حسبك يا بلادي هذا الألم العظيم

> بديهيا أن كل من يمسك بالقلم جاهل وبالبندقية مجرم وبالسلطة خائن وعلى المنبر فاجر، يتحول الوطن إلى غابة لا تصلح البشر.. بما معناه تمشي البلاد إلى المجهول.

مرات عديدة أحاول كبح الغضب المتفجر في صدري لكن الراكضين وراء المصالح الضيقة لأنفسهم والمناصب المهيأة ونهب الأراضي وغيرها يرغموننا الآن رغمًا على أن نشهر في وجوههم الكالحة نار الغضب.

أليست هذه بلادنا التي كادت تذهب وربما تذهب لأن هناك أشخاصا يتحنون الفرصة للانقضاض على المعلوم وتذهب من أيدينا وإن تنقسم وتتشرذم وتتمزق كل ممزق.. أهانت إلى هذا الحد حتى يأتينا من سلب أموالها وسرق كدحها وانتهت خيراتها لكي يعاود الكرة من أولها ومن أين هذا التبجح، ومن أين هذا الفجر.. لك الله يا وطني المقيد بالجراح وهذا الظن بأن الفجر لاح وأصبحنا على مشارف الصباح إلى أيامنا الجديدة، فإذا بهؤلاء يعدون عودة المحتال والمخادع.

هل كان من الممكن أن نعبر إلى المرحلة القادمة بنفس الروح التي تدافع عن البلاد من منتهبيها ويتم تطهير المؤسسات من الفساد وفاعلية؟ ألم يكن أحرى بنا أن نتأكد من هؤلاء الذين يعتلون المناصب العليا في بعض المؤسسات الحساسة والمهمة ومن حولهم من أصحاب النفوس الضعيفة وكذلك الذين أحب أن أصفهم بالمتردية والنطيحة لما يجمعون من صفات العجز والتردد وأنهم "إذن" بمعنى الكلمة يتخذون بطانات من دونهم لا يألونهم خبالا.

لقد بدأوا ينشطون الآن في مواضعهم المريبة ويعدون العدة لمعركة طويلة مع الشعب، ومن هنا كان ينبغي أن تسرع يد التغيير المخلصة ولا تنتظر حتى نواجه بلحظات حاسمة مثلا لاستحقاق المائل بين أيدينا الآن وهو الأخير نعم ولكنه الأخطر والأبعد مدى، لأنه سيفتح الطريق حتما أمام قوى متربصة وحاقدة ومستعدة أيما استعداد لهذه المعركة المصيرية بالنسبة لهم ولسوف يعضون عليها بالأنياب ويختلطون فيها بما لا يتوقع أحد مهما كانت فراسته.

إنها قوى الشر المحتمة من صنفين كليهما أسود القاع وتمدهم من خلفهم أموال طائلة من الداخل والخارج وأعوان يحترفون حمل السلاح وقتل النفس بأبخس الأثمان.. هم قد عجزوا في الخطوتين الأوليين لأن الناس في بلادنا قد اجتمعوا على قلب واحد وأيدوا المؤسسة التي حمتهم ومنعتهم من يد البطش وبراثن الهلاك وعليهم أن يختاروا قائدهم في لحظة أمن واستقرار وإخلاص وصدق.

أما الآن فالأرض تميل بحق وحقيق والذين ثرنا عليهم في الحراكات والتغييرات والانقلابات هم يدبرون أمرا ويسعون بشكلهم الجديد إلى أهم وأخطر موقع في العملية السياسية التي كنا نود أن تكتمل بسلام، حيث لم يعرف الجسد الجنوبي موضعا لم تصبه رماح الغدر والخيانة والنخبة التي لا تجيد إلا الكلام ما زالت تعكف على الكلام تبيع وتشتري بغير إنجاز حقيقي يمكن أن يقدم بديلا حقيقيا وصادقا للبلاد والفساد الذي عمّها والجمود وحسب البلاد الآن ما تراه من جمود الجاحدين المنكرين من ذوي الوجهين واللسانين لكل خير جنوه من خيرها طوعا أو كرها (حسبك يا بلادي هذا الألم العظيم) فهل من مجيب لصراخك المكتوم في صدور الآلاف التي ملت الغموض وسئمت الانتظار لمداهمة الغادر وملمات القدر؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى