هادي يسقط ضحية الاضطرابات والعثرات

> دبي «الأيام» رويترز:

> سعى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي فوض سلطاته لمجلس قيادة رئاسي أمس الخميس، للاحتفاظ بالسلطة من حيث يقيم بالسعودية.. لكن مساعيه كبلها خصوم وحلفاء على حد سواء، في حين تعثرت أغلب محاولاته لزيارة بلاده.

أقال هادي أيضًا نائبه بعد محادثات يمنية في الرياض سعت لتعزيز جهود تقودها الأمم المتحدة لإحياء المفاوضات السياسية من أجل إيقاف رحى حرب مريرة دائرة منذ سبع سنوات. وأعلنت السعودية عن دعم مالي بثلاثة مليارات دولار بعد هذه الأنباء.

مطامح هادي تلقت أول ضربة من الحوثيين المتحالفين مع إيران الذين أخرجوه من العاصمة اليمنية صنعاء في أواخر 2014، ثم ضربة أخرى من انفصاليين جنوبيين مدعومين من الإمارات - كانوا يوما حلفاء - سيطروا مرتين على عدن، المقر المؤقت لحكومته.

وأبقته السعودية على رأس القيادة للحفاظ على الحكومة المعترف بها التي تدَخّل تحالف بقيادة المملكة نيابة عنها ضد الحوثيين في مارس 2015. لكن الإمارات لم تتقبل تحالفه مع حزب التجمع اليمني للإصلاح.

ويقول محللون إن هادي (76 عامًا) صار معزولًا إلى حد كبير عن العالم الخارجي، معتمدًا على مجموعة صغيرة من الأقارب والحلفاء ليكونوا سمعه وبصره.

قالت مجموعة الأزمات الدولية "الدعم الأكبر لهادي يعتمد على رمزيته أكثر من شعبيته.

"أصبح الرئيس بالنسبة لكثير من اليمنيين رمزًا لمُثُل انتفاضة 2011 والفترة الانتقالية التي تلتها".

انتقل هادي، وهو قيادي سابق بالجيش من جنوب اليمن، إلى الشمال وسط اضطرابات سياسية في الداخل عام 1986. وترقى ليصبح نائبًا للرئيس آنذاك علي عبد الله صالح الذي وحّد شمال اليمن وجنوبه في 1990.

تولى هادي قيادة الدولة المنهارة بعد احتجاجات الربيع العربي في 2011 التي أطاحت بصالح الذي قُتل لاحقًا في 2017 أثناء محاولات لتغيير الولاءات.

كان هادي هو الاسم الوحيد المطروح في انتخابات عام 2012 التي كانت تهدف إلى شد عضد اليمن ذي الأغلبية السنية خلال انتقاله إلى ديمقراطية ترعاها قوى غربية وإقليمية بقيادة السعودية المجاورة.

لكنه بعد أن تولى قيادة بلد يئن من الفوضى، واجه تحديات كبيرة في فترة كان من المفترض أن تكون إشرافًا لمدة عامين على الانتقال.

كان الاقتصاد ينهار، ووجّه تنظيم القاعدة ضربات إلى الجيش والدولة، فيما تفاقمت النزعة الانفصالية بالشمال متمثلة في الحوثيين الشيعة وبالجنوب عبر الانفصاليين.

ولمّح هادي إلى أن رئيسه السابق صالح لم يبذل أي جهد لمساعدته في مواجهة مجموعة السياسيين والمسلحين المتناحرين.

وقال بعد سقوط صنعاء في أيدي الحوثيين في 2014 إن هناك مخططًا وتحالفات بين أصحاب مصالح سابقين يتوقون للانتقام.

وتسببت الحرب التي تلت ذلك بين الحوثيين والتحالف بقيادة السعودية في مقتل عشرات الآلاف ودفعت اليمن إلى شفا المجاعة.

ومثل الحكومة الشمولية السابقة، واجهت حكومة هادي نفس اتهامات الفساد وسوء الإدارة من جانب الحوثيين ومن يفترض أنهم حلفاء على حد سواء.

الهروب من صنعاء

فشل هادي في بناء قاعدة نفوذ خلال العقود التي قضاها في الخدمة العسكرية، وبعد توليه السلطة أطلق "حوارًا وطنيًا" لصياغة دستور جديد، لكن الأمور سرعان ما خرجت عن نطاق السيطرة.

فقد قوّض جيش صالح وحلفاؤه بالحكومة العملية الانتقالية، فيما أقام أعضاء تنظيم القاعدة دويلة صغيرة وروعوا صنعاء بتفجيرات أكثر دموية.

وسيطر الحوثيون على صنعاء بمساعدة وحدات الجيش الموالية لصالح، وأجبروا هادي على تقاسم السلطة، وحينما اقترح الحوار الوطني دستورًا اتحاديًا، رفضه كل من الحوثيين والانفصاليين في الجنوب لأنه يقوّض نفوذهم الجديد.

واعتقل الحوثيون هادي في أوائل 2015 لكنه تمكّن من الهرب وفر إلى مدينة عدن الساحلية الجنوبية حيث لاحقه الحوثيون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى