مساع سعودية للخروج من مأزق اليمن وتحميل المجلس الرئاسي مرحلة جديدة من الحرب

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> تنازل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن السلطة لمجلس رئاسي، الخميس، في خطوة مفاجئة جاءت بترتيب ودعم سعودي.

وعارض الحوثيون المدعومون من إيران بشدة الرئيس، الذي كان في السلطة لمدة عقد من الزمن، ونائبه، الذي أطيح به أيضًا.

وجاءت هذه الخطوة بعد أيام فقط من اتفاق التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين على هدنة لمدة شهرين بوساطة الأمم المتحدة، وهي الأولى من نوعها منذ عام 2016.

ورأى مراقبون أن هذا زخم جديد لإنهاء الحرب المستمرة منذ 7 سنوات.

ولكن لماذا إذن رفض الحوثيون المجلس الرئاسي الجديد؟ يقول محللون إن المجلس يعد إشارة إلى محاولة لتوحيد صفوف الجماعات المتباينة المناهضة للحوثيين تحسبًا لفترة من تصعيد المواجهة.

وبعد فترة وجيزة من إعلان "هادي"، نشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" مقطع فيديو للحاكم الفعلي للسعودية ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" وهو يحتضن المجلس اليمني الجديد ورئيسه"رشاد العليمي" في العاصمة الرياض.

وتمت هذه الخطوة على أرض سعودية بمباركة سعودية.

بعد ذلك، تعهدت السعودية والإمارات بتقديم 3 مليارات دولار لليمن، حسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية الخميس.

كما أعلنت المملكة أنها تقدم 300 مليون دولار لصندوق الإغاثة الإنسانية التابع للأمم المتحدة لليمن ودعت إلى عقد مؤتمر للمانحين لدعم الدولة التي مزقتها الحرب.

وانتقد كبير المفاوضين الحوثيين "محمد عبدالسلام" الخطوة ووصفها بأنها مهزلة و"محاولة يائسة لإعادة هيكلة صفوف المرتزقة لدفعهم نحو مزيد من التصعيد".

وقال "جريجوري جونسون"، الزميل غير المقيم في معهد بروكينجز، العضو السابق في فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن: "هذا مجلس تم تشكيله أساسًا في السعودية".

وقال "جونسون" لشبكة CNN إن المجلس المؤلف من 8 أعضاء عبارة عن مجموعة مختلطة من الشخصيات ذات وجهات النظر المتعارضة بشدة بشأن اليمن، حيث "اشتبك العديد منهم أو تقاتلوا مع بعضهم البعض في السنوات الأخيرة". لكن هناك أرضية مشتركة توحدهم: وهو النفور من الحوثيين.

ووصف كبير محللي شؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية "بيتر سالزبري"، تشكيل المجلس بأنه "أهم تحول في الأعمال الداخلية للكتلة المناهضة للحوثيين منذ بدء الحرب".

وكتب على "تويتر": "كيف سيعمل هذا في الواقع؟ سيكون معقدًا على أقل تقدير".

ويمزق الصراع اليمن على مدى السنوات السبع الماضية، ما جعله يتحول إلى ما وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ويحتاج أكثر من 80 % من سكانها إلى المساعدة، ويتفاقم الجوع الآن بسبب اضطرابات الإمدادات الغذائية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقالت "سينزيا بيانكو"، الزميلة البحثية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "لقد أدركوا [السعودية] أنهم بحاجة إلى القيام بخطوة كبيرة للغاية لتوحيد التحالف المناهض للحوثيين". "لذا، فهذه بالتأكيد بادرة تجاه الحوثيين، لإظهار أن الجبهة المناهضة للحوثيين والتي كانت منذ فترة طويلة منقسمة ومشرذمة للغاية هي نوع من البحث عن حياة ثانية جديدة".

واجتمع وزراء دول مجلس التعاون الخليجي، الخميس، وأعربوا عن دعمهم للمجلس الرئاسي، وكذلك بدء مفاوضات مع الحوثيين المتحالفين مع إيران تحت إشراف الأمم المتحدة "للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل".

كان الباحث "جونسون" متشككًا في قدرة المملكة على توحيد أعضاء المجلس، وقال:"إن العديد لديهم آراء متعارضة تمامًا بشأن اليمن".

وأضاف: "السعوديون يحاولون بشكل أساسي إعادة الجميع إلى نفس الصفحة، لكنني أعتقد أن الجني خرج من القمقم ولا أعتقد أن السعودية ستكون قادرة حقًا على فرض أي نوع من العمل الموحد أو وحدة الهدف على هذه المجموعات".

وبينما كان هناك حديث مؤخرًا عن شهية متجددة لإنهاء الصراع، تعتقد "بيانكو" أن هذه الخطوة تبشر بالعكس.

وحدثت الهزة اليمنية مع وصول المحادثات النووية المتجددة بين إيران والغرب إلى مرحلة متقدمة، وتساور السعودية وجيرانها في الخليج مخاوف بشأن صفقة محتملة، وتوقعوا أن العودة إلى الاتفاقية النووية لعام 2015 ستشجع إيران على توسيع أنشطتها في الشرق الأوسط.

وقالت "بيانكو": "علينا أن نقر بأن السعودية تتوقع تصعيدًا في اليمن بعد توقيع الاتفاق النووي، وتحاول أن تفعل أي شيء في وسعها لتكون أكثر استعدادا لمواجهة تصعيد على عدة جبهات إقليمية بقيادة إيران الأكثر جرأة".

وقال "جونسون" إنه من الصعب القول ما إذا كانت عملية التغيير "خطوة إلى الأمام أو خطوة إلى الوراء" في السعي لتحقيق السلام في اليمن. وأضاف:"من الصعب تخيل عودة اليمن مرة أخرى كدولة واحدة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى