​جوع ومرض وتشرد..

> زنجبار «الأيام» خاص:

> مخيم حصن شداد نموذج سيء لسياسة المنظمات الإغاثية
مأمور زنجبار يخلي مسؤوليته ويعلق على أوضاع النازحين بـ"الصادمة"

مخيم حصن شداد في مدينة زنجبار بأبين يضم حوالي 80 أسرة نازحة من محافظة الحديدة، يقاسون فيه أصعب الظروف الحياتية بصورة يومية.

مأمور زنجبار يخلي مسؤوليته ويعلق على أوضاع النازحين بـ"الصادمة"
مأمور زنجبار يخلي مسؤوليته ويعلق على أوضاع النازحين بـ"الصادمة"

أعمال المنظمات الإغاثية الدولية والمحلية لم تعرف طريق الوصول إلى هذا المخيم، على الرغم من أن الأسر النازحة تسكنه منذ أكثر من ثلاث سنوات، فهم يعيشون ظروفًا صعبة ومعقدة للغاية.

يبيت النازحون مفترشين الأرض في مخيم حصن شداد وملتحفين السماء، فمنذ ثلاث سنوات لم تصرف لهم أية مواد إيوائية، وأنهم يعيشون على وجبة واحدة في اليوم مما تيسر لهم ذلك لقلة الدعم الذي يصلهم أو لانعدامه بتعبير أدق.

في عشش من أعلاف الموز يهجع النازحون فيما تلتهمهم حرارة الشمس نهارا ويلسعهم البعوض ليلا ما نشر الأمراض المعدية بين أوساطهم، كما أن انعدام دورات المياه والماء وشبكة تصريف مياه الصرف الصحي جعلت سكان المخيم بيئة خصبة للأمراض والأوبئة فضلا عن الجوع ونقص التغذية.

"الأيام" زارت مخيم النازحين في منطقة حصن شداد، رفقة مدير عام مديرية زنجبار الشيخ حيدرة دحه، الذي صدم مما شاهده من تدني الخدمات والإهمال الذي تعاني منه 80 أسرة نازحة من محافظة الحديدة، بعدم وصول المعونات والخدمات وانتشار الأمراض داخل المخيم.


وقال النازح محمد فتيني حمود، ان النازحين يعيشون في هذا المخيم ظروفا مأساوية ويفتقرون لأبسط الخدمات بعد أن هجرتهم المنظمات الاغاثية الداعمة وتلاعبت بمستحقاتهم الوحدة التنفيذية للنازحين بابين، التي وحسب قول حمود، حولت المكتب الى منظمة خاصة بعد ان قاموا بنقله الى مدينة جعار.

وأضاف: "ناشدنا مرارا وتكرار أن يغيثونا ولكن لا حياة لمن تنادي تركونا نعاني العذاب والأمراض وأصبحنا عرضة للنامس ونعيش في هذا المخيم الذي هو اشبه بحضيرة للأغنام".

وتجلس منيرة داخل عشتها تنظر إلى اطفالها الذين نال الجوع منهم ما نال وترك ما بقي للبعوض يمتص دماءهم. منيرة استنكرت الصمت إزاء تحويل مكتب الوحدة التنفيذية إلى مكتب لمنظمة وكأنه ملكة خاصة.

وقالت: "مكتب التعاون الدولي بزنجبار حول كل الدعم الى مؤسسة الغد المشرق والنازح يموت جوعا وعوزا دون ان يلتفت اليه احد، الامراض والجوع ينهش اجسامنا ونبيت على وجبة واحدة، أين الدعم وأين المواد العينية للنازحين لا شيء يصلنا، هناك أشخاص يدعون انهم يتبعون المنظمات يأتون الينا ولكن لم نتحصل على اي شيء، كل ما نريده أن نعرف اين يذهب الدعم ومن المستفيد منه".

بدورها، قالت الحاجة زهرة كليب، أحدى النازحات في مخيم حصن شداد: "نعيش مع الكلاب الضالة في هذا المخيم الذي هو شبيه بزريبة للأغنام لم يهتم فينا احد واليوم هذه الزيارة لمأمور زنجبار اسعدتنا، فهو المسؤول الوحيد في السلطة المحلية بزنجبار يزورنا ويستمع لهمومنا بعد ان تناسنا الجميع".

وأشارت إلى أن الحرب الظالمة التي شنتها المليشيات الحوثية ارغمت الاسر على ترك ديارها ووصل بهم الحال إلى هذا المخيم منذ ثلاث سنوات عانوا خلالها الجوع والفاقة وتركتهم السلطة المحلية في المحافظة والمنظمات الدولية يواجهوا مصيرهم بأنفسهم.

وأوضح النازح حمود علي، أن النازحين في مخيم حصن شداد حكم عليهم بالموت البطي بعد ان تركتهم المنظمات الاغاثية يواجهون مصيرهم، "فحرام أن نظل لسنوات طويلة محرومين من ابسط مقومات الحياة انتم اليوم شاهدتم منظر حزين لم تتوقعوه لكن هذا هو حالنا منذ سنوات، نعيش في مثل هكذا ظروف ويفتك بنا الجوع، نتمنى فقط أن تصرف لنا مستحقاتنا من الغذاء كي لا نموت جوعا".

عبدالصمد محمد أحمد، أحد النازحين في المخيم، أكد أنهم لم يستلموا المعونات الغذائية منذ ستة أشهر ولا يعلمون ماهي الأسباب. وتساءل "اين دور المنظمات الداعمة والاغاثية ومكتب الوحدة التنفيذية للنازحين ازاء هذه الكارثة الذي حلت بهؤلاء النازحين الذي يعانون الامرين وينامون مع العقارب والافاعي والبعوض، لم نعرف عملية صرف المواد الإيوائية من فرشان وبطانيات وغيرها منذ اكثر من ثلاث سنوات، نسمع على المنظمات ولكن على الورق، الحرب الحوثية أرغمتنا على ترك ديارنا وفي مخيم حصن شداد بابين ذقنا صنوف العذاب والحرمان والجوع والعوز، أغيثونا في شهر رمضان المبارك فنحن بشر ولسنا حيوانات".


وتحدثت عدد من النازحات عن الوضع المأساوي الذي يعيشونه هن وأطفالهن بسبب الجوع والنقص الحاد في الخدمات الصحية والطبية والمأكل والمشرب ومواد الايواء من خيم وفرش والملابس وأدوات الطبخ.

من جانبه، حذر مدير عام مديرية زنجبار الشيخ حيدرة دحة الفضلي، من الوضع المأساوي الكارثي الذي يعيشه النازحون في مخيم حصن شداد بمديرية زنجبار بسبب الجوع والعطش والنقص الحاد في الإغاثة الإنسانية والخدمات الصحية والطبية وافتقارهم إلى أبسط مقومات الحياة من مأكل ومشرب ومواد إيوائية وملابس ودورات المياه.

وقال إن هول وقساوة المعاناة الإنسانية وسوء المعيشة التي يتكبدها النازحون في المخيم تفوق التصور ويندى لها الجبين. وعزا ذلك إلى تقاعس وغض طرف المنظمات الدولية والمحلية والوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين والمؤسسات والجمعيات الخيرية عن مخيم النازحين بحصن شداد مما أدى إلى مضاعفة المشقة والمعاناة على النازحين الذين اضطروا إلى النزوح ومعهم معاقين ومسنين ومرضى، معتبرا ذلك انتهاك الحقوق الإنسان بترك النازحين وحيدين يعيشون في العراء ويواجهون سعير وضنك الحياة.

ودعا دحة المنظمات الدولية المانحة والوحدة التنفيذية لإغاثة النازحين وفاعلين الخير إلى سرعة تدارك الأمر قبل انعكاس نتائج ذلك بعواقب وخيمة على المرأة والطفل الذين يعتبران أشد الفئات تضررا، مطالبا الوحدة التنفيذية للنازحين بابين والمديرية ومكاتب التخطيط والتعاون الدولي والشؤون الاجتماعية والإغاثة "بالنزول فورا إلى مخيم النازحين بحصن شداد للسؤال عن أحوالهم وأضرارهم وتعبهم وهلاكهم وتوجيه أي إغاثات بالمديرية إليهم وترك المحابات والمجاملات".

الوضع الإنساني والمعيشي والصحي في انحدار لمستمر في حال لم تستجب الجهات المسؤولة لصرخة النازحين ونداء المأمور الذي حملهم المسؤولية التامة حيال أوضاع النازحين لم يتم تدارك الأمر بشكل عاجل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى