الأصل والصورة

> مشاورات وما خاب من استشار.. هكذا قالت العرب، لكن كيف لمن لا يستشار من كبار صناعه أن يستشير رعية من صنع يديه ومن ضمن أملاكه.

السياسة لدى الحاكم العربي مال وشراء ذمم أولا.. وثانيا وثالثا دغدغة أحلام، وتدوير رابعا لمخرجات الصراعات التي كان منتجا وممولا ومحركا لجوجلها وخامسا العمل على إعادة تدوير وجوه القوة التي صنعها بالمال ليوظف ما هو كامن وراسخ في الذهنية الدون وطنية عبر صيغ وأشكال ومسميات عدة، حيث أدرك من تجاربه من بيده الحل والعقد بعد ان لعب لعبته عبر أطراف استجابت لطروحاته تلك التي تسعى في جوهرها اولا لتحقيق مصلحته المطلقة بجذورها التاريخية التي لم تغادر مفهومها المبني على أن كيانا ممزقا ضعيفا في الجوار خير من كيان له معنى ووجود في السياسة والجغرافيا واليمن الجيوسياسي القوى امر ملغي ليحل محله كيان هزيل جرى ويحرى تمزيق أوصاله وإضعاف مكونات قدراته ويتم على الأرض استحداث احداثيات سياسية وعسكرية مذيلة بتواقيع أما ولاية الفقيه أو وصافة المرشد أو عبر تمظهرات مخادعة أو عبر أشكال ذيلية استعد بها المخرج الممول مستوحاة من مسميات جذر القبيلة والفخيذة وتمت الاستعانة بفرق غارقة بالوحل والوهم المناطقي والطائفي وجرت عملية ممنهجة لتمزيق الممزق وتمت صناعة أشكال ومسميات جاهزة للخدمة عند الطلب وظلت البلاد رازحة تحت رحمة من شوه الصورة وتحت رحمة من قبل أن يلعب دور الكومبارس بالقطعة والجملة ولذا كان الطرف الآخر بصنعاء يتمدد ضمن لوحته المتماسكة وضمن دائرته المغلقة مذهبيا وهو امر خطير وقاتل لا يمكن قبوله وطنيا من قبل من كان واستمر هذا المكون المتماسك بمواجهة كربونات بهتت صورتها وضعف وتآكل أصلها نقصد بذلك الشرعية بمحمولاتها التي خاضت المواجهة تحت مظلتها ورايتها المنخورة بالتأكل والفساد والضعف والارتهان و تحت مظلة الممول المحرر الذي اريد له أن يكون محررا بينما كانت له مأرب آخري كان يدركها جيدا ويعمل على انجاحها بينما كان يتعامى عنها من يفترض به الدفاع عنها والذود عن معانيها الوطنية السامية وهكذا ضاعت سيادة وطارت جزر وفي نهاية المطاف يتكون المشهد الأكثر درامية حيث تحول المدمر إلى منقذ يبحث ويصول ويقرر التوصل إلى صيغة للخلاص النهائي للمأساة التي صنعها عبر أدوات استضعفها و قرر إعادة استخدامها و أن يمنحها ثقة لم تكن تملكها طيلة سنوات الحرب والخراب حين كانت اما رهينة المحبسين أو كانت حبيسة صراعات جانبية اضعفتها ولم يكن الممول ببعيد عنها بل كان كامنا في عمقها للأسف ظلت شريدة حبيسة تقرأ ما بين سطور الحرب وتغير دلالاتها ونتائجها لصالح طرف صنعاء الذي كان يقرأ ما بين السطور ويستفيد من تفاقم عناصر الضعف والتشظي حتى وصل به الامر مهاجمة الممول بعقر داره التي كان يستضيف بها من استعان بهم للتشاور في امر قائلا لهم اذهبوا أنتم اهل مكة وأهل مكة ادرى بشعابها ولكنه كان يدرك ويعلم علم اليقين أن الامر برمته لم يخرج عن لعبة متقنة تمثلت أولا بالمجيء بمن سيكونون مجرد كربون بينما الأصل.. الصورة تتحرك في مكان آخر عبر المخرج الذي أجاد اللعبة ليس لأنه عبقري بل لأن عرابييه الكبار خذلوه لأن مصالحهم باتت تتطلب تدوير الزوايا صوب مفتاح الحل مع طرف صنعاء لذا تدفقت المغريات تغري الحوثي كي يدخل الزريبة عبرة قناة سرية صولجانها ممتد من سلطنة عمان لمداولات الملف النووي لمغادرة الموقف البريطاني المتابع والتابع لمؤشرات الموقف الأمريكي المربك للوضع السعودي وخاصة المربك لموقف انتقال سلس للسلطة لولي العهد لان مقاطعة بايدن له طالت وهو المحاط بسيل من الهموم السياسية والاقتصادية والامنية والتي تتطلب بالضرورة إعادة ترتيب الأولويات إذا طال الارباك الامريكي ومن هنا كان القرار الحاسم بضرورة التغيير لمسار الحرب الخاسرة باليمن ولتكن ببركة الله بالصيغة التي تمت عبر مناقلة وتغيير وجوه و أدوار فبدلا من السعودية يأتي مجلس التعاون الخليجي ليطلق مبادرته الثانية التي كانت الأولى تتويجا للرئيس عبدربه إذن فلتكن الثانية إذلالا وإن كانت إخراجها في صورة أكثر تحافة وبهجة ليعاد تكريس المشهد الدرامي حيت يسحب البساط من تحت قدمي شمشون ويسلم امر دليلة بلادنا اليمن لمن تم اعدادهم لما هو أهم وليعاد تهشيم الصورة ولكن بإخراج بارع وليتولى الضحية نفسه حكم الاعدام باسما للمقصلة ليصور بأنه بطل اللحظة التاريخية المنقذ للوطن من حمام دم بينما كان رهين المحبسين طيلة سنوات الحرب مقيد تحت الحصار للأسف مستكينا لذلك بعيد عن شعبه المقتول وعن بلده المدمر وضمن جوقة أحدها كان يبطل ويثنى ولا يتكلم بما يخدم مصلحة الوطن وجوقات أخرى كان يجري اعدادها وتخليقها وكل ذلك تم زجه شكلا في إطار المشاورات ولكن خارج هذا الشكل الفضفاض كانت هناك ترتيبات أخرى هي الجوهر وهي المصادفة التي قرر عبرها الإعلان عن المفاجأة التي كانت مفاجأة للجميع ما عدا لمن أعدها ورعاها وفرضها هدية أولى أيام شهر رمضان المبارك.

وماذا بعد ذلك.. قد تشكل المجلس الرئاسي وشكلت لجانه المساعدة وحظى الأمر كلة بمباركة مباركة معها مكرمة المليارات من ولي العهد قائلا لهم بعد ذلك اذهبا انتما وربكما وحاربا وفاوضا الذي تنهال عليه التنازلات وهو يرفض لأنه يريد المزيد والمزيد ولأنه يدرك اين مربط الفرس سيظل يرفع السقف عاليا علما بأنه صاحب مشروع حرب وليس صاحب مشروع وطني متكامل يحسن اختيار اللحظة التاريخية التي تغلق ملف الحرب لصالح مشروع تنموي وطني متكامل وذلك ما نرجوه منه بهذه اللحظة التاريخية.

هنا نقول هل سيدرك جميع الذين أوتي بهم اين مربط الفرس في رحلة الألف ميل التي كانت بدايتها خطوة تتبقى أمامها الميات من الخطوات التي يفترض على قادتها السبعة مع قايد الفيلق إدراك أن الأمر مرهون بمغادرة ساحة كل المنغصات والمشاحنات وتصنع الاختلافات وصولا لهدف واضح لا لبس فيه ولا توضع أمامه المزيد من المصاعب والاشكالات تقود نحو هدف واح يقود ويودي للدخول في معترك بناء دولة حقيقية لشعب جرى إضعافه وافقاره وتمزيقه والعبث بسيادته عمدا ومع سبق الاصرار ومن قبل كل من أوكلت لهم هذه المهمة الصعبة المعقدة سواء بالشرعية أو كانوا بصنعاء كانوا الصورة الباهتة التي انقلبت اولا بصنعاء أو كانوا من ذهبوا للحرب غير مدركين مآلاتها أو كانوا الممولين الذين استسهلوا الحرب ولم يدركوا معانيها الأبعد.

يقولون: تفاءلوا بالخير تجدوه.. سنتفاءل ولكن ليس إلى درجة الصمت القاتل.. البلد بلد الجميع، ومتى ما شعرنا ووجدنا آثارا ودلائل على ذلك في سياسات وخطوات تتخذ تتحقق على الأرض ونلمس جذورها الوطنية تعبيرا عن مفهوم الوطن للجميع وفي جميع مفاصل وهياكل الدولة دون إلغاء وتهميش بل إشراك حقيقي لكل كفاءات الوطن من قبل من أوكلت لهم المهمة عند ذلك سيكون للتفاؤل معنى وستشعر أن دماء جديدة قد تم ضخها بالجسد والكيان الوطني المعبر عن الجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى