السعودية ترفض دعوة فرنسية لزيادة إنتاج النفط

> الرياض "الأيام"

> ​أكّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأحد أنّ بلاده ملتزمة باتفاق تحالف "أوبك بلاس" حول كميات إنتاج النفط، والذي تقوده إلى جانب روسيا، حسبما أفاد الإعلام الرسمي السعودي.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إنّ المسؤولين بحثا خلال اتصال هاتفي "الأوضاع في أوكرانيا (...) وأثر الأزمة على أسواق الطاقة"، مضيفة "أكد ولي العهد حرص المملكة على استقرار وتوازن أسواق البترول والتزام المملكة باتفاق أوبك بلاس".

وبلغ سعر النفط بمرجعيه أكثر من مئة دولار الخميس مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن سعر برميل برنت نفط بحر الشمال تسليم أبريل تراجع الجمعة إلى 99.17 دولارا، بينما استقر برميل غرب تكساس الوسيط تسليم أبريل على 92.61 دولارا.

وتثير العقوبات التي تفرضها الدول الغربية على روسيا مخاوف من تأثر قطاع الطاقة وارتفاع الأسعار. ومنذ بداية الأزمة لم تبد الرياض، أحد أكبر مصدري النفط في العالم، نية في زيادة الإنتاج لتهدئة الأسعار.

وتشكّل الإمدادات الروسية حوالي 40 في المئة من حاجة الغاز الأوروبية، فيما يتجه نحو 2.3 مليون برميل من الخام الروسي غربا كل يوم عبر شبكة من خطوط الأنابيب.

وتقود السعودية إلى جانب روسيا تحالف "أوبك بلاس" الذي يضم ثلاثة عشر عضوا في منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" وعشرة من خارج المنظمة. وقد قاومت هذه الدول ضغوطا أميركية لزيادة الإنتاج بهدف خفض الأسعار.

ويتبنى تحالف أوبك بلاس الذي تقوده السعودية سياسة الزيادة التدريجية في إنتاج النفط، وينص الاتفاق الحالي على أن يكون معدل الزيادة على مستوى 400 ألف برميل في كل يوم على أساس شهري.

وتعتبر السعودية أول مزود نفطي للأسواق العالمية، فيما تعد روسيا أحد أبرز منتجي النفط والغاز في العالم، إذ تضخ حوالي عشرة في المئة من النفط العالمي، وأي تأثير على إمدادات موارد الطاقة من روسيا سيكون له تأثير على أسعار الطاقة العالمية.

والسعودية حليفة للولايات المتحدة، لكنّها قريبة أيضا من موسكو. فبينما تستضيف قوات أميركية على أراضيها، تطوّرت علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع روسيا على مر السنين.

وآثرت الدول الخليجية الصمت إلى حد بعيد حيال الحرب الروسية في أوكرانيا. ففي الماضي كان من السهل عليها دعم طرف ما بين الولايات المتحدة وروسيا، لكن العلاقات المتنامية مع موسكو تدفع هذه الدول اليوم إلى تحقيق توازن صعب في مواقفها.

وبينما سارعت غالبية دول العالم إلى إدانة غزو روسيا لجارتها الأصغر، فضلت دول مجلس التعاون الخليجي الصمت.

وبحسب خبراء في شؤون الشرق الأوسط، فإن إحجامها عن إدانة روسيا أو تأييد الغرب، أمر يمكن تفهّمه بالنظر إلى ما هو على المحك: الطاقة والاقتصاد.. والأمن.

وقالت الخبيرة في الشؤون الخليجية والباحثة في معهد مونتين الفرنسي آن غادال إنّ "العلاقات الاقتصادية بين هذه الدول وموسكو ليست وحدها التي تنمو، بل الروابط الأمنية كذلك".

وكانت الإمارات امتنعت، إلى جانب الصين والهند، عن التصويت على مشروع قرار أميركي وألباني في مجلس الأمن الدولي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، ويطالب موسكو بسحب قواتها.

والخميس، اليوم الذي بدأت فيه روسيا هجومها البري والجوي ضد أوكرانيا، امتنعت الكويت وقطر عن انتقاد موسكو مباشرة، واكتفتا بإدانة العنف، بينما لم تعلّق السعودية وعُمان والبحرين بعدُ.

وقالت الباحثة في معهد "المجلس الأطلسي" إيلين والد إنّ "الأعضاء العرب في 'منظمة الدول المصدّرة للنفط' أوبك في وضع صعب من الناحية الدبلوماسية، حيث من الواضح أن الحفاظ على اتفاق 'أوبك بلاس'، الذي يسيطر على كميات الإنتاج، في طليعة اعتباراتهم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى