خطة جروندبرغ نسخة عن مشروع جريفيثس للسلام باليمن

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> شككت أوساط سياسية يمنية في إمكانية تحقيق المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرغ أي اختراق في جدار الأزمة اليمنية خلال جولته المرتقبة التي أعلن عنها مؤخرا والتي من المفترض أن تشمل عددًا من دول المنطقة من بينها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.

وتقول الأوساط إن مشروع جروندبرغ هو إعادة إنتاج لمحددات سبق وأن وضعها المبعوث السابق مارتن غريفيثس في بداية عمله في اليمن والقائمة على فكرة تجزئة الملفات وترحيل الحلول النهائية.

ومن المرتقب أن تشمل جولة جروندبرغ العاصمة المؤقتة عدن وصنعاء، التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، في سياق مساعي المسؤول الأممي لبلورة خطة معدلة لتسوية الملف اليمني والتي كشف عن محدداتها الرئيسية في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن زيارة جروندبرغ ستتركز حول قضايا عامة من بينها خفض مستوى التصعيد العسكري، وخصوصا ما يتعلق بعمليات التحالف العربي الجوية واستخدام الحوثيين للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ضد الرياض وأبوظبي واستئناف مباحثات تبادل الأسرى، إضافة إلى الخوض في ملفات تتعلق بالعمل الإنساني والهدنة الاقتصادية وتطبيع الأوضاع الخدمية في المدن اليمنية.

ووفقا للمصادر، لا توجد أي أوراق جديدة يراهن عليها المبعوث الأممي في تحقيق أي تقدم في خطة السلام الأممية التي تقدم بها سلفه غريفيثس، حيث ترتكز الزيارة على وعود حوثية بإبداء مرونة سياسية في التعاطي مع الجهود الأممية بحسب ما نقله وسطاء عمانيون وقطريون للبيت الأبيض، على خلفية التصعيد الأخير في المنطقة وتكثيف التحالف العربي بقيادة السعودية لعملياته في اليمن، وعودة الحديث في واشنطن عن إمكانية إعادة الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية.

ونقلت صحيفة العرب الصادرة في لندن أمس الثلاثاء عن المحلل العسكري والسياسي اليمني وضاح العوبلي قوله إن الجولة القادمة للمبعوث الأممي لن تختلف عن سابقاتها من جولات أسلافه، مؤكدًا أنه لا توجد أي مؤشرات على إمكانية تحقيق أي اختراق جوهري في جدار الموقف الحوثي المتعنت والمتصلب.

وأضاف العوبلي “لا يوجد لدى الحوثيين ما يمكن أن يقدموه للمضي نحو إيقاف الحرب، وتحقيق السلام في اليمن، وإن كان لديهم ما يقدمونه فلن يكون أكثر من تكتيك تهدئة مؤقتة دون أي التزامات أو ضمانات، وهو نفسه التكتيك الحوثي الذي رأيناه مرارا وتكرارا وخاصة عندما يمر الحوثيون بمأزق، وعندما يحتاجون لمرحلة من التهدئة التي تتيح لهم حشد وتجنيد المجندين، لاستخدامهم في دورات التصعيد التي يخططون لها في المستقبل”.

ولفت إلى أن المتمردين الموالين لإيران لا يوجد لديهم أي برنامج سياسي يمكن التعاطي معه، أو القبول به، وهو الأمر الذي تدركه الجماعة ويدفعها للاعتقاد بأنه لا بقاء لها إلا بالحرب واستمرارها.

وشكك المحلل اليمني في إمكانية أن ينعكس التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران إيجابا على الملف اليمني “حيث أن إيران لن توقف أذرعها وتتخلى عن أهدافها في المنطقة كليا، وأن أقصى ما يمكن أن تقدمه طهران هو الإيعاز لأدواتها بتوفير الظروف المناسبة، لكسب صفقة الاتفاق النووي، وهذا ما يمكن ترجمته بتهدئة مرحلية في الجبهات، ولكنها تهدئة ملغومة تخلقها الظروف اللحظية، وليست نابعة من قناعات”.

ووصف مراقبون للشأن اليمني في وقت سابق لـ”العرب” التحول اللافت في خطاب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تجاه الملف اليمني بعد إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن أمام مجلس الأمن الدولي الثلاثاء الماضي بأنها مؤشرات على تراجع المجتمع الدولي عن مواقفه المتشددة إزاء التعنت الحوثي، إضافة إلى محاولات واشنطن والاتحاد الأوروبي استخدام ملف الأزمة اليمنية كورقة في مباحثات فيينا مع طهران حول الاتفاق النووي والإشارات عن إحراز تقدم في هذه المباحثات في الأيام الماضية.

وكشفت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” أن إشارة المبعوث إلى عمله على تطوير إطار عمل لخطته المتعلقة بإيجاد تسوية سياسية شاملة، و"تأسيس عملية متعددة المسارات، يمكن من خلالها التعامل مع مصالح الأطراف المتصارعة ضمن سياق أجندة يمنية أوسع في ثلاثة مسارات للشؤون السياسية والأمنية والاقتصادية”، بمثابة عودة للمربع الأول في جهود الأمم المتحدة في اليمن والعمل وفقا للمحددات الأممية التي وضعها المبعوث السابق غريفيثس.

وقال الباحث السياسي اليمني ماجد الداعري في تصريحات لـ”العرب” إن مهمة المبعوث الأممي إلى اليمن تصطدم بعقبات كبيرة في مقدمتها تصلب الحوثيين وتردد الإدارة الأميركية في فرض المزيد من العقوبات عليهم خشية أن تدفعهم مثل هذه العقوبات نحو المزيد من التصلب والعزلة، وهو ما يعني تعقيد المهمة الأممية.

واعتبر أن مهمة المبعوث ستكون شبه مستحيلة، خاصة وأنها تأتي متزامنة مع محاولة الحوثيين استعادة ما خسروه من أراض في الفترة الماضية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى