هل يتكرر سيناريو أفغانستان في أوكرانيا؟

> إن المتابع لتطورات الحرب الروسية الأوكرانية يجد أن ثمة شواهد وقرائن أخذت تتبلور كمؤشرات على أن الأمور قد تمضي باتجاه تكرار سيناريو أفغانستان مع الاتحاد السوفييتي، اليوم في أوكرانيا مع روسيا، فهناك إصرار روسي على إسقاط كامل الأرض الأوكرانية، يقابله إصرار رسمي وشعبي أوكراني على المقاومة، مسنود بدعم وتأييد غربي كبير، وهذه المعادلة تعني أن سقوط أوكرانيا سيحصل نظرا لهذا الإصرار الروسي المسنود بتفوق كبير في موازين القوى على الطرف الأوكراني، وأن الأوكرانيين وإن خسروا معركة التصدي للغزو الروسي، لن يتركوا معركة مقاومة التواجد الروسي على أرضهم مسنودين بالدعم الغربي لهم.

وبين الإصرار الروسي على إخضاع القرار الأوكراني لموسكو، وإصرار الأوكرانيين على حقهم في حرية القرار، يجد الغربيون ضالتهم في إضعاف روسيا وإنهاكها في حرب طويلة داخل أوكرانيا، تماما مثلما استغل الغربيون سعي الأفغان للتحرر من الوجود السوفييتي، فحولوا أفغانستان لساحة حرب استنزاف طويلة للاتحاد السوفييتي شكلت أحد أهم عوامل ضعفه وتفككه لاحقًا.

وما يعزز من فرضية أفغنة الأزمة الأوكرانية دخول متغيرات جديدة على الحرب في أوكرانيا لا تدخل في خطط واستراتيجيات معارك وحروب الجيوش النظامية التقليدية، وإنما تتبع غالبا حرب العصابات وحروب الاستنزاف الطويلة، وهذا دليل على أن هناك توجها غربيا أوكرانيًا لخوض مثل هذه الحرب مع الجيش الروسي بعد إسقاطه لأوكرانيا، وهذه المتغيرات تتمثل في السماح لعامة الشعب الأوكراني بامتلاك السلاح وفتح المجال أمام المتطوعين الأجانب الراغبين في الحرب إلى جانب أوكرانيا، ويعضد ذلك استمرار تدفق الأسلحة من مختلف العواصم الغربية إلى أوكرانيا، تماما مثلما فتح المجال واسعًا أمام الشعب الأفغاني لامتلاك السلاح وأمام المتطوعين الأجانب للقتال في أفغانستان، وهذه المتغيرات من وجهة نظر شخصية تعد أخطر المتغيرات الداخلة في معادلة الحرب الروسية الأوكرانية على طرفي الحرب وربما على الأمن الأوربي لما لها من تبعات مستقبلية، وإذا كانت باكستان نقطة تجمع وانطلاق المتطوعين الأجانب إلى أفغانستان، فبولندا مؤهلة لتقوم بهذا الدور بالنسبة إلى أوكرانيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى