إنهم خناجر موقوتة بين الضلوع

> مهما كانت الأسباب والمسببات في استخدام السلاح الخفيف والمتوسط لإثبات أحقية موقف معين، فهذا شيء غير منطقي ولا مقبول.

البلد يعيش سلسلة من الأزمات الاقتصادية والسياسية والصحية والبيئية والتعليمية والتربوية والخدمية والعسكرية والأمنية وغيرها من الأزمات التي تزعزع أمن الدول العظمى، فكيف في وطن داخله وخارجه جبهات مشتعلة وطابور خامس متربص في أي لحظة يشعل حريقة من الداخل، وحرب اقتصادية مفتعلة، وحركة صحية مشلولة، ومواطن يعيش أزمة خانقة بكل ما تحمله من معاني العذاب والألم، وقسوة الحياة المعيشية، والسيطرة المناطقية التي لا مناص منها هنا في كل مكان.

قام بعض العسكريين من تحملوا مسؤولية أكبر مما توقعوا، فاستعبدوا الجنود، ونشروا الرعب والخوف كأفلام الأكشن والمغامرات السينمائية داخل الوطن دون احترام لقانون أو وازع ديني، أو تقدير للموقف عسكرياً وأمنيا، ومدى تأثيره على الوطن والمواطن وسمعة القيادة التي حملتهم المسؤولية وهم بعيدون كل البعد عنها، لأنهم فكروا بأنفسهم فقط ومصالحهم الخاصة التي دفعت بهم للتهلكة.

مهما كانت الظروف المحيطة بهم قد بلغت قسوتها أعلى مستوى فلا تستدعي استخدام السلاح الخفيف والمتوسط وإقلاق العاصمة عدن بكل سهولة وبرودة أعصاب، وتضحيات بجنود واستخدامهم وقودًا لإحراق بعضهم بعضاً من أجل مصالح شخصية وكسب أموال بغير حق ولا شرعية.

إنهم خناجر موقوتة بين الضلوع، سموم مزروعة بين الصفوف، والأمر سوء استصدار قرارات محورية حساسة من قادة سياسيين وعسكريين وأمنيين حملهم شعب الجنوب التفويض الشعبي والجماهيري وعليهم تقع مسؤولية الاختيار ليس مناطقيا ولا جهويا ولا قبليا ولا محسوبيا ولا وساطة ولا محاباة ولا غيره من الاختيارات التي تسيء إلى القيادة السياسية العسكرية بشكل مباشر، وتزعزع الثقة فكرياً وعقليًا بين القيادة وشعبيتها، بل سمعة البلد خارجياً.

ما حدث في جزيرة العمال من أحداث دامية وقبلها مواقف في أكثر من موقع عسكري وأمني ومدني مازالت جراحها لم تشفَ بعد، فعليه يجب أن يكون الاختيار مدروسًا بعناية فائقة الجودة العالية والموفقة والمتوافقة مع المسؤولية بكل ما تحمله من علم أكاديمي وخبرة وتجربة وتسلسل وظيفي، وكفاية لعبًا واستهتارًا بحياة المواطن وسمعة الوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى