جولة أممية جديدة للسلام في اليمن.. المعوقات وفرص النجاح

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> اختتم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس جروندبرغ، الجمعة 11 مارس الجاري، أسبوعه الأول من مشاورات مع قيادات الأحزاب السياسية اليمنية.

هذه المشاورات تهدف إلى "رسم مسار نحو تسوية مستدامة للنزاع"، وإيجاد خطة جديدة لإحياء عملية السلام في البلاد، التي تشهد حربًا مستمرة منذ نحو 7 سنوات.

والإثنين، عقد غرودنبرغ اجتماعًا في عمان مع ممثلين عن "المجلس الانتقالي الجنوبي“، المسيطر على العاصمة المؤقتة عدن (جنوب) ومناطق جنوبية أخرى.

وسيعقد، الأسبوع الجاري، اجتماعات أخرى مع ممثلين عن مؤتمر حضرموت الجامع، وخبراء أمنيين واقتصاديين وممثلين عن المجتمع المدني.

ولا يعوَّل كثيرًا على هذه الاجتماعات في وضع حد للحرب في اليمن، بعد سنوات على اندلاعها، وتدخل أطراف خارجية حولت البلاد إلى ساحة صراع على النفوذ في المنطقة.

وعلى مدى سنوات الحرب، فشلت جهود عدد من المبعوثين الأمميين والأمريكيين في وضع نهاية لها.

وتعتبر العديد من الجهات المسؤولة اليمنية والعربية والغربية أن تعنت جماعة الحوثي ومواصلة الدعم الإيراني لها هو أحد أسباب عديدة حالت دون إحلال السلام.

ويعتقد خبراء أن الوقائع الميدانية أعطت الحوثيين مساحة واسعة من المناورة في مفاوضات السلام، وعرقلة جميع الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة.

وهذه الوقائع، وفق الخبراء، تختلف عما كان عليه الحال عام 2016، الذي شهد مفاوضات تسوية سياسية بلغت مراحل متقدمة قبل إجهاضها.

وعلى مدى أكثر من ثلاثة أشهر، استضافت الكويت في 2016 مفاوضات سلام بين ممثلين عن الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي والقوى الحليفة لها، بوساطة المبعوث الأممي آنذاك، إسماعيل ولد الشيخ.

وفي اللحظات الأخيرة على موافقة جماعة الحوثي على مسودّة اتفاق يشمل جوانب سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية، تراجع ممثلو الجماعة عن التوقيع.

ونقلت وكالات أنباء عن مسؤولين يمنيين "إن تدخلات إيرانية في اللحظات الأخيرة دفعت الحوثيين إلى التراجع عن التوقيع".

ويرى مراقبون أن ذلك يتعلق بشكل ما بتقدم المفاوضات بين إيران والسعودية، التي ترعاها الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي منذ أبريل2021، وتوقفت في الأسابيع الأخيرة لانشغال بغداد بتشكيل حكومة جديدة.

لكن يوجد نوع من التفاؤل في بعض الأوساط اليمنية بنجاح مهمة المبعوث الأممي، لتزامن تحركاته مع ضغوط مجلس الأمن الدولي، الذي اتخذ في 28 فبراير الماضي، حزمة قرارات وصفتها الأمم المتحدة بأنها "رادعة".

واعتمد المجلس قرارًا برقم 2624، تحت البند السابع، قُضي بتمديد العقوبات الدولية على جماعة الحوثي حتى 28 فبراير 2023، ووصفها بأنها "جماعة إرهابية".

ومن المتوقع أن تشارك جماعة الحوثي في لقاءات منفردة مع المبعوث الأممي في عمان، خلال الأسبوع الثاني من اجتماعاته أو في الأسبوع الذي يليه، بعد إشارات إيجابية نقلها السفير الهولندي في اليمن، بيتر ديرك هوف.

وزار هوف صنعاء ومدينة الحديدة غربي اليمن، والتقى قيادات جماعة الحوثي، ودعاهم إلى الانخراط في الجهود التي يبذلها جروندبرغ.

من المهم، أن جميع أطراف الحرب في اليمن والقوى الخارجية الإقليمية والدولية باتت على قناعة كاملة بأنه لا يوجد أي احتمال لنجاح طرف من طرفي الحرب في حسم النزاع عسكريًا.

كما أنها أصبحت على قناعة بأن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة وتداعياتها، هو الجلوس إلى طاولة المفاوضات والوصول إلى تسوية سياسية على أسس راسخة تنهي حالة الحرب وعدم الاستقرار، وتُخرج الشعب اليمني من أزمته الإنسانية التي تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العصر الحديث.

لذلك على الطرف الآخر، الذي يريد إضعاف جماعة الحوثي لإرغامها على الدخول في مفاوضات التسوية السياسية، أن يزيد من زخم عملياته العسكرية ميدانيًا، ويمنع وصول الأسلحة والمعدات من الخارج.

وهناك حاجة أيضًا للدخول في نقاشات مثمرة مع إيران، اللاعب الإقليمي الأكثر تأثيرًا في الأزمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى