اليابلي ومتاعب السلطة الرابعة

> إن الشعوب والأمم وهي في طريق سيرها الحياتي تحتاج فيما تحتاج إليه إلى الكلمة التي تعبر بها عن التفاعلات التي تحدث بداخلها سواء أكانت هذه التفاعلات تؤثر تأثيرا إيجابيا في إغناء خط السير هذا او أن تؤثر تأثيرا عكسيا فيه، فالمهم أن تكون هناك وسائط ووسائل تعبر عنها الأمم والشعوب بواسطتها عما تواجهها من أحداث وتطورات ومصاعب وأحد هذه الوسائط هي الصحافة..(السلطة الرابعة).

إن سر نجاح الصحافة هي حب وخدمة الناس، ولكل زمان آية، وآية هذا الزمان هي الصحف، لسان البلاد ونبض العباد وكهف الحقوق.. وسر توفيقها هي خدمة الناس أن ينطلق الصحفي من نية خالصة لله تعالى وعن رسولنا الأكرم( صلى الله عليه وسلم ) ؛ إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل أمرئ ما نوى _ صدق الرسول الكريم.

والمعروف أن الصحافة والعاملين فيها يعانوا ما يعانوا من المشاكل والمتاعب لما لها صعوبة إرضاء الناس وايضا ما ينالوا من عداوات من الأنظمة المتخلفة الشمولية والقبلية والدكتاتورية..

والمغفرة له بأذن الله أستاذنا والصحافي الكبير نجيب محمد اليابلي رحمة الله تغشاه كان مدركا تلك المتاعب والمصاعب التي سوف تقابله وبالرغم من ذلك أعطى لنفسه عهد امام الله سبحانه وأمام الناس وانه قادر على تحملها بكل شرف ومهنية ولن يضعف مهما حصل..

من هنا تتصاغر جميع النقاط التي أوردناها سابقا والتي سنوردها بعد ذلك بجانب الميزة التي حازها فقيدنا (أسد الصحافة العدنية) الأستاذ الكبير اليابلي رحمه الله، فلقد أختار هذه المهنة المتعبة، الصحافة، ليخدم الناس دون استثناء ويخدم قضية القضايا الجنوب..

إن الطريق الذي سلكه كان يدل بكل وضوح شجاعته ونبله وذكائه فلقد حظي ببغيته التي سعى لها طويلا.. وحتى تكتمل الصورة عنده ويبلغ هدفه اختار جريدة الأيام وأسرتها الكريمة وكان يعلم مسبقا أهمية مؤسسة الأيام لما لها من مواقف وطنية ومصداقية لدى الناس والوطن وانتشار واسع على المستوى الداخلي والخارجي إقليميا ودوليا، وكان واثقا من الحرفية والمهنية والعلمية التي تحظى بها الأيام والقائمين عليها ولهذا وفق في الاختيار منبرا وصوتا عاليا لإيصال مشاكل ومعاناة المظلومين إلى الجهات المعنية..

والتأريخ خير شاهد منذ جيلها الأول والمتمثل بعميدها ومؤسسها الوالد والأستاذ المغفور له بأذن الله محمد علي باشراحيل رحمة الله ومواصلة جيلها الثاني الذي استمر على نهج المؤسس وهما المغفور له بأذن الله الأستاذ والصحافي الفذ هشام محمد علي باشراحيل رحمة الله ومدير تحريرها السابق و رئيس تحريرها الحالي الأستاذ تمام باشراحيل اطال الله في عمره ومتعه بالصحة وواكب فقيدنا أبا جهاد الجيل الثالث الحالي المتمثل برئيس تحريرها الحالي مع الأساتذة الذين كسبوا خبرة المهنة وساروا على خطى المؤسسين السابقين وهم باشراحيل وهاني ومحمد هشام باشراحيل متعهم الله بالصحة وطول العمر...

ومما سبق شكلت جريدة الأيام وأسرتها الكريمة مع استاذنا الصحافي والإعلامي اللامع اليابلي ومع كوكبة من الكتاب والصحفيين المشهورين وأذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ الكبير المغفور له بأذن الله صاحب عمود كركر جمال عبده حسين أحمد الله يرحمه والكاتب الكبير والصحفي أستاذ التاريخ اخي وصديقي الدكتور هشام محسن السقاف متعه الله الصحة وطول العمر وغيرهم من الكتاب والصحفيين الذي اعتذر عن عدم ذكرهم لضيق الحيز..

معرفتي بالكاتب الكبير اليابلي رحمه الله كانت في اوائل عام 2002 م وقتها كان عصرا وهنا لابد أن احكي الطريقة التي تعرفت من خلالها عليه.. كنا حينها مقيلين في مجلس ديوان الايام بمعيه الأصدقاء والزملاء وعلى رأسهم المغفور له بأذن الله الأستاذ هشام باشراحيل رحمة الله الذي كان يتواصل مع أحد السائقين العاملين في المؤسسة ويوجه بأن يذهب لأبي جهاد لمدينة الشيخ عثمان ويحضره للديوان حالا بعد نصف ساعة من الزمن اقبل علينا من باب الديوان رجل متوسط القامة ضعيف البنية في الخمسينات من عمره وكان يحمل حقيبة وبعض الأكياس وبعد ابداء السلام والتحية توجه مباشرة للمقعد المخصص له الذي كان بجانب استاذنا ابا احلام ، وقام بفتح الحقيبة والتي كانت تحمل عدة حقائب صغيره وكل من تلك الحقائب تحمل بداخلها العدة التي كما كان يحلو له تسميتها مثل أقلام الرصاص والحبر بعدة الوان ومبراة لاقلام الرصاص وممحاة للرصاص وبيضاء لمحو الحبر ومجموعة من الكتب والصحف وبعض المسودات للكتابة..

استطيع القول لم أشاهد قط في حياتي إنسان يملك النشاط والحيوية مثله وبدأت الجلسة الرائعة في الديوان ونستمع لتبادل الحديث بينه وبين أبي باشا وأبي احلام ومع الجميع مع تبادل بعض النكات المتعددة والحكايات المختلفة وكلنا منصتين ونستمع ونستمتع بالجلوس مع تلك القامات والهامات العدنية التي لا نمل من جلوسنا معهم.. الكلام يطول ويطول مع أبي جهاد وحكايته التي لايمكن لعدة كتب ان تحملها..

كاتبنا الكبير كان متعدد المواهب ككاتب وأعلامي وصحفي وكإنسان لطيف العشرة طيب الخصال محب وخدوم للناس..

الجدير بذكرة كنت من المعجبين بكل ما يكتبه ويسطره في جريدة الأيام وأجمل ما يعجبني كان مقالة رجال في ذاكرة الايام وأعتقد أن اليابلي وجريدة الأيام أنصفوا رجال كثر لم تنصفهم الدولة أكانت قبل او بعد الوحدة ولولاهم لما تعرفنا على تلك الهامات المحترمة ممن لقى نحبة ومنهم ممن مازالوا يعيشون بيننا..

رحمة الله تغشاه وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وحمد لله والبقاء لله والصبر والسلوان لأسرته ولأهلة ولذويه ولأسرة الايام ولنا جميعا ولعدن خاصة..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى