التاريخ الذي يجهله جيل اليوم من النساء

> تحتفي البلدان المتقدمة ونساؤها، كما تحتفي نساء المعمورة، بالذكرى السنوية لليوم العالمي للمرأة الذي أقره الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في مؤتمره الأول الذي انعقد في باريس عام 1945م.

يأتي الاحتفال بيوم المرأة العالمي، لتذكر واقعة تعرُّض نساء أمريكيات، في تظاهرتين نسائيتين لعنف آلة القمع البوليسية الأمريكية (1856/1909) طالبن فيها بالعدالة والمساواة وإلغاء استعباد واستغلال النساء، خاصة العاملات في مصنع النسيج في أمريكا.

إلى يومنا هذا، بفعل المتغيرات السياسية، أصبح الاحتفال بهذه الذكرى الأليمة وفي ذات الوقت، المحفّزة على الاستمرارية في تذكير قادة الأمم، بأهمية دور المرأة في البناء والتعمير ونهضة الأمم.

وفي هذا المقام نذكّر بقيمة المرأة في ديننا الحنيف ووصية الرسول الأعظم، عليه الصلاة والسلام، بها، قبيل وفاته.

حين نحتفي بيوم المرأة العالمي، يمر أمام أعيننا، شريط طويل من مشهديات تاريخية، نفخر بها، هي محطات تستوجب الوقوف عندها وسبر أغوارها، لنتعرف على شخوصها النسائية الرائدة في مختلف صعد الحياة، فسنجد المعلمة والتربوية والسياسية والطبيبة والمهندسة المدنية والمعمارية ومهندسة الطيران والكابتن طيار والقاضية والمحامية والإعلامية والصحفية والأديبة والفنانة وسائقة الحراثة، في الريف، وغيرها من المهن التي امتهنتها المرأة، بعد تحررها وكانت حكراً على الرجل.

إن نضال المرأة الجنوبية الذي كانت ولادته ومنشأه في مدينة عدن، منذ ستة عقود مضت، يستدعي منا فتح أضابيره التي ما زالت بحاجة إلى أن ننفض غباره وقراءته بتعمق وبحيادية تامة، دون أن نبخس أحداً وتقييم تلك التجربة النضالية والأخذ بدروسها وقيمها، لنتعلم منها في حياتنا الراهنة.

إننا ونحن نستذكر، اليوم، نضال المرأة العدنية، خصوصاً والجنوبية، عموماً التي وقفت بشجاعة نادرة، أمام جبروت وطغيان الاحتلال البريطاني وساهمت في نهضة المجتمع الجنوبي، بعد الاستقلال، تغمرنا مشاعر الحزن والأسى على مكتسبات تلك التضحيات الجسيمة واضمحلالها، رويداً رويداً، أمام أعيننا، خلال ثلاثة عقود مضت، ولم نتمكن من إنقاذها، حتى اختفت عن الأنظار، والأشد إيلاماً أن جيل ما بعد عام 1990م يجهل تماماً تاريخ جداته وأمهاته الرائدات والأوائل اللاتي لولاهن ما كنا ولا كنّ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى