيادات والقوات المتخاذلة والدفع بقوة عسكرية ضاربة لديها المقدرة على خوض المعركة”.

ويتابع “للأسف أضاعت أطراف متخاذلة في الشرعية سبع سنوات كانت مليئة بالانكسارات والتراجع، بل وصل الحال في بعض الأحيان إلى التخادم مع الحوثيين وتمكينهم من التقدم والسيطرة كما حصل في مديريات بيحان في سبتمبر الماضي من السيطرة على ثلاث مديريات وهو ما يجري معالجته اليوم”.

واعتبر صالح في تصريحات لـ”العرب” أن إطلاق عملية “إعصار الجنوب” يعد تحولا نوعيا مهما في مسار العمليات العسكرية، مستدركا “لكن هذا التحول يتطلب تحركا مماثلا في باقي الجبهات في مأرب والبيضاء وتعز لتحقيق أكبر قدر من الضغط على الميليشيات الحوثية”.

وينظر مراقبون للشأن اليمني إلى التطورات العسكرية في محافظة شبوة بأنها بداية تحول شامل في طبيعة المواجهات العسكرية مع الحوثيين في اليمن، وفي هذا السياق يصف الباحث السياسي اليمني محمود الطاهر ما يحصل في شبوة بأنه مقدمة لعملية عسكرية كبرى يتم الإعداد لها بعناية كبيرة، لافتا إلى أن التحالف حصل على ضوء أخضر، بعد عام من الإخفاق الأميركي والأممي في إقناع الحوثيين بالسلام، وهو يشير إلى قرب انتهاء الحرب في اليمن بالحسم العسكري.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى