هكذا تجازي السعودية شركاءها الجنوبيين...انظروا

> تبدو كل الشواهد والأدلة ماثلة بوضوح للمواطنين ولكل النُــخــب السياسية والاجتماعية والثورية بالجنوب، وعلى كل الصُـــعد، وبالذات الاقتصادية والسياسية والخدمية بأن الجنوب يُـــجازى من قِــبلِ التحالف والسعودية جزاء المهندس المعماري التعيس سنمار، تحالف يدير ظهر المجن للجنوب بشكل معيب ويثير التوجس لدى كل الجنوبيين من مصداقية الشراكة معه، ومن حكاية الأمن القومي العربي المشرك.. فعلى الرغم من كل التضحيات الجسيمة وكل المواقف العروبية المخلصة التي قدمها ولا يزال يقدمها الجنوبيون لهذا التحالف إلّا أنها لم تشفع لهم عنده، بل ويكافئ خصوم الجنوب بشكل فج وبصفاقة صريحة.. فلا تزال كل المجالات المعيشية والخدمية لا تراوح مكانها من التدهور فقط، بل تمضي نحو مزيد من التدهور والبؤس على مرأى ومسمع من التحالف (حليف الجنوب المفترض)، وقوى الفساد والنهب تُــدل للجنوبيين لسانها.

فعلى الرغم من كل ما قدّمـــه الجنوبيون مِـــن انتصارات عسكرية ومواقف بحربهم ضد خصم السعودية اللدود( الحوثيين) حليف خصمها التاريخي إيران، وعلى الرغم من الدور الكبير لهم أي الجنوبيون في حفظ ماء وجه التحالف ووجه السعودية من هزيمة محققة أمام الحوثيين كادت أن تحيق بها بداية هذه الحرب بعد أن خذلها شركاؤها بالشمال، فلا يزال وضع الجنوبيين المعيشي والخدمي والاقتصادي بكل محافظاتهم دون استثناء يتدحرج على رؤوسهم ككرة نار ملتهبة، فالأسعار تجلدهم بقسوة ودون هوادة، والخدمات في وضعٍ سيء لا مثيل له من السوء في تاريخ الجنوب وتاريخ عدن بالذات، بعد أن أضحت هذه الخدمات رهينة وورقة سياسية بيد القوى الشمالية تبتز وتركع بها القوى الجنوبية - والمجلس الانتقالي بالذات - التي يناضل وينتصر للقضية الجنوبية أو هكذا تعتقد تلك القوى الشمالية أن بوسعها الاستفادة من حربها للخدمات ضد الجنوب- مستفيدة من صمت التحالف وتواطؤه المريب معها. والعُــملة المحلية (الريال) ومعها الوضع الصحي والتعليمي ينهار باستمرار على الرغم من الجهود الترقيعية التي نراها، ويصر هذا التحالف إزاء كل ما يحدث للجنوبيين من حرب خدمية ومن ابتزاز وتدمير مُــمنهج ضربَ ويضرب صميم حياتهم على مهادنة تلك القوى، بل ويذهب إلى ما هو أبعد من ذلك حين يصر على تنصيب رموز وقوى فاسدة على رؤوس الجياع والضحايا، رموز وقوى حزبية وسياسية وتجارية يعرف التحالف فسادها المالي والاقتصادي والسياسي وتقاعسها العسكري، ومع ذلك يواصل التعاطي معها وتسهيل وتسخير لها كل الطاقات المالية والعسكرية والسياسية والإعلامية، طاقات وثروات داخلية هائلة جُـــلها من الجنوب - ومن حضرموت بالذات التي يجثم على حقول ثرواتها بالوادي والصحراء جيش جرار يتسلح بالعتاد وبفلسفة الفكر الاحتلالي - وكل معونات وقروض وودائع خارجية يتم شفطها جهارًا نهارًا أمام أعين التحالف الرمداء دون أن يحرك حيال ذلك ساكنًا، بل أنه يقمع كل صوت وكل محاولة تجرؤ على فضح تلك القوى، ويغض طرفه بشكل واضح عن كل التقارير المحلية والدولية التي تتحدث عن فساد تلك القوى وسلوكها التدميري بالجنوب.

فيكفي للتدليل على صحة ما نقوله من تواطئ هذا التحالف ومهادنته لفساد تلك القوى أنه أشرف ولا يزال يشرف بنفسه على طباعة مليارات من الريالات خلال السبع السنوات الماضية دون غطاء نقدي، أودى هذا الفعل بالعُــملة المحلية وأطاح ببقايا الاقتصاد أرضًا، ووقف (التحالف) ويقف حجر عثرة أمام كل المحاولات الساعية لكبح جماح هذا العبث وهذا التدمير، ويجعل من نفسه ملاذًا وحائط صد لهذه القوى، ويضرب عرض الحائط بكل الدعوات التي تنادي بحلحلة الوضع، ومنها دعوات فك ربقة احتكار استيراد السلع من بين مخالب بيوت ورموز تجارية فاسدة، سلع غذائية ونفطية ودوائية وسواها من السلع والخدمات الضرورية على الرغم من محاولات أطياف المجتمع فك قيود هذا الاحتكار القاتل.

تغيير هذا الوضع الإنساني والاقتصادي والمعيشي المتردي لن يتأتى أبدًا دون إحداث حراك سياسي في مفاصل الدولة المتسيبة،أو بالأحرى ما تبقى منها بالجنوب، وقيام ثورة تغيير إدارية شاملة ولو في عدن وحضرموت وسائر المحافظات القريبة منهما تجتث الفساد من جذوره أو على الأقل توقف من تغوله وتوغله بمفاصل المؤسسات والإدارات، وتصوب الوضع السياسي وفقًا لتضاريس خارطة السياسية الحالية. فنحن أمام سلطة بكل هياكلها (التنفيذية- حكومة ورئاسة- والتشريعية والقضائية) انتهى عمرها الافتراضي قبل سنوات، وأضحت ليس فقط عديمة الجدوى وفاقدة النفع بل عائقًا أمام الخروج من هذه الدوامة ومن الإفلات من هذا الوضع البائس. فرئيس دولة يقبع هناك دون عِـــلم أو دراية له بما يحدث في بلاده انتهت فترته الرئاسية قبل أكثر من ثمان سنوات، وهو الرئيس المؤقت أصلًا، وبرلمان يقترب عمره من عقدين كاملين من العُــمر، في أطول فترة نيابية بتاريخ برلمانات العالم كله، في ظاهرة فريدة من نوعها، بل قُــل ظاهرة مضحكة بالتاريخ، ومؤسسة قضائية تتخطفها صقور الأحزاب وضباع الساسة...ندعو لهذا التغيير مع عِــلمنا أن هذه المؤسسات اليمنية لا علاقة لها بالجنوب ولا علاقة له بها مباشرة فهو خارج المعادلة السياسية منذ حرب 1994م، بقدر ما تربطه بها ظروف قاهرة يستعصي علينا تجاهلها، كـــشرٍ لا بدُّ منه ومن التعاطي معه كواقع حال فرضته مرحلة ما بعد تلك الحرب الغاشمة.

على كل حال إن لم يُـــراهن الشعب بالجنوب ومعه كل الخيرين من النُــخب السياسية والثورية والشخصيات والوجاهات الاجتماعية على قدراته وإمكانياته وعلى إرادته وقراره الوطني وظل يراهن على الخارج، الخارج الذي يسومه خسفًا وذُلًا لحساب قوى فاسدة استعمارية فسيظل في دائرة المعاناة والعوز والتشظي والتمزق يبتلع وجعه بصمت ويتجرع آلامه بحسرة، وستظل هذه القوى الفاسدة - ومن خلفها قوى خارجية - بكل توحشها وفسادها وهمجيتها واقفة على رأس الجنوب وقضيته الجنوبية تستقوي عليه بالخارج إلى ما لا نهاية، وسيظل الجنوب وعلى الرغم مما حققه على الصعيد العسكري من إنجازات وإخراجه لقضيته الوطنية والسياسية من شرنقة المحلية وقوقعة التعسف المحلي إلى رحاب الدولية وفضاءات الدبلوماسية العالمية أسيرًا لهذا الوضع دون ترجمة حقيقية للنصر العسكري إلى مشروعٍ سياسي واقعي على الأرض وإحداث تغيير إيجابي بحياة الناس ومعيشتهم وبوضعهم الاجتماعي، ولن يحدث كل هذا التغيير المرجو إلا بإحداث تغيير في هياكل هذا الواقع غير السوي، تغيير يشمل كل مؤسساتها وإداراتها والإمساك بتلابيب الموارد المالية وبناصية الموارد الإيرادية والاقتصادية كسلطة الأمر الواقع كما فعل ويفعل غيره.

ولله عاقبة الأمور.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى