صنعاء تمنح امتيازات "الربح المريح" للنفط القادم من عدن

> صنعاء/عدن «الأيام» خاص

> صنعاء.. طوابير انتظار بامتداد كيلومترات والموردون يكشفون سبب الأزمة
شلّت الحركة المرورية في صنعاء تمامًا حينما بلغت أزمة الوقود ذروتها، أمس السبت، وشوهد مئات السيارات والمركبات متوقفة عن الحركة بعدما صعد سعر الجالون الـ 20 لترًا بين 50 - 60 إلف ريال، فيما حمّل تجار نفط في المناطق الشمالية شركة النفط الخاضعة تحت إدارة جماعة الحوثية وشركات مقربة من المكتب السياسي للجماعة بخلق أزمة المشتقات النفطية في مناطق سيطرتهم بغرض الاتجار المريح والمربح.

وتفاقمت أزمة الوقود في صنعاء أمس حيث أظهرت مقاطع فيديو التقطت بطائرة مسيرة (درون) امتداد طوابير الانتظار لمئات السيارات أمام محطات الوقود على مسافة كيلومترات كالطابور الذي اصطف من ميدان السبعين جنوبا وصولًا إلى جامعة صنعاء شمالا.

والخميس قتل سائق دراجة نارية وتظاهر العشرات من ملاك الدراجات النارية مساء الجمعة تنديدًا بجريمة مقتله برصاص مسلحين في محطة وقود وسط صنعاء.

وأمس السبت أصدر اتحاد موردي النفط بيانًا أكد فيه أن "قيادات شركة النفط بصنعاء وشركة "دروب الاتحاد" (تابعة لقيادات حوثية) تتعمد عرقلة وصول الوقود إلى المناطق الشمالية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين".

وكشف البيان الذي أطلعت عليه "الأيام" عما سمّاه تعمد شركة النفط وشركة دروب إلى اتخاذ إجراءات سلبية فاقمت من الأزمة، موضحًا أن الإجراءات مثل "منح تراخيص الاستيراد للمقربين من الشركتين، وتعمد عرقلة تراخيص الاستيراد للتجار الذين ليس لهم وساطة".

وقال بيان موردو النفط الذي وجه إلى زعيم جماعة الحوثي "إن شركة النفط الحوثية تشتري الوقود من التجار الذين ليس لهم وساطة بالآجل لمدة سنتين، فيما خفضت أجور النقل من عدن إلى صنعاء من 72 ريالًا إلى أقل من 35 ريالًا عن اللتر الواحد وخفضت هامش الأرباح من 12 ريالًا إلى أقل من 6 ريالات عن اللتر الواحد".

وأشار البيان إلى أن تخفيض أجور النقل وهامش الربح دمر كثيرًا من التجار، موضحًا أن القيادات الحوثية أقامت تجارًا آخرين بدلًا من الذين خسروا تجارتهم ومنحتهم الأولوية وتدفع لهم مستحقاتهم المالية خلال 10 أيام فقط، دون أي تأخير.

وأكد البيان أن قيادات بجماعة الحوثي "تخزن كميات من المشتقات النفطية في منشأتين تابعتين لشركة النفط بالحديدة والصباحة بصنعاء منذ سنوات وترفض بيعها".

وحذر التجار من مخاطر العبث بسوق المشتقات النفطية وافتعال الأزمات فيها، داعين إلى منح شركة النفط مدة عشرة أيام لحل الأزمة، وفي حال عجزت.. فإننا نقترح السماح للتجار وأصحاب المحطات بإدخال المشتقات النفطية إلى محطاتهم بعد دفع الجمارك والرسوم الحكومية دون أن يكون لشركة النفط دور الوسيط أو المسوق الحصري للمشتقات النفطية والذي بدوره سوف يخلق تنافس بين التجار والذي سيؤدي إلى توفير وانخفاض في المشتقات النفطية.

وشدد البيان على ضرورة مساواة جميع الموردين في أسعار التوريد ومنحهم نفس فترة السداد، بدون وساطة أو محسوبية، والسماح للموردين بإدخال المواد من أي ميناء في الجمهورية ما دام أنه مطابق للمواصفات كون أجور النقل محددة.

وكان القيادي البارز بجماعة الحوثيين محمد علي الحوثي اعترف أمس الأول الجمعة باحتجاز مئات الناقلات المحملة بالمشتقات النفطية في أحد المنافذ بمحافظة الجوف.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي أمس السبت بفيديوهات مصورة عن طوابير طويلة للسيارات في انتظار التزود بالوقود في صنعاء.

وفي أحد التسجيلات يعلق مواطن على طوابير السيارات ساخرًا بالقول: "أنظروا يا ناس.. أطول طابور في التاريخ اليمني من أجل الحصول على صفيحة بنزين تتجاوز 50 دولارًا".

وتابع في تسجيله قائلا "لم يحدث هذا منذ اكتشاف النفط إلا في تاريخ أعلام الهدى ومصابيح الدجى زعران الولاية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى