مستشار الرئيس الصومالي الفار إلى عدن.. شير متان.. الهروب والموت وحيدا

> عدن «الأيام» فردوس العلمي:

> شيعت بعد عصر أمس الثلاثاء جموع جثمان اللاجئ الصومالي عبدالناصر عبدالله شير متان إلى مقبرة القطيع حيث وارى جثمانه الثرى.

وشير متان عاش في عدن منذ لجوئه إليه بداية تسعينيات القرن الماضي عندما فر من الحرب الأهلية في بلاده، وهو من قبيلة الرئيس الراحل محمد سياد بري (ماريحان)التي حكمت الصومال فترة طويلة.


دخل الصومالي عبدالناصر شير متان عدن غريبا ومات وحيدا، تخلّى عنه الأهل والأصحاب، عاش بعيدًا عن كل ما يربطه بأسرته وأهله وعشيرته وقبيلته ووطنه، ومات وحيدًا، حيث اكتشف غيابه عن الحي الذي يقطنه منذ أكثر من 30 عامًا بعد ثلاث أيام بلياليها، وكان ميتًا دون أن يعلم به أحد، ما أقسى أن تموت وتغادر روحك جسدك ولا يعلم بك أحد.

وفي الحرب الأهلية الصومالية تشتت قبيلة شير متان وقتل الكثير وهاجر البعض إلى دول الجوار هربًا من غضب القبائل الأخرى، وكان من بين الهاربين من الموت عبدالناصر عبدالله شير متان وهو ذو تعليم عالٍ، يتحدث بعدد من اللغات، وكان مقربًا من الرئيس سياد بري بحكم القبيلة التي تربطهم ببعض، هرب إلى اليمن في مدينة عدن في تسعينيات القرن الفائت عقب الحرب الأهلية في الصومال عام ١٩٩٠ لم يغادرها حتى وافته المنيّة. ومن المفارقات في حياة هذا اللاجئ أنه هرب من دولة تعاني ويلات الانفصال والحرب الأهلية إلى دولة تعيش أفراح الوحدة بين دولتين آنذاك.


عاش اللاجئ شير متان في منطقة البساتين في أيامه الأولى وعمل مترجمًا لمفوضية شؤون اللاجئين (UN) بعدها ترك العمل وسكن مدينة كريتر بمديرية صيرة شارع الملك سليمان حي الشهيد السلفي وحدة ١٤أكتوبر وعمل محاسبًا لوكالة الشعيبي.

عرفه أهالي الحي الذين عاش معهم نحو 30 عامًا بأنه رجل ذو أخلاق عالية، أحبهم وأحبوه، وكان يبهرهم بقدراته اللغوية، حيص كان يجيد التحدث بأكثر من لغة بعد فترة انتهاء العمل مع وكالة الشعيبي، وعاش في نفس الحي وعمل حارسًا لأحد مباني الحي الذي تحول بعد ذلك إلى مستوصف، واستمر في عمله، وتحوّل المبنى إلى مدرسة خاصة، على الرغم من التحولات إلا أن شير متان لم يغادر الحي.

حين تمر أمام المبنى تجده يمضغ القات مع شباب الحي يسمر معهم وصفه أهل الحي بعزيز النفس حلو الحديث.

تضاربت الأقوال في شخصية اللاجئ شير متان فقد أخبر المقربون منه بأنه كان مستشار الرئيس قبل أكثر من 35 عاما، ولكن حسمت سفارة الصومال الأمر وقالت كان حقا رجلًا عالم وكان قريب من الرئيس سياد بري.

مستشار الرئيس الصومالي الفار إلى عدن.. شير متان.. الهروب والموت وحيدا
مستشار الرئيس الصومالي الفار إلى عدن.. شير متان.. الهروب والموت وحيدا

افتقد أهالي الحي هذا الرجل لمدة ثلاث أيام (خميس وجمعة وسبت) دقّوا عليه باب الغرفة ولم يفتح، وحين فتحوا باب الغرفة وجدوه ميتًا في سريره لم يمتلك أي أوراق ثبوتية، كان لابد من استكمال إجراءات الدفن لم يجدوا معه أي أوراق ثبوتية، وتم التواصل مع السفارة التي قامت بالواجب، وتم أمس استلام وإخراج الجثة من ثلاجة الموتى بمستشفى الجمهورية من قبل ممثل السفارة الصومالية محمد عامر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى