بقيمة 30 مليار دولار.. صفقة شراء قطر 50 طائرة بوينغ تهز مكانة فرنسا لصالح الأمريكيين
> باريس "الأيام"
وأشار المراقبون إلى أن الأزمة بين الطرفين أخذت بعدا تصعيديا خطيرا، وأن الأمر لا يقف عند البعد التجاري بل له خلفيات سياسية واضحة، وأن التخلي عن الصفقة سيساهم في هز المكانة الصناعية لفرنسا التي تمر علاقتها بالدوحة بحالة من البرود بسبب فشل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ديسمبر الماضي إلى الدوحة في الخروج بأيّ صفقات.
وعلى عكس برود العلاقة مع الدوحة، فإن علاقة ماكرون تعد جيدة بالإمارات التي حصل خلال زيارته إليها على عقود صفقات دفاعية واقتصادية ضخمة بينها شراء ثمانين طائرة رافال، وهو ما قد يكون أحد الأسباب الخفية التي تدفع قطر إلى التخطيط لمعاقبة فرنسا من بوابة أيرباص.
وتعتقد قطر أن لديها مكانة خاصة لدى الأميركيين لاسيما مع عودة الديمقراطيين إلى الرئاسة، وأن رهانها على واشنطن سيفتح أمامها الطريق للعب دور إقليمي ودولي متعدد الأوجه، سواء في الوساطة مع إيران أو مع طالبان، أو في أدوار طارئة قد يكون من بينها إحياء ورقة الإسلام السياسي. يضاف إلى ذلك دورها في إنقاذ أوروبا من أزمة الغاز في حال غزو روسيا لأوكرانيا وقطعها لإمدادات الغاز عن أوروبا.
وألغت شركة أيرباص طلبية للخطوط الجوية القطرية لشراء طائرتين من طراز “إيه 350 – 1000” عريضة البدن، حسبما أظهرت بيانات شهرية نشرتها شركة صناعة الطائرات الثلاثاء.
وتأتي الخطوة بعد أيام من إعلان أيرباص إلغاء طلبيات من شركة الخطوط الجوية القطرية للحصول على 50 طائرة من طراز “إيه 321 نيو”، مما يزيد حدة نزاع بين الشركتين حول عيوب في سطح طائرات من طراز “إيه 350”.
ورفعت الخطوط الجوية القطرية دعوى ضد شركة أيرباص مطالبة بأكثر من 600 مليون دولار، وقالت إنها ترفض تسلم طائرات أخرى من طراز “إيه 350” إلى أن تتلقى جهاتها التنظيمية تحليلا رسميا لتآكل السطح المطلي والحماية ضد البرق في 21 طائرة.
وقالت شركة أيرباص، التي جهزت طائرتين من طراز “إيه 350” لتسليمهما للخطوط الجوية القطرية، إنها وفرت المعلومات اللازمة حول مشكلة تدهور سطح الأسطول وإن الضرر لا يصل إلى مسألة تتعلق بالسلامة. وقال متحدث باسم أيرباص إن الشركة “ألغت وضع التسليم لطائرتي ‘إيه 350’ للخطوط الجوية القطرية في تقيد تام بحقوقنا”.
ويعود الخلاف بين المجموعة المصنعة للطائرات والخطوط الجوية القطرية إلى الصيف الماضي؛ ففي بداية أغسطس أعلنت الأخيرة أنها تلقت أمرًا من الجهة المنظمة في بلدها يقضي بمنع تحليق 13 من طائراتها من طراز أيرباص “إيه 350” بسبب التدهور السريع لأسطح جسم الطائرة.
وتم تجميد 21 طائرة من هذه الطائرات المخصصة للرحلات الطويلة حسب شركة الطيران التي يضم أسطولها 53 طائرة من طراز “إيه 350”. وكان يفترض أن تتسلم 23 طائرة أخرى لكنها رفضت تسلم المزيد منها منذ الصيف الماضي.
أما أيرباص فتؤكد أن العيب في الطلاء ليست له عواقب على السلامة أثناء الطيران. كما أكدت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران أن هذا العيب لا ينطوي على أيّ مخاطر ملاحية.
ورُصد هذا العيب في بعض طائرات تشغلها شركات أخرى لكن الخطوط الجوية القطرية هي الوحيدة التي تمنعها من الطيران ما يؤدي إلى خسارة كبيرة في أرباح الشركة المتخصصة في الرحلات الطويلة.
ويشير المراقبون إلى أن موقف أيرباص تصاعد بصفة خاصة بعد زيارة أمير قطر إلى واشنطن وعقده صفقة لشراء نحو خمسين طائرة من طراز “بوينغ 777 إكس” و”737 ماكس” بقيمة تصل إلى ثلاثين مليار دولار، معتبرين أن تصعيد الشركة الأوروبية يحمل رسائل سياسية واضحة من فرنسا بصفة خاصة حيث المقر المركزي للشركة.
وذكر البيت الأبيض أن شركة “بوينغ” أبرمت اتفاقين رئيسيين مع الخطوط الجوية القطرية ينصّ أحدهما على بيع الشركة المملوكة من الدوحة 34 طائرة شحن من طراز “777 إكس”، في صفقة تقدّر قيمتها بحوالي 20 مليار دولار.
كما يضمن الاتفاق للخطوط الجوية القطرية الحقّ في شراء 16 طائرة شحن أخرى من الطراز نفسه. ووقّعت الشركة القطرية أيضا خطاب نيّات لشراء 25 طائرة من طراز “737 ماكس” بقيمة تقدّر بـ6.7 مليار دولار.
