مشاورات الرياض.. أم تنازلات يمنية

> ربما لاتختلف دعوة التشاور التي أطلقها مجلس تعاون الخليج في حل الأزمة والحرب في اليمن لا تختلف عن تلك اللقاءات والمشاورات التي تمت خلال السنوات الماضية، ولاتختلف أيضًا عن الذي تم في الرياض.

لكن القاسم المشترك بين الدعوتين ومقر التشاور هو الرياض.

لقد فرض الحصار والعقوبات على الحوثيين منذ بدء الحرب، وتجرعت بقية المدن والمناطق اليمنية شمالًا وجنوبًا، وغير الخاضعة لسيطرة الحوثيين من نتائج الحصار وقد أسهمت العقوبات على تناسب مجريات الأحداث والوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وجعل من اليمنيين شمالًا وجنوبًا وقودًا لهذه الحرب والحصار والعقوبات، وخلفت الحرب ،ومازالت، من جثث الضحايا وقودًا بشريًا، وبنى تحتية مدمرة، وعلى غرار الحروب اليمنية، وهذه الحرب أسواها وبمشاركة حلفاء.

إذن هانحن اليوم أمام دعوة للمشاركة في لقاء تشاوري خلال الأسبوع القادم.

إدارة الرئيس عبدربه منصور هادي ،إلى الآن، لم نعلم هل لديها مشروع تقدمه لهذا التشاور، ولم نقراء أو نسمع عن أية مبادرة تقدمت بها الرئاسة أو الحكومة أو أي تيار سياسي مشارك، وماهي أجندات وأوراق هذا التشاور.

كل ماعرفناه وسمعنا به عن مخصصات مالية ومستحقات ستصرف، والكل جاهز لرفع الأيادي والتصفيق لمخرجات أعدت سلفًا، فهنيئًا لهم، والعزاء للقضية والوطن.

لذلك نقول إن من يستجدي الآخرين لا يقدم حلول لأزمته وقضيته، وبالتأكيد سيقدم تنازلات مهينة لم يحلم بها من بيده مفاتيح المال والعطايا.

فالحوثيين يراهنون على قوة تماسكهم وهم غارقون في الحرب والأزمات وليس في مقدرتهم حسم الحرب التي طال أمدها، ولكن لضعف الشرعية وحلفائها في موقف موحد من الحرب والأزمة، كما أن الحوثيين لايراهنوا على مدى أي اتفاق لسلام أوتشاور؛ لأن في جعبتهم الغاز وطلاسم يؤمنوا بها وهي في الحقيقة ظاهرة للعيان.

لذلك فإن الشمال والجنوب محاصران بكم كبير من الأزمات والتعقيدات ناهيك عن الحرب التي صارت نهايتها مستحيلة إذا ما كررنا الأخطاء بعقد مشاورات لا تقدم مشروع حل حقيقي للسلام.

إنني أدرك تمامًا أن اللقاء التشاوري المزمع عقده نهاية الشهر الجاري يكون وسط تكتم شديد عن أوراق عمل واضحة وسيعقد ضمن أجندات مرسوم لها سلفًا لا تخدم الحل السياسي النهائي ناهيك من أن الحل ليس صعبًا إن لم يكن مستحيلا.

وهذا ماينذر بالفشل.. والأيام بيننا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى