وجهات نظر

> ليست شكوى شخصية، وإنما هي تؤكد أن المشكلة "عامة" بدليل أن ضحاياها كثر، وينتمون إلى وظائف ومواقع وتخصصات مختلفة.. أنتم هؤلاء الذين يشكون من "التفرقة الوظيفية" بينهم وبين آخرين يتساوون معهم في المؤهل العلمي لكنهم يحرمون من حقوقهم الأدبية والمالية التي يحصل عليها الآخرون.

هل هناك طبقة عازلة بين (الناس الذين فوق) و(الناس الذين تحت).. هل يسمع كلاهما الآخر أو يشعر به، وهل يمكن أن يستقيم وضع مجتمع لا يعترف بأن تغيير الحاضر هو الخطوة الأولى للسير نحو المستقبل، وأن بذل الجهد المستمر والتحلي بالنفس الطويل وإخلاص النوايا هو الطريق لبلوغ الغايات.

بعض المسؤولين يؤمنون بمبدأ.. ليس في الإمكان أبدع منا كان والرضاء بالأمر الواقع، وهناك البعض ممن يأملون ويصرون على تغيير الواقع وتحسينه ولا يركنون إلى الحلول السهلة؛ لأنهم يملكون أفكارًا جديدة ولهم رؤى مختلفة تمامًا عما تعودنا عليه في الكثير من أمور حياتنا.. من هؤلاء المسؤولين الذين يطمعون ويأملون ويعملون على تغيير الواقع إلى الأفضل في مجال الوزارة التي يشغلون مهام مسؤوليتها يبذل اهتمامه بالبعد الاجتماعي للعاملين الذين يعملون في الوزارة، يوفر الخدمات ويحل مشاكلهم ويستجيب لمطالبهم العادلة، فهذه أمور تحسب له إلى جانب سعيه لانتهاج الحلول الصعبة لتسيير دفة العمل في المرفق على خير ما يرام.

وشيء جيد اليوم أن المواطن أصبح يملك في الوقت الحالي القدرة على نقد الحكومة ومعارضة سياستها وأسلوب معالجتها لقضاياه ومواجهتها بمشاكله المزمنة عبر جميع القنوات المرئية والمسموعة والمكتوبة، وأصبح لا يخشى مطالبتها بتقديم استقالتها إذا عجزت عن الوفاء بوعودها.

الحقيقة أن الحكومة أصبحت في الوقت الراهن لا تستطيع من تأدية مهام أعمالها، نتيجة لكثر المنظرين والانتهازيين والوصوليين والمتلونين والفاسدين، كما لا تستطيع الحكومة المتشرذمة أن تهتم بأي مواطن في أي موقع بالتقصير لوجود عدة جهات مسؤولة تقوم الدنيا ولا تقعد إذا قال أي وزير أو محافظ أو مسؤول أن الكارثة أو المصيبة التي وقعت كانت نتيجة استهتار أو إهمال، وأصبحت الحكومة حيرانة تلتزم الصمت، وتتجاهل تلك الحادثة، وتخشى قول الحقيقة المؤلمة وتقديم الأسباب الواقعية لقراراتها؛ خوفًا من الرأي العام الأمر الذي تولد عنه ظهور سحابة سوداء في سماء العلاقة بين الحكومة ورجل الشارع ومعه قبيلته في بعض الأحيان.

الموظف العام أصبح مثل الحكومة لا يستطيع مواجهة رئيسه المباشر وغير المباشر ولا يملك القدرة على قول كلمة لا في مواجهة من بعلوه في الوظيفة، ويتفانى في قول كلمة لا ونعم وحاضر وتحت أمرك كلها طرق باب مسؤول في بعض المرافق هذا في الفترة الماضية، أما الآن وقد أصبح الموظف يتمتع بحرية الرأي وحرية الكلمة وتستطيع بقلمك وصوتك أن تجهر بالحق فوق أعلى المنابر وتصول وتجول دون أن ترتدي أي ربطة عنق ودون أن تخشى على مصيرك ومصير من تحب؛ لأن البلاد تمشي على كف القدر، الدولة في وادي والحكومة في وادي آخر ويا مال مالك مولى وتقول لوسائل الإعلام في النهاية لمن يملك القدرة على مخاطبة "المصابين بجنون العظمة" يجب عليك أن تعي قول الحكيم "إذا رأيت من أخيك عيبًا فإن كتمته عنه فقد خنته وإذا قلته لغيره فقد اغتبته وإن واجتهه به أوحشته فقيل كيف نصبح؟ فقال تعرفه عنه وتعرض به في جملة الحديث".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى