مرت على مدينة عدن أيام سوداء ولكن لم نرَ أيام حالكة السواد مثل هذه الأيام، أصبحت العيشة في عدن ضنكا، حيث أصبح في عدن تقهر الرجال فالقهر سببه الغلبة، فالرجل إذا شعر بغلبة المتسلطين الفاسدين له وتسلطهم عليه في أبسط حقوق العيش الكريم له ولأسرته في عدن تسبب ذلك في حصول الكمد والقهر في نفسه لأنه لم يعد قادرا على توفير لقمة العيش لأسرته بسبب جحيم ارتفاع الأسعار.

وبسبب منظومة الفساد وتدمير كل شيء جميل في عدن ما يأتي:

- لم نعد نرى عدن تلك المدينة الجميلة الساحرة كما كنا نراها في الماضي في زمن الخمسينيات والستينيات أو قبل الوحدة المشؤومة من القرن الماضي.

- لم تعد عدن تعرف النظام والقانون بعد أن عرفته منذ زمن بعيد.

- لم يعد للنظام الإداري وجود في عدن كما عرفته عدن من أيام المستعمر البريطاني (البغيض).

- لم يعد في عدن النظام المالي كما كان في السابق، أصبح في عدن نظام مالي (هش) أتوا به من بعد الوحدة المشؤومة، وما زاد الطين بلة أن في السنوات الأخيرة انتشرت محلات صرافة (تتحكم) بالصرف كما تشاء من خلال المضاربة بالعملة ولا حسيب ولا رقيب، والنتيجة ارتفاع جنوني في الأسعار يأتي فوق رؤوس الأهالي بعدن، والله إنه قهر وظلم ما بعده قهر ولا ظلم.

- لم يعد العلم نورًا في عدن، أصبح الجهل نورا والعلم ظلامًا هذا ما جنيناه من بعد الوحدة المشؤومة.

- لم تعد في عدن شعلة المصافي متوهجة، فقد أطفأها الفاسدون لمحاولة الاستيلاء على مصافي عدن، كما فعل نظام صنعاء السابق في الاستيلاء على جميع مصانع الجنوب (الناجحة) وقام بخصخصتها.

- لم تعد عدن مضاءة طوال الليل كما كانت في الماضي، أما في وقتنا الحالي دخلت عدن موسوعة (جينيس) للأرقام القياسية في ساعات انطفاء الكهرباء، أما الماء فحدث ولا حرج، ودبة الغاز بعدن أصبح لها شلة من الفاسدين للمتاجرة بها.

- لم تعد عدن تلك التي عرفها أهلها في الماضي أيام (الزمن الجميل)، أصبحت عدن (رهينة المحبسين) بين الشرعية والانتقالي أي حكومة المناصفة، بمعنى لم يلمس الأهالي بعدن بعد تشكيل حكومة المناصفة أي تحسن في الخدمات الأساسية ولا في استقرار العملة الذي بسببهما يتعذب أهالي عدن أشد العذاب.

انظروا كيف أصبح جحيم أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية وأسعار الأسماك الذي هي الوجبة الرئيسية لأهالي عدن.

بصراحة نقول لحكومة المناصفة: لو كنتم كل شهر (تطلعوا الراشن) لأسركم لعرفتم جحيم ارتفاع الأسعار، ولكن يا خسارة فأسركم جميعا يتنعمون برغد العيش خارج الوطن.

لكم رب اسمه الكريم يا أهالي عدن اصبروا وصابروا، وقولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل في الذي أوصل مدينة عدن وأهلها إلى الذل والهوان.