صنعاء للقاهرة: كونوا على الحياد نضمن الملاحة في البحر الأحمر

> «الأيام» غرفة الأخبار

> كشفت مصادر مصرية عن تلقي القاهرة "رسائل جديدة" من جماعة الحوثي بشأن حفظ مصالح القاهرة مقابل بقاء مصر على موقف الحياد في حرب اليمن.

وبحسب جريدة العربي الجديد الصادرة في لندن، أمس، فإن الرسائل الحوثية التي جاءت أخيرًا، عبر قنوات اتصال أمنية، تضمنت تأكيدًا من جانب الحوثيين بعدم التعرض لحركة الملاحة في مضيق باب المندب، شرط عدم انخراط مصر في أية أعمال عسكرية تستهدف جماعة الحوثي على الأراضي اليمنية.

وأوضحت المصادر أن "فحوى الرسائل الحوثية الأخيرة لمصر، أن الجماعة ليست في خصومة مع القاهرة، حتى تستهدف مصالحها". ودعت الجماعة، على حد تعبير المصادر، "إلى عدم الدخول في المعركة الحالية، لأنه بذلك لن يكون أمام الجماعة سوى الدفاع عن نفسها".

ولفتت المصادر إلى أن الرسائل الحوثية للقاهرة جاءت بعد وصول وفد عسكري مصري، مكون من 7 خبراء، إلى الجنوب، لإعادة النظر في خطط ألوية العمالقة، ومراجعة خطط القوات البرية، التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية.

وأكدت المصادر أن "ما أبلغه الحوثيون لمصر حمل كثيرًا من الرسائل الإيجابية". وأوضحت أن "الحوثيين أكدوا أنهم غير معنيين بالدخول في صدام مع المصريين"، خصوصًا في ظل التأكيد خلال ثلاثة لقاءات جمعتهم بالمصريين في أوقات سابقة، على عدم تعرضهم للمصالح المصرية، وعلى رأسها ما يتعلق بالسفن المارة في مضيق باب المندب، أو ما من شأنه التأثير على حركة الملاحة المرتبطة بقناة السويس.

وبحسب المصادر نفسها، شددت الجماعة، في رسائلها، على "الالتزام بالخطوط العريضة التي تم الاتفاق عليها مع المسؤولين في مصر، خلال اللقاءات التي جمعتهم، طالما ظلت القاهرة على مواقفها بعدم الانخراط في الأعمال العسكرية ضدها في اليمن".

وأوضحت المصادر أن هناك أصواتًا داخل دوائر صناعة القرار المصري المرتبط بالأزمة اليمنية، وتقاطعاتها الإقليمية، ترى أن الفرصة سانحة، لتؤدي القاهرة دورًا قياديًا في الأزمة، عبر وساطة يكون من شأنها التوصل لاتفاق تهدئة، ووقف الضربات التي تشنها الجماعة على السعودية والإمارات، وهو الأمر الذي يهم كافة الأطراف.

وبحسب مصدر دبلوماسي مصري، يتبنى وجهة النظر الخاصة بإمكانية لعب القاهرة لدور وسيط في الأزمة، فإن القاهرة قادرة على القيام بهذه المهمة، خاصة وأنها لم تتورط في الصراع بشكل يجعلها عدوًا لأحد الأطراف.

وأوضح أن الخطورة الأخيرة الخاصة بإرسال وفد خبراء عسكريين، ليست بالتأثير الكبير الذي يجعلها تكتسب عداء الحوثيين هناك، كما أنه يمكن تداركها سريعًا.

وأضاف المصدر أنه في "حال نجحت مصر في لعب دور الوسيط، وساهمت بأي شكل في التوصل لتهدئة ولو مرحلية، سيكسبها ذلك قوة كبيرة في الإقليم، كما أنه سيساعدها على تحقيق مكاسب لدى دول الخليج في المقام الأول، بالإضافة إلى إسرائيل، التي باتت في حالة انزعاج، خشية أن تطالها ضربات الحوثيين. كما أنه سيكون بابًا جيدًا تمر من خلاله علاقات مصرية إيرانية تتمتع بقدر من التوازن".

يحظى الملف اليمني بأهمية خاصة لدى النظام المصري في الوقت الراهن، لاعتبارات عدة، يأتي في مقدمتها البعد الاقتصادي، نظرًا لارتباطه بشكل مباشر بأمن الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس. يضاف إلى ذلك ارتباطه بتطورات علاقات مصر بحلفائها الخليجيين في الوقت الراهن، وعلى رأسهم السعودية والإمارات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى