مراقبون: الهجمات رسائل حوثية لفرض الشروط في مشاورات الرياض

> عدن «الأيام» خاص:

> اعتبر مراقبون هجمات الحوثيين أمس الأحد على منشآت اقتصادية لشركة أرامكو السعودية نوعًا من الأوراق التفاوضية العنيفة لفرض شروط على خصومهم في الأطراف الأخرى، ومحاولة لانتزاع مكاسب سياسية تسبق الوفود التفاوضية على طاولة الحوار المرتقب.

ويرى المراقبون أن القدرات العسكرية للحوثيين التي ساهمت فيها إيران قد تحسنت مؤخرًا، ويبدو أنها امتلكت "أسلحة نوعية" من الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة المفخخة، ما جعلت الجماعة تشعر بأنها قد بلغت من "القوة" ما يؤهلها لتصبح رقمًا مهمًّا في توازنات الإقليم.

ويعتقد المراقبون أن الهجمات التي شنها الحوثيون على منشآت اقتصادية وحيوية في العمق السعودي، أمس الأحد ويوم السبت قد كشفت عن جانب من هذا السلوك الحوثي لمحاولة تحسين شروط التفاوض، وخصوصًا أنها لم تأتِ كرد فعل على ضربات جوية للتحالف على صنعاء، كما جرت العادة.


وقال الكاتب السياسي خالد عبدالهادي إن "الهجمات العدائية الأخيرة يمكن قراءتها بأكثر من تفسير، فهي أولًا تأكيد عملي من الحوثيين لرفضهم المؤتمر المزمع تنظيمه في الرياض".

وأضاف عبدالهادي في تعليقات نشرتها صحيفة "العربي الجديد" الإلكترونية، قائلًا إن "الحوثيين يريدون أيضًا أن يبرهنوا بتلك الهجمات على أنهم طرف في مواجهة باقي أطراف المؤتمر ورعاته"، وأن دعوتهم للاشتراك فيه كباقي الأطراف اليمنية الحليفة للمملكة "ينافي تصورهم وأحلامهم حول ما يجب أن يكونوا عليه في أي مفاوضات".

وتابع: "في ظل المخاوف المحيطة بسوق الطاقة جراء الحرب الروسية الأوكرانية، فإن إيصال النيران الحوثية إلى أكبر مصدر للنفط في العالم من شأنه أن ينعكس على الاتفاق النووي الإيراني، في ضوء التعويل على النفط الإيراني، ومن ثم التسريع في إبرام الاتفاق".


ومع تنديد إقليمي واسع بتلك الهجمات، حاولت جماعة الحوثيين تبرير ذلك بالقول إنها كانت "مجرد رد على عدوان مستمر منذ 8 سنوات، ولا يعكس نزعة عدوانية".

وذكر حسين العزي، وهو نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء غير المعترف بها دوليًا، أن السلام مطلبهم الدائم و"الحوار قيمة حضارية متجذرة في أدبياتهم وسلوكهم ومواقفهم العملية".

وقال العزي، في تغريدة على "تويتر" :"لقد رحبنا رسميًا بالحوار، ولن نتردد في الذهاب إلى أي بلد محايد فور توفر جاهزية دول التحالف (..) وما حدث بالأمس كان فقط ردًّا على عدوان قائم يطول بلادنا يوميًا وعلى مدار الساعة منذ 8 سنوات".

وعلى العكس من تبريرات المسؤول الحوثي، يعتقد الصحفي والمحلل السياسي اليمني، سامي نعمان، أن التصعيد الحوثي على الأهداف المدنية "أمر ينسجم مع طبيعة الجماعة الإرهابية العدوانية التي تمارسها في الداخل اليمني، خصوصًا حينما يقدم الآخرون بوادر حُسن نوايا لتشجيعها للتقدم خطوة نحو السلام".


وأشار نعمان، إلى أن إيران "تدفع الحوثيين بطريقة سخيفة لطلب التحاور مع التحالف وإقصاء كافة مكونات الشعب اليمني، باعتبارها طرفًا والتحالف طرفًا، وهذه طريقة تفكير بدائية تعكس عنصرية المليشيات، ومن ورائها إيران، بعدم اعترافها بالآخرين".

وقال إن جماعة الحوثي "تهدف من خلال التصعيد الأخير لاستعراض القوة أمام قواعدها في مواجهة الغليان الشعبي العارم في مناطق سيطرتها، نتيجة النهب وانعدام الخدمات، والاستثمار الفاحش في السوق السوداء.. الجماعة تريد إيهامهم بقوتها، وأنها ما زالت تهاجم خارج الحدود، وأيضًا استعراض قوة أمام مجنديها، خصوصًا بعد تعثر أي تقدم لها باتجاه مأرب واستعادة مديريات شبوة وحريب في معارك خاطفة".

وأضاف: "أمام دعوة الحوار، وجدت جماعة الحوثي نفسها أولًا بحاجة لاستعراض القوة لإثبات أن الحوار حاجة لخصومها في سياق تقديم تنازلات لها، على أنها حتى الآن لم تقدم أي رد رسمي على الدعوات، باستثناء تصريحات طائشة".

وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية موقفها من الهجمات الحوثية وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أمس الأحد إن الولايات المتحدة تندد بهجمات الحوثيين على البنية التحتية المدنية في السعودية وتدعوهم للتعاون مع الأمم المتحدة وخفض التصعيد في النزاع.

وعلق ناشطون يمنيون أمس على الهجمات قائلون: إنها نوع من التحضير للمشاركة الحوثية الفعلية في مؤتمر الرياض على الرغم من موقفهم المعلن والرافض للمشاورات التي يتبناها مجلس التعاون الخليجي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى