إفشاء السلام:
وقال-صلى الله عليه وسلم-: "ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس" [رواه البخاري].
إن إفشاء السلام من الأسباب التي تبعث المحبة بين الناس فقد جاء عن أبي هريرة-رضي الله عنه-أنه قال : قال رسول الله-صلى الله عله وسلم–: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم" [رواه مسلم].
وإفشاء السلام لا يختص بالمسلم المعروف لدى المسلم، بل هو لكل مسلم عرفته أولم تعرفه، وحسبك أنك تظفر من ذلك بحسنات تجدها ذخرًا ونصيرًا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ومعاني السلام كلها معاني جميلة تدل على المودة، والمحبة، والوصال، ولذلك نهى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-عن ضد هذه المعاني فقال:"لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكنوا عباد الله إخوانا، ولا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" [رواه البخاري].
إن هذا الخلق النبيل من الأخلاق المؤسسة لصرح السعادة في القلوب، والطمأنينة في الصدور، وهي من الأخلاق التي قلَّ من الناس من يوفق إليها، لا سيما في هذا الزمن ،رغم أنها باب من أبواب الفلاح، ومفتاح من مفاتيح العزّة.
فعن عبد الله بن عمرو-رضي الله عنهما-أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال: "قد أفلح من أسلم، ورزق كفافًا ، وقنعه الله بما آتاه" [رواه مسلم].
وعن فضالة بن عبيد-رضي الله عنه-أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "طوبى لمن هدي إلى الإسلام ، وكان عيشه كفافًا ، وقنع"[ رواه الحاكم ، وصححه الألباني].
والقناعة عباد الله: خلق ينشأ من صفاء الإيمان في القلوب، والرضا بقضاء الله وقدره، والجزم بأن الحرص والشحَّ والبخل لا يزيد في الرزق، ولا ينقص منه، فالله -جل وعلا- قد قسم الأرزاق في الأزل، وقدرها وكتبها وما كتبه الله لا يمحى.
ثم اعلم أخي الكريم: أن المقصود من الأشياء نفعها لا ذاتها، فليس المال مقصودًا لذاته، وإنما لما وراءه من النفع، وإنما يقصد بالمال تحقيق الغنى والسعادة، وليس المال هو ما يحقق ذلك، وإنما القناعة والرضا هي التي تحقيق السعادة والراحة.
فعن أبي ذر-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا ذر! أترى كثرة المال هو الغنى؟" قلت: نعم يا رسول الله، قال: "فترى قلة المال هو الفقر؟" قلت: نعم يا رسول الله، قال: "إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب"[ رواه ابن حبان، وصححه الألباني].