جروندبرج: ثبات الهدنة منوط بـ«إرادة الأطراف المتحاربة»

> عدن «الأيام» خاص:

> عقد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج ظهر يوم أمس مؤتمر صحفي عبر الإنترنت من مكتبه في العاصمة الأردنية عمّان شدد فيه على أهمية الهدنة المتفق عليها بين التحالف العربي والحوثيين على الرغم من أنه وصفها بالهشة.

وقال جروندبرغ، إن الهدنة تمثل "لحظة ثمينة، إلا أنها عرضة للخطر أيضًا".

وأضاف: "تقدم هذه الهدنة نافذة صغيرة، إلا أنها مهمة، يمكن من خلالها البدء بعكس مسار الواقع الصعب، ولا بد من التأكيد على أن البناء على اتفاق الهدنة لدعم اليمنيين في شق مسار نحو السلام إنما هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الأطراف ودول المنطقة والأمم المتحدة والمجتمع الدولي".

وأكد المبعوث أن نجاح الكثير من الخطوات القادمة يتوقف على تلك الجهات، ولم يكن الاتفاق ليكون ممكنًا دون دعمها، معربًا عن امتنانه إلى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والسعودية وسلطنة عُمان على دعمها الكبير للمبادرة الأممية.

وشدد جروندبرغ على ضرورة أن تشارك جميع الأطراف بحسن نية وبشكل بنّاء ودون طرح شروط مسبقة في حوار حقيقي بغية إنهاء النزاع، محذرًا من أن العمل المشترك بين الأطراف المتحاربة من أجل تحقيق السلام يتطلب إرادة سياسية حقيقية.

وتابع: "أود أن أذكر بأنّ هذه الهدنة هي مهمة لكن هشة أيضًا، وعلينا أن نحرص على اغتنام هذه الفرصة التي تقدمها لنا الهدنة بأفضل ما يمكن للعمل نحو إنهاء النّزاع. إن هذين الشهرين سيكونان اختبارًا لالتزام الأطراف بالوصول إلى حل سلمي للنزاع يعلي أولويات الشعب اليمني واحتياجاته".

ويتضمن اتفاق الهدنة بعض التدابير الإنسانية المهمة، مثل دخول 18 سفينة من سفن الوقود إلى موانئ الحديدة، وتشغيل رحلتين جويتين تجاريتين في الأسبوع إلى مطار صنعاء ومنه، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح طرقٍ في تعز وغيرها من المحافظات لتسهيل حرية الحركة للمدنيين في اليمن.

وقال جروندبرج إن هذه "هي الهدنة الأولى في اليمن على مستوى البلاد منذ ست سنوات، وهي لحظة ثمينة، إلا أنها عرضة للخطر أيضًا. فعلى مدى ما يزيد عن سبع سنوات، عانى اليمنيون من خسارة لا يمكن تخيلها ومن ظروف حياتية صعبة بشكل يصعب تصديقه. فقد خلَّف النزاع ندوبًا مسّت كل جانب من جوانب الحياة، يمكن تمييزها في الأسواق والطرق والمدارس والمحاكم والمشافي والبيوت".

وعلى الرغم من انخفاض مستوى العنف منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ اعترف جروندبررج بـ"وجود بعض النشاطات العسكرية العدائية حول مأرب، وتلك الأعمال تمثل مصدرًا للقلق. ونحن الآن نعمل على إنشاء آلية للتنسيق بين الأطراف من أجل المحافظة على قنوات اتصال مفتوحة بين الأطراف ومساعدتهم في الحيلولة دون وقوع الحوادث أو تهدئتها وإدارتها في حالة وقوعها، وذلك دعمًا لالتزامهم بوقف جميع العمليات العسكرية العدائية وتجميد مواقعهم. ونأمل أن يعزز ذلك من الهدنة. لكنَّ الأمم المتحدة لا تقوم بالمراقبة، فمسؤولية الالتزام بالهدنة تقع على عاتق الأطراف أنفسها".

واختتم جروندبرج مؤتمره الصحفي بالقول: "إنَّنا ما زلنا في الأيام المبكرة من الهدنة. وفي أي هدنة، الأيام المبكرة هي الأكثر حساسية. لذلك آمل أن يبقى الأطراف على ثبات في التزاماتهم لإنجاحها. علينا أن نبني الثقة. ولن يكون ذلك بالأمر الهيِّن بعد أكثر من سبع سنوات من النِّزاع. وستكون إرادة الأطراف المتحاربة ودعم المنطقة والمجتمع الدولي من أهم عوامل ثبات الهدنة والمحافظة على الزخم وتحقيق إمكانية المضي قدمًا نحو عملية سياسية والتوصل إلى نهاية شاملة سلمية مستدامة للنِّزاع".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى