جزى الله الشدائد كل خير

> المواقف والرجال لا تعرف إلا عند الشدائد سلباً وإيجاباً، ونستعير قول وشعر الإمام الشافعي عنوانًا لمقالة اليوم، والسبب فضائح وانفصام الضمير الغربي والأمريكي.

أزمة أوكرانيا هي بالأحرى أزمة الناتو الذي لم يرتدع أخلاقياً وقانونياً وشواهد جرائمه قائمة وحاضرة لليوم وتعدادها سهل لا يعيه أحد حتى عوام الناس البسطاء.

لقد انكشفت الأقنعة جميعها للنخب ولمن يسمون ساسة الغرب بكل وضوح فويح من يحاول التعمية أو التغطية.

غابت ضمائرهم في غزوهم لأفغانستان وغابت في غزوهم للعراق وغابت في تدميرهم لليبيا، ولا نحب نذكرهم بماضي أجدادهم الذين استأصلوا مليون هندي أحمر موتى من السكان الأصليين لأمريكا (العالم المكتشف في القرن الخامس عشر) ولا نذكرهم كذلك باستئصال عشرين مليونًا من سكان أستراليا الأصليين.

اليوم يقفز ضميرهم فجأة ليتباكوا على الأوكران لأنهم من ذوي البشرة البيضاء والعيون الخضراء والزرقاء.

بكل تأكيد لا أحب ما وصلت اليه الأمور بسبب غباء وتعنت القوميين النازيين الجدد من الأوكران وإنكارهم للتاريخ والجغرافيا والجذور التاريخية المشتركة وذهابهم بعيدا في استعداء جارتهم روسيا الاتحادية.

التاريخ القريب لا يزال ساخنا وهو المشهد العراقي وما آلت إليه أمور العراق بعد غزوها وتدميرها، وكان ذلك خارج إطار القانون الدولي، لكن لم تحضر ضمائرهم حينذاك لأن ملايين القتلى لا يشبهونهم.

كم هي مؤلمة كلمة عنصرية تفصل بين الناس ومقولة "إنهم يشبهوننا وليسوا مسلمين من سوريا أو العراق، إنهم مثلنا": كلمات رددتها نخب إعلامية غربية، فعلا عند الشدائد تعرف الرجال ونضيف لها أيضاً الأخلاق.

ولنا فيما نشاهد اليوم من عنصرية مقيتة نطقت بها نخب إعلامية على مسمع ومرأى العالم أجمع، هناك عبرة يجب أن نعتبرها كعرب وعالم ثالث وهي أن الغرب وادعاءهم احترام حقوق الإنسان كذبة كبيرة جداً وما حصل للعراق مثال صارخ وعنوان واضح لهمجيتهم وحالتهم المرضية الانفصامية في الضمائر والأخلاق.

رضي الله تعالى عن الإمام الشافعي حين قال:

جزى الله الشدائد كل خيرٍ

وإن كانت تغصصني بريقي

وما شكري لها حمداً ولكن

عرفت بها عدوي من صديقي

ويا ليت العرب يفهمون والعالم الثالث النائم بعد هذه الأحداث الحقيقة التي كانت غائبة وانكشفت في هذه الأزمة الروسية الأوكرانية وحلف الناتو.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى