اختطاف الأجانب في حضرموت.. رصد توثيقي

> كتب/ علوي بن سميط

> اتسمت حضرموت بميزة الهدوء والسكون والسلام ولم يحصل في تاريخها الحديث والمعاصر أن أقدم أي أحد من أهلها أو ممن استوطنها أن يقدم على تجاوز في حق ضيوفها عربًا كانوا أو أجانب.
علوي بن سميط
علوي بن سميط


التطور الاجتماعي المفاجئ والتداخل السكاني ومحاولة تغيير المفاهيم والسيكولوجية للحضارم إثر دخول الحزبية والطباع الاستهلاكية وإعادة تغيير نمط التفكير واستخدام أخذ الحق بوسائل بعيدة عن العرف والقوانين السائدة وبداية تفكك الدولة وقيم المجتمع التي وضعت بقصد وكرست لدى بعض الحضارم من نهاية القرن العشرين الماضي، كل ذلك أدى إلى الاضمحلال في كل شيء والمسببات معروفة اعتمادا على نظرية علم الاجتماع بما مفاده أن غياب الدولة والنظم والقوانين يؤدي للوصول إلى هذا المستوى، وأن إذا ظلت الأوضاع على هذا النحو فالأمور قد تزداد سوءًا، ومن بين هذه الأمور الدخيلة أن أخذت المفاهيم منحى آخر ولم يكن الحضارم من يفعلها.

إن الغير على أرض حضرموت هم الفاعلون أو بالاشتراك معا لاسيما حالة خطف الأجانب الذين يعملون مباشرة أو غير مباشرة في حضرموت، ناهيك عن اختطافات السكان المحليين من الحضارم وهي الحالة الأكثر قياسًا بخطف الأجانب.

حالات خطف الأجانب حتى السبت الماضي لم تعرف أسبابها ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الفعل، إلا أن الدولة وأجهزتها ذات الاختصاص عادة ما تعلن أن (تنظيم إرهابي) هو الذي ينفذ مثل حالة كهذه لكن المتتبع والمهتم لم يسمع عن بيان صادر عن أي جهة تعلن عن قيامها بهذا الفعل توثيقا لما سبق أن حصل من محاولات اختطاف ووقوع اختطاف للأجانب أشير لهذا على النحو التالي:

- أول محاولة اختطاف في حضرموت لأجنبي بالساحل كانت في 1995م، حيث ترصدت مجموعة مسلحة لدنماركي الجنسية يعمل في المشروع السمكي الرابع الممول دوليا، حيث أطلقت على سيارته التي يقودها النار ما بين الشحر - الحامي ليتوقف عندها، حاصره ثلاثة مسلحين فتعارك معهم، ولأنهم على الخط العام ركبوا سيارته وتركوه مثخنا بجراحه ولم ينجحوا باختطافه.

- في 1996م اختطف في شرق وادي حضرموت مجموعة من الألمان كانوا يجوبون المناطق الشرقية، وفي محيط قبر نبي الله هود مركز السوم اعترضهم مسلحون قبليون والألمان على دراجات حديثة تستخدم في السياحة للمناطق الوعرة فحوصروا وتم خطفهم ونقلوا إلى وديان يصعب الوصول إليها من القوات الحكومية وجراء ضغط حكومة وسفارة ألمانيا الاتحادية استنفرت الحكومة اليمنية والرئيس علي عبدالله حينها بأن حاصرت قوات من الجيش المناطق الشرقية وفشلت في فك أسرهم، اتبعت الحكومة أسلوب المفاوضات مع الخاطفين ومطالبهم وعمل عدد من مشايخ وأعيان قبائل وادي حضرموت في مفاوضات بالقرب من وادي وعشة في معرفة طلب الخاطفين الذي تمثل في أن تقوم الحكومة باستعادة حقوق لهم في معاملات تجارية أكد فيها الخاطفون أن الطرف الذي يطالبونه بذلك يتبع أجهزة الحكومة والمنطقة العسكرية الشرقية في ذلك الوقت وبعد أكثر من أسبوعين تم الإفراج عن الألمان مقابل تنفيذ جزء من المطالب.

- في 2011م اختطف في مايو فرنسيين 2 نساء ورجل يتبعون منظمة فرنسية دولية (ترانجل) تعمل في اليمن منذ سنوات وافتتحت لها مركزا في سيئون بحضرموت وتخصصت في الأعمال الخيرية كالصحة والزراعة، وفي ظهر أحد الأيام أقدم مسلحون ملثمون على إجبارهم في الركوب في سيارة أعدت لهذا الغرض واختطفوا من وسط سيئون وحاولت الدولة والمشايخ معرفة مكان المختطفين، لكن باءت المحاولات بالفشل إلى أن أعلن الخاطفون والمختطفون في رسائل بثت أنهم بخير وأن المطلوب فدية، وأعلنوا ذلك من محافظة مجاورة لحضرموت حينئذ بدأت محاولات التوسط والتفاوض وقادها شيخ قبلي من شبوة يقيم في سلطنة عمان ويحمل جنسيتها وأشهر رجال أعمالها الذي تمكن بعيدا عن سلطات اليمن من أن يصل إلى نتيجة وتم إطلاق سراح المختطفين الثلاثة الذين نقلوا برا إلى عمان ومنها بطائرة فرنسية خاصة إلى بلادهم وأطلق سراحهم من اليمن مقابل ملايين الدولارات (على رغم نفي الوسيط والحكومة الفرنسية ذلك).

- 2022م مارس اعترض صباحا مسلحون في خشم العين غربي وادي حضرموت اثنين من الأجانب العاملين بمنظمة أطباء بلاحدود، ووفقا للأنباء أنهم كانوا باتجاه الوصول إلى سيؤن من مأرب وهما ألماني ومكسيكي وإلى اللحظة لم يعرف مكانهما أو الجهة التي اختطفتهما.

- أما حالات القتل بوسيلة إطلاق النار على الأجانب السياح، فإن أكثر قتيلين ونحو 6 مصابين من السياح بلجيك وجنسيات أخرى قضوا في إطلاق نار عليهم بالقرب من الهجرين دوعن ومقتل وإصابة آخرين جلهم من الكوريين الجنوبيين في محيط موقع أثري بجبل شبام، الحادثتان وقعتا يوم جمعة دوعن ظهرا وشبام مع أذان المغرب وكانتا في 2008م.

- وسجلت حادثه أخرى بإطلاق نار على موكب سياحي من نقطة عسكرية أصيب فيها سائح بقدميه في 2007م أعلنت السلطات أنه وقع بالخطأ.

عموما فإن حالات الاختطاف إلى اللحظة يشوبها الغموض الخاصة بالأجانب ولم تعلن أي جهة رسميا 96م - 2011 - 2022م مسؤليتها، إلا أن من المنطقي أن اللوم وأصابع الاتهام توجه للسلطات الحكومية التي تقع تحت مسؤليتها ونطاقها الواقع الذي تمت فيها الاختطافات، أما الاختطافات للأجانب التي وقعت (قبل أمس) فهي على خلفية مطالبات مالية ولعل آخر حادثة كذلك.

اختطافات المحليين من المواطنين معظمها تكاد تكون معروفة والأخرى غامضة وغير مستدل عليها وإن كانت قد بدأت ظاهرة اختطافات المحليين من 97م لكنها لا تذكر واشتدت وارتفعت من 2011م.

مجرد رصد لاتوثيق ماذكر ومايتمناه الحضارم هو الا تكون حضرموت مسرحا لمثل هذه الحوادث وألا يكون الحضارم بصورة أو أخرى يشتركون في تنفيذ هذه الأعمال المنافية للدين والأعراف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى