وقـفـات تـأملية

>
الحَيرَةُ

قـال أحدهم: "كنت أقرأُ قول الله تعالى ((كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ)) [ العلق:16]

والناصية هي مقدمة الرأس، وكنت أَسألُ نَفسي.. لماذا جَاءت نَاصيةٌ كاذبةٌ خاطئةٌ؟

فأرجِعُ إلى كُتب التفاسيرِ، فأَجدُ المفسرين يقولون : "لَيسَ المرَادُ أنَّ الناصيةَ كَاذبةٌ، وإنِّما المرادُ صَاحبُها".

فَقَدِمَ أحد العلماء - وهو كندي الأصل وكان ذلك في المؤتمر الطبي الذي كان في القاهرة - ببحثٍ قال فيه :"منذُ خمسين سنة فقط، تَأَكَّد لَنا أنَّ الُمخَّ الذي تَحت الجبهة مباشرةً الذي في الناصيةِ هو الجُزءُ المسؤولُ عن الكذبِ والخَطأ، وهو المكانُ الَّذي يَصدرُ منه الكذبُ ويصدرُ منه الخطأ، وأنَّ العَينَ تَرى بها والأذنَ تسمعُ منها فكذلكَ كان هذا المكانُ مصدر اتخاذ القرار، فلو قُطِعَ هذا الجزء من المخ الذي يقع تحت العَظمةِ مباشرة، فإن صَاحبه في الغالب لا تكون له إرادةٌ مستقلةٌ، لا يستطيعُ أن يَختار، يفقدُ سيطرته على نفسه، نَحن نَعلم أنََّ الروح هي صاحبةُ القرارِ، وأنَّ الروح هي التي تَرى ولكنَّ العينَ جارحةٌ، وأنَّ الروح هي التي تسمع، ولكنَّ الأذنَ جارحة، كذلك المخ جارحة، لكن في النهاية هذا هو مكان صدور القرار".

ولذلك قال الله تعالى: (لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ) أي نأخذه ونحرقه،

ثم وجدوا أنَّ هذا الجزء من الناصية في الحيوانات صغيرٌ ضعيفٌ؛ لأن الحَيوان مركزُ قيادته وحركةُ جسمه من هذا المكان أيضًا، وإلى هذا تشيرُ الآية الكريمة (مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [ هود: 56]

واليومَ في دولِ الغرب يَتحدثونَ عن جهاز يُوضعُ حول ناصية من أرادت الدولةُ استجوابهم ليدلَّ على صدقه أو كذبه، بإشارات تطلقها الناصية عند الخبر الصادق بخلاف الخبر الكاذب، فسبحان الله ربِّ العَرشِ العَظيمِ

قال تَعالى ( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) [الذاريات:21]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى