عدن وخطر الفكر المتطرف

> أثار الإعلان عن إحياء فعالية فنية رجالية راقصة في أيام عيد الفطر المبارك سينظمها مجموعة شباب من مدينة عدن بجهود فردية أرادوا من خلالها الاحتفاء بإظهار عدد من الرقصات الشعبية المستوحاة من التراث والفلكلور اليمني، ردود أفعال متباينة بين مؤيد ومناوئ.

البعض ذهب بأفكاره لأبعد من ذلك حين أعطى هذا الموضوع صبغة دينية، وتحول إلى ناصح أمين، ومزمجرا ومتوعدا بتغيير ما -سماه- بالمنكر، وكأن الإبداع والفن والدعوة إلى المحبة والسلام، قد بات خطرًا على الإسلام، لكن هؤلاء المتزمتين والمتحدثين بمسمى الدين لا نجدهم حين يتعلق الأمر بالمنكرات الحقيقية التي تحدث في عدن من لعن وسب وطعن في أعراض النساء، ومن ظلم وضيم يلحق بالفقراء، ومن استبداد واستعلاء على البسطاء، والتحريض بالتحريم والتجريم من على المنابر والجوامع على الحفلات والفن والغناء، وللأسف يراد من خلالها ومن خلال العقول المتطرفة أن تصبح عدن (كابول جديدة)، و(إمارة داعشية)، تغذيها الأفكار الإرهابية، وتحكمها أساليب الترهيب (المتأسلمة).

تلك الأفكار والقناعات التي أغرقت عدن في بؤرة الانهيار والدمار، وطمرتها بالوغى والردى، وجعلتها مرتعًا لسفك الدماء دون استثناء بإباحة دم كل مسلم، بسبب لغة التكفير، والأخرى بلغة التخوين، بل الإفتاء بقتل كل شخص حتى ولو كان يردد (الله أكبر) بحجة الكفر والردة وكله باسم الدين.

إن الخطر الذي يحدق بعدن هي تلك الأفكار التي أعطت لنفسها حق الحديث باسم الإسلام، والتشدق بمفاهيم الدين تحلل ما تريد تحليله، وتحرم ما تريد تحريمه، وتصادر حق الناس من الفرح والبهجة، وتتوعد كل من يريد أن يتأمل ويتفاءل في الحياة، وكأن مفاتيح الجنة والنار بأيديهم.

إن الخطر الحقيقي على الإسلام هو ممن يدعون الغيرة عليه، فيما يفعلون الكثير من الكبائر سرا ضد قيمه وأخلاقه، يذبحون من يذبحون، ويقتلون من يقتلون.

نقول لأولئك المرجفين من أصحاب العقول المتطرفة والقناعات المتزمتة: عدن مدينة للفرح والسعادة، مدينة للإنسانية والسلام، لماذا تريدون قتلها مرة باسم السياسة ومرة باسم الدين؟

الديسة منابرنا تحولت اليوم إلى أبواق منفرة تدعو إلى التكفير والتعزير والتشهير واللعن والطعن والوطء بأعراض النساء، أليس خطر الفكر المتطرف والسلوك العدائي والتدخل في خصوصيات الناس والترويج للأحاديث الضعيفة والافتراء على الله ورسوله بالكذب من قبل هؤلاء المارقون باسم العقيدة والدين، هو الخطر الحقيقي بعينه الذي يحدق بعدن واليمن قاطبة؟

دعوا عباد الله لخالقهم، واهتموا بأنفسكم وأهلكم فقط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى