​قضايا سياسية ملحة لمصلحة الشعب اليمني

> في مقالنا هذا نتطرق إلى جملة من القضايا الهامة للشعب اليمني وخروجه من الأزمة الخانقة التي سببت أضرارا بالغة في حياته المعيشية، وقتلت وشردت الملايين من الناس، وتسببت بالخراب والدمار، فإلى تلك القضايا الملحة التي يجب معالجتها خدمة للشعب اليمني واستقراره وإعادة بنائه.

أولا - الحرب اليمنية وعودة الدولتين
الحرب اليمنية يجب إيقافها فورا بعد استكمالها سبع سنوات عجاف، فلا إيران ولا السعودية يهمهما وقف الحرب، فالدولتان تستخدمان أذرعهما العسكرية في حرب إقليمية، وتهدف الدولتان إلى التربع على الزعامة في المنطقة، والحل الوحيد هو الحوار بين الشمال والجنوب والعودة إلى ما قبل مايو 1990م، من خلال عودة الدولتين، (اليمن الجنوبية والعربية اليمنية)، وعلى الجميع الاعتراف بفشل الوحدة اليمنية التي عانى منها شعب الجنوب الكثير من المظالم، وكان هدف منظومة حكم صنعاء نهب خيرات وثروات الجنوب حتى الآن، ومن يتغنى بالوحدة اليمنية هم مراكز قوى الفساد الذين نهبوا البلاد والعباد، وقد كشفت الهبة الحضرمية قوى الفساد التي تنهب بترول وذهب حضرموت، ويجب تقديمهم للمحاكمة الفورية ومصادرة ممتلكاتهم، فالحرب الدائرة اليوم في مختلف مناطق الحدود بين الدولتين يجب توقيفها فورا، والعودة إلى طاولة المفاوضات بين أنصار الله والانتقالي الجنوبي تحت إشراف الجامعة العربية والأمم المتحدة، والعمل على عقد مؤتمر جنوبي جنوبي ومؤتمر آخر شمالي شمالي للمصالحة الوطنية واختيار حكومتين انتقاليتين لفترة زمنية، وبعدها العودة إلى الانتخابات الوطنية الصادقة لاختيار مجلسي النواب للجنوب والشمال ورؤساء الدولتين في عدن وصنعاء.

وليعلم الجميع أن الحرب التي اندلعت في اليمن ليس لأن إيران دعمت أنصار الله وتريد ترسيخ المذهب الشيعي في اليمن، وهذه مبررات واهية الهدف منها اضعاف ابسمن ليظل فثيرا طول الزمن بل الأطماع الإقليمية والدولية في ثروات النفط التي تكتنزها الأراضي اليمنية، والتي تقدر بعشرات المليارات من براميل النفط والتي تتجاوز إنتاج دول الخليج مجتمعة فمتى يصحى الشعب اليمني، ويطالب القوى السياسية في كل من عدن وصنعاء وقف هذه الحرب الظالمة ويتفرغ للبناء والتعمير وتعويض الشعب اليمني سنوات الحرمان والحياة السعيدة فلا السعودية ولا الأمم المتحدة ترغبان في إنهاء معاناة الشعب اليمني، فالحرب بين اليمنيين هي الطريق الأسرع للخروج من الأزمة اليمنية التي طالت لسنوات.

ثانيا - مؤتمر الرياض القادم
إلى ماذا يهدف انعقاد مؤتمر الرياض القادم الذي من المقرر انعقاده بعد رمضان كما سمعنا؟ إلى مزيد من التمزق والتشرذم بين التيارات السياسية الجنوبية والشمالية، فالخلاقات الشمالية الشمالية والخلافات الجنوبية الجنوبية واضحة، ويمكن القول إن الدول الإقليمية قد أسهمت في تعميقها لترى اليمن ممزقا ومشرذما.

السعودية غير مؤهلة لأن تلعب دور التوافق والمصالحة للتيارات السياسية اليمنية، فالدور المصري والعماني والجزائري يحظى بقدر واحترام كل الأطراف اليمنية جراء المصالحة الجنوبية الجنوبية والشمالية الشمالية.

ثالثا - الحياة المعيشية للشعب اليمني
الحياة المعيشية للشعب اليمني تقترب كثيرا من حافة الموت، والحرب قد شردت مئات الآلاف من الأسر وغادر اليمن مئات الآلاف إلى الخارج هربا من جحيم الحرب التي تضرر منها الشعب اليمني، ففي الشمال لا مرتبات لموظفي الدولة لسنوات، وفي الجنوب لا مرتبات للقوات الجنوبية والأمن لعدة أشهر لثلاث سنوات تقريبًا، والعاصمة المؤقتة عدن تعاني من الظلم والقهر، فالدولة تعمدت طبع العملة دون تغطية لها، مما تسبب بانهيارها أمام العملات الأجنبية، وتسببت في الارتفاع الجنوني للأسعار، أما مرتبات خلق الله فقد انهارت ولم تعد تكفي الموظف لتغطية حياته المعيشية وأفراد أسرته لأسبوع بالكثير.

المشكلة التي ابتلانا بها الله الشرعية التي هي حبيسة في الرياض وتستلم مخصصاتها بالعملة الصعبة رافضة العودة إلى عدن، والحل الوحيد عودتها إلى عنوان على تخصيص 50 % من إنتاج النفط لتغذية السوق المحلي وتصدير 50 % للخارج لتعزيز العملة والعمل على تقليص الكادر الدبلوماسي بواقع 75 %، لأن التعيينات خلال السنوات الماضية شملت المشايخ وكبار موظفي الدولة بعد استلام المخصصات المالية بالعملة الصعبة.

رابعا - الحوار الجنوبي الجنوبي
الجنوب اليوم يعيش مخاطر كبيرة تستهدف تطلعات شعبه في استعادة دولته وعاصمتها عدن، فقد مورست عليه مظالم لم يعشها طيلة حياته، والضرورة تحتم على كل التيارات السياسية الجنوبية اليوم تحمل مسؤوليتهم التاريخية في التنازل لبعضهم وتناسي خلافاتهم الثانوية، والعمل بروح صادقة للقضية الجنوبية، وعلى الانتقالي الجنوبي الخروج عن الوصاية الإقليمية وإعلان الثوابت الوطنية الجنوبية التي تعزز وحدة الصف الجنوبي، فلا دول الإقليم ستعيد للجنوب دولته ولا الأمم المتحدة ولا أمريكا، ستساعد الجنوب في ذلك وحدة الصف الجنوبي الخيار الوحيد لانتزاع دولة الجنوب وما دونه هو وهم، وللعلم لن ينفرد أي تيار جنوبي في حكم الجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى