حقيقة الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا

> إليكم بعض التوضيحات عن مشكلة "روسيا مع أوكرانيا"، جمعتها من خلال البحث والاستقصاء من مصادر عديدة ومختلفة، تثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن أوكرانيا جزء لا يتجزأ من روسيا، وأن مصيرهما واحد ومشترك، وسنحاول أن نوجزها في عشر نقاط.

1 - أرض أوكرانيا‬ ومنطقة "كييف" بالذات، كانت هي المنطقة الأولى التي ظهرت فيها القومية الروسية، تحت مسمى: «كيفسكايا روس»، و«كييف» هي عاصمة روسيا القديمة قبل أن تصبح العاصمة «سان بيترسبرج»، وبعدها «موسكو»، تماما كما كانت «اليمن» هي الوطن الأم للعرب، قبل أن ينتشروا في شبه الجزيرة العربية.

2 - الأوكرانيون كانوا قبيلة "سلافية" صغيرة، تنتشر على رقعة صغيرة غربي مدينة «كييف» الحالية، ولم تكن للأوكرانيين عبر التاريخ دولة في مساحة أوكرانيا الحالية، ولكن بعد الثورة البلشفية عام 1917، قام الرئيس السوفياتي الروسي «فلاديميير إليتش لينين» بتأسيس دولة «أوكرانيا» على أراضي روسية.

3 - لم يكن يتوقع وقتها "لينين" تفكك الاتحاد السوفياتي، وذهاب الأراضي الروسية إلى ملكية الأوكرانيين، كما أن شبه جزيرة «القرم» لم تكن هي الأخرى داخل أوكرانيا عند تأسيسها سنة 1922، بل أهداها لأوكرانيا الرئيس السوفيتي «خروتشوف» ذو الأصل الأوكراني سنة 1954، لتسهل إدارتها الذي لم يكن يتوقع هو الآخر أو أي أحد آنذاك أن يتفكك الاتحاد السوفياتي.

‏4 - الروس والأوكران ينحدرون من أصل سلافي واحد، والأثنين يعتنقون "المسيحية الأرثوذكسية"، كما أن اللغتين الروسية والأوكرانية شديدتي التشابه حتى التطابق أحيانا، وهما أقرب إلى لهجتين مختلفتين من نفس اللغة، والفرق بينهما تماما كالفرق بين اللهجتين اللبنانية أو السورية، كما أن حوالي ثلث سكان أوكرانيا يتكلمون الروسية، ويعتبرون انفسهم روسا ويريدون العودة للدولة الأم.

5 - اظهرت المعلومات في السنوات الأخيرة، أن منطقة «دونباس» غنية جدا بما يسمونه غاز "الشيست" أو الغاز الصخري، وهو نوع من الغاز الطبيعي ينشأ من أحجار الإردواز، ويوجد محبوسا بين طبقات تلك الأحجار الطبقية، وتستخدم لاستخراجه تقنية صعبه مقارنةً بتقنية استخراج الغاز الطبيعي الذي يكون محبوسا تحت الأرض، ومع ارتفاع سعر النفط والغاز الطبيعي سيصبح استخراج غاز حجر "الأردواز" في المتناول ومجديا، وقد اتضح أن الأمريكان اتفقوا مع الأوكران على استخراجه وبيعه لأوروبا عوضا عن الغاز الروسي الطبيعي.

‏6 - منطقة «الدونباس» كانت هي المنطقة الصناعية الرئيسية لكامل الاتحاد السوفياتي، فيوجد بها الأفران التي تنتج محركات صواريخ الفضاء التي صارت أمريكا تشتريها من روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، (وهي الآن تقع ضمن نطاق أوكرانيا)، لأن نصف صواريخ أمريكا التي كانت ترسلها للفضاء تحترق.

‏7 - كل أراضي أوكرانيا هي من نوع التربة السوداء الشديدة الخصوبة، وبالإضافة لكون «أوكرانيا» هي أكبر دولة أوروبية من حيث المساحة، حيث تبلغ مساحة الجزء الأوروبي من روسيا 321 ألف كلم فقط والباقي في آسيا، ولذلك فإن أوكرانيا كانت هي المصدر الرئيسي للغذاء بالنسبة لروسيا.

8 - الغرب "اوروبا" يريدونها أن تصبح سلة أوروبا الغذائية، وهو ما يغضب الروس الذين لا تنتج أراضيهم شيئا مهما بسبب الجليد، اما روسيا فقد ورثت عن الاتحاد السوفياتي برنامجا متقدما من الصواريخ الفرط صوتية، وتوصلت أخيرا إلى إنتاج صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت بخمسة وعشرين مرة.

9 - هذه الميزة وهو ما لا تملكه أمريكا ولا غيرها، ويتوقع الخبراء الروس أن أمريكا لن تستطيع تصنيع صواريخ فرط صوتية مماثلة إلا في غضون خمسة إلى ستة سنوات من الآن، وبذلك تكون روسيا اليوم قادرة على تدمير كل حاملات الطائرات الأمريكية الإحدى عشر بضربات صاروخية سريعة، وهو ما يفسر تعنت الروس وتهديدهم لأمريكا بتدميرها قبل أن تحك أنفها.

10 - وأخيرا فإن روسيا مستعدة للتضحية بمليون مقاتل؛ كي لا تخسر «أوكرانيا» لأنها جزء حيوي منها، وتعتبرها جزء من أراضيها التاريخية، كما انها بالغة الأهمية والخطورة من منظور الأمن القومي والجيوسياسي الروسي لا تسمح بتهديد الأراضي الروسية في حال انضمت أوكرانيا إلى الناتو، وأصبحت صواريخ الناتو الباليستية الثقيلة على حدود روسيا، أي على أبواب «موسكو» نفسها، أما الغرب فليس له قضية وطنية في هذا النزاع، لكنه يريد محاصرة روسيا وكسر هيبتها وقوتها واخضاعها من خلال ضم أوكرانيا لحلف الناتو، ولكن لا أمريكا ولا أوروبا تستطيع فعل ذلك؛ لاعتبارات جغرافية واستراتيجية ولوجيستية كثيرة يطول شرحها، والله أعلم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى