ترجل أسطورة العمل التربوي الشبواني أحمد رويس

> أصعب اللحظات عندما تسمع نبأ وفاة عزيز وغالٍ والأصعب كتابة الرثاء، و قد ترجل اسطورة العمل التربوي والتعليمي و أحد بناة النهضة التربوية والتعليمية من زمن طويل بمحافظة شبوة، المربي القدير الأستاذ/ أحمد رويس عوض - نائب المدير العام لمكتب وزارة التربية والتعليم في محافظة شبوة - رحمة الله تغشاه.

عرفت المربي الفاضل أحمد رويس، ذو الهندام المتميز والأنيق بين زملائه التربويين، في مكتب التربية والتعليم يصول ويجول لتحقيق النجاحات المتعددة في مجال عمله. ومقدرًا جهود كافة الموظفين في الإدارة العامة ومكاتب التربية والتعليم في المديريات، بل وفي المدارس الابتدائية والثانوية، محفزًا المدرسين/ات والتلاميذ/ـات على الانضباط وجودة التعليم، ومدافعًا عن حقوق المعلمين/ـات، وصاحب الأيادي البيضاء،، بشهادة كل من عرفه وعمل تحت توجيهاته التربوية، بمناقبه الخيرة والمخلصة في أداء رسالته التربوية.

لا أستطيع أن أنسى الاستاذ أحمد رويس بنشاطه المميّز ومودته التي أظهرت علاقة طيبة ومتينة جمعت بيننا وبينه على الاحترام المتبادل وتوطدت لمدة تجاوزت العشرين عامًا. تتوجها طيبة النفس وبساطة المعلم الحكيم، حيث احتلت العلاقات الإنسانية في النمط الأول لديه بتعامله مع الجميع.

كان الأستاذ أحمد رويس، نعم الصديق والزميل الذي تحلى بمكارم الأخلاق، التي تجلت في محياه وابتساماته وصدق القول والتعامل، حيث كان آخر اتصال بيننا بالهاتف عند استعداده للسفر إلى مصر، سألته عن صحته وتحدثنا قليلًا واستعدنا الذكريات واستودعنا بعضنا بكلمات الوفاء المعهودة بين الأوفياء الأنقياء، واختتمنا الاتصال بالدعاء لبعضنا رحمه الله تغشاه.

كان الاستاذ أحمد رويس دائمًا ما يوصيني وكل الصحافيين، بأن يتبع الصحفي الأسلوب السليم والصحيح في الكتابة، دون تجريح في ظل وجود حرية الصحافة في البلد وأتذكر يومًا أنه قال لنا في اجتماع:

نحن جميعا شركاء في الرأي والتنوير والإصلاح والنقد البناء في العمل من أجل بنا الوطن.

نعم عرفنا النشاط التربوي والتعليمي بمكتب التربية والتعليم بمحافظة شبوة، بوجود أسطورة العمل التربوي الأستاذ أحمد رويس، حيث كان الدينمو المحرك لمختلف الأنشطة التربوية والتعليمية في شبوة، وهو الرجل المثابر الذي لا يكل ولا يمل في ميادين العمل التربوي وساحات المدارس التعليمية بالمديريات.

من خلال الزيارات التي كان يقوم بها للاطلاع على الأوضاع التعليمية وما تحتاجه المكاتب التربوية التعليمية على مستوى عاصمة المحافظة والمديريات القريبة منها والنائية.

نعم.. أفنى الأستاذ أحمد رويس، جلّ سنوات حياته في خدمة دروب رسالة التربية والتعليم، وكان يقوم بالدور الحقيقي للمدير العام، من حيث تحديد الخطة الاستراتيجية للمديريات وما تحتاجه المكاتب التربوية والمدارس فيها، من توفير البُنى التحتية ودعم أنشطتها التربوية بحنكته المتألقة وهو الأمين المجتهد بذكائه المعهود لتحقيق المزيد من النجاحات في تنفيذ مهام عمله، والرسالة التربوية والتعليمية في شبوة.

رحم الله الأستاذ أحمد رويس، الذي لم يبخل بخبرته ووقته ولتفعيل دور مكاتب التربية والتعليم على المحافظة والمديريات والمدارس في شبوة، عرفه الكل بصوته المميز باللحن الطروب، وهو يتحدث في الطوابير الصباحية عند نزوله إلى المدارس، ذو القامة القتبانية رحمه الله وأسكنه الجنة.

اللهم لا اعتراض على القضاء والقدر.. رحل الرجل والإنسان صاحب الذكر الطيب والجمائل التي لا تحصى ولا تعد أولها عند الله جل وعلا في مجال عمله، وكاد المعلم أن يكون رسولا، وكذلك عند عباد الله الذين كانوا يعرفونه ويترددون عليه في مكتبه ومجلسه.

نم أيها الساكن في أفئدتنا وبين أهلك ومحبيك في صعيد شبوة، ستبقى خصالك وشيَمك النبيلة ماثلة أمامنا لا تحيد، وقد كنت وستظل قريبًا وبين ظهرانينا.

على روحك الطاهر الفاتحة والسلام، وأسأل الله أن يتغمدك بواسع الرحمة والمغفرة وأن يسكنك الجنة ويلهم أهلك وذويك جميل الصبر والسلوان، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى