​هندسة يا صحافة والطريق إلى المثوى الأخير

> هندسة الصحافة في بلادنا يرسمها البعض من زاوية التفنن بوضع لوائح وإجراءات تمعن القبض على الحريات وقمع الرأي.
مهندسو الأسلاك الشائكة لبرامج الاحتواء للعمل الصحفي في عدن يتفننون إبداعًا في المزيد من رفد هذه المهنة ببشر ليس لهم لا ناقة ولا جمل في الصحافة والإعلام.

أقول قولي هذا ونحن نشهد ونرى يوميا الكثير من أولئك الذين يحنطون المهنة بوضع قفازات قوانين وإجراءات ولوائح ودساتير ما أنزل الله بها من سلطان تستهدف في المقام الأول الصحافة وتكفينها، ولنا في أحدهم ما يشرع لتلك السياسات والإجراءات وهو ليس ببعيد عنا.

اليوم في ظل غياب نقابة الصحفيين (بشمالها وجنوبها). وانتهاء شرعيتها المزمنة واستمرارها الهش تحت مبرر (الوضع الراهن الاستثنائي). وفي ظل تراجعها المتواصل عن مهامها التي وجدت من أجله كنقابة لحماية الصحافيين وحريات الصحافة والدفاع عن منتسبيها، نجدها ولو بالحد الأدنى (بيانات الإدانة) تطلقها باستحياء.

هذه النقابة التي شرعت تستفيق لتفتح لنا عبقرية إنتاجها المهزوم والمأزوم بفروعه المغيبة عن الفعل النقابي الذي ظل طيلة السنوات على الهامش.

وماذا بعد؟ نحن اليوم معشر الصحفيين لا ننسى أن معظمنا ولربما أغلبنا لا ندرك حقيقة أن مهنتنا تتعرض للانتهاك من دوي الشأن نفسه وهي من تمارس علينا لعبة (الاستغماية)، وإلا ماذا يعني أن مجلسها الموقر أشبه بظل الحكومة التي معظم أصحابها في حالة اغتراب وتحت يافطة الوضع الاستثنائي مع العلم أن فترة شرعيتهم قد انتهت منذ زمن طويل وقد تناست أنها قيادة نقابة تدرك مهامها في الدفاع عن المهنة وأعضائها ومنتسبيها، لكنها تحمل لافتة الاغتراب كما يحلو لهم.

وغدا ندعو إلى صيحة كبرى تستفيق فيها الأقلام لترفض كل ما هو قائم حفاظاً على نقاوة المهنة من العابثين بأصولها وشروطها وقداسة مهمتها، وتتصدى لأولئك مهندسي اللحظات الأخيرة لوأد الحريات وقمع الرأي. هؤلاء من ينسجون في طريق الصحافة الأشواك لحملها إلى مثواها الأخير.. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى