​من معارك المسلمين

> معركة المنصورة الجوية

أطلقت إسرائيل غارة كبيرة تتكون من مائة طائرة مقاتلة لتدمير قاعدة المنصورة، كان الهدف الرئيس من الغارة هو تدمير اللواء 104 طيران من طراز (ميج 21) والذي كان يتمركز معظمه في قاعدة المنصور الجوية، الذي كانت مهمته توفير الحماية للقاذفات المصرية المتجهة لضرب الأهداف الإسرائيلية في سيناء، حتى لا تكون هدفًا سهلًا للمقاتلات الاسرائيلية، وتدميره يعني انعدام الحماية للقاذفات المصرية وبالتالي توقف الغارات.

كان اللواء 104 جوي مشغول بالكامل منذ اليوم الأول لحرب أكتوبر 73، فبجانب قيامه بعمليات الغطاء الجوي للقاذفات المصرية كان يقوم بمهمات الهجوم و القذف الأرضي هذا بجانب قيامه بالدفاع عن مجاله الجوي فوق مدينة المنصورة ضد هجمات الجانب الإسرائيلي المستمرة لتدمير القاعدة الجوية، و في تمام الساعة 3 عصرا من عصر يوم الأحد 14 أكتوبر 1973 كان كل شيء هادئ مع بقاء عدد من طائرات ميج 21 متمركزة في نهاية المدارج الخاصة بالقاعدة في حالة استعداد  قصوى والطيارين على استعداد في قمرات القيادة، و في الساعة 3:15 من مساء نفس اليوم أنذرت مواقع المراقبة المصرية بأن هناك 20 طائرة فانتوم قادمة من اتجاه البحر باتجاه (بور سعيد ،الدلتا) وعلى الفور أعطي الأمر إلى أحمد عبد الرحمن نصر قائد اللواء الجوي 104 بتجهيز 16 طائرة كانت مستعدة للانطلاق والتي كانت محمية بالأغطية الواقية من أشعة الشمس، مع عدم المطاردة أو الاشتباك مع الطائرات الاسرائيلية، طيار مصري يقول أنهم كانوا معتقدين أن القيادة ستطلب منهم الانطلاق الفوري والاشتباك مع هذه المقاتلات، ولكن قيادة القوات لجوية المصرية قد تعلمت الكثير عن الأسلوب الطيران الإسرائيلي، و كان الأسلوب الإسرائيلي يتبع نمط موحد عند هجماتهم، حيث كان يقوم عند أي هجمة جوية بإرسال 3 موجات من المقاتلات، حيث تعمل الموجة الأولى علي أغراء المقاتلات المصرية المدافعة و إبعادهم عن الأهداف التي تقوم بحمايتها، بينما تقوم الموجة الثانية بالهجوم الأرضي بقمع الدفاعات الجوية المصرية وضرب الرادارات ،

أما الموجة الثالثة فهي الأساسية والتي تقوم فيها المقاتلات بضرب الأهداف التي هي أساس تلك الهجمة، واعتبرت القيادة أن هذه الطائرات هي الموجة الأولي المخصصة لنصب الفخ للمقاتلات المصرية، لذلك طلب من طياري  الميج 21 ألا تعترضوا تلك المقاتلات، فقامت المقاتلات الإسرائيلية بالطيران في دائرة واسعة لبعض الوقت وبعد أن أخفقت في إغراء المقاتلات المصرية لمتابعتها تراجعت مرة أخرى . و في الساعة 3:30 عصرا من نفس اليوم اقتربت حوالي 60 طائرة اسرائيلية من ثلاثة اتجاهات، فأعطي الأمر لاعتراض تلك المقاتلات باعتبارها الموجة الثانية، فأصدر قائد اللواء جوي 104 الطيار أحمد نصر أمرا بإزالة الأغطية الواقية من الشمس من علي 16 مقاتلة مرابطة على مدارج المطار وطلب من الطيارين مهاجمة التشكيلات الإسرائيلية لتشتتيهم و بالتالي يصبحوا عرضة لقنص بقية مقاتلات اللواء 104 الجوي، و بعد أن انطلقت 16 طائرة  ميج 21 من قاعدة المنصورة الجوية انطلقت حوالي 8 طائرات مقاتلة أيضا من قاعدة طنطا الجوية للمشاركة في القتال ،

 وفي حوالي الساعة  3:38 قدمت حوالي 16 طائرة إسرائيلية أخرى علي مستوى منخفض جدا فتم تجهيز ثمانية مقاتلات  ميج 21 أخرى موجودة في قاعدة المنصورة الجوية وإرسالها للمعركة فورا، إضافة لارسال 8 طائرات مقاتلة أخري من قاعدة أبو حماد الجوية .
ودارت معركة جوية عنيفة جدا، فكان يوجد حوالي 160 اسرائيلية مع 62 طائرة  ميج 21 اعتراضية مصرية. وفي حوالي الساعة 3:52 عصرا التقطت الرادارات المصرية موجة أخرى من طائرات العدو يعتقد أنها حوالي 60 طائرة أخرى من طرازي فانتوم وسكاي‌هوك. وكانت تطير علي مستوي منخفض جدا فتم تجهيز 8 مقاتلات من قاعدة (أنشاص) الجوية لاعتراض تلك الموجة، ومع اقتراب الموجة الإسرائيلية الثالثة من بلدة (دكرنس) الموجودة في دلتا النيل دخلت في اشتباك جوي مع المقاتلات المصرية، وبينما كانت الموجة الإسرائيلية الثانية تنسحب شرقا قامت حوالي 20 طائرة ميج 21 بالهبوط للتزود بالوقود والصواريخ والمعركة لا تزال مستمرة من فوقهم وأقلعت مرة أخرى للقتال . و أدرك قائد الموجة الثالثة من الطائرات الإسرائيلية بأن الهجمات السابقة فشلت وأن هناك مقاتلات مصرية في سماء المعركة أكثر مما كان يتوقعه فاصدر الأمر للطائرات الإسرائيلية بالانسحاب الساعة 4:08 مساءً.

وفي الساعة 10 مساءا صدر البيان رقم 39 وفيه أن المقاتلات المصرية اشتبكت في معركة جوية كبيرة مع طائرات العدو و تم إسقاط 15  طائرة وسقوط 3 طائرات مصرية . ومن جهتها قالت الإذاعة الإسرائيلية أن قواتها الجوية أسقطت 15 طائرة مصرية ثم عدل الرقم إلى 7 طائرات، وبعد ذلك أصدرت القوات الجوية المصرية بيانا مفصلا وفيه أنه قد تم إسقاط 17 طائرة للعدو و فقدان 6 طائرات مصرية، ثلاثة منها اسقطوا بواسطة نيران طائرات إسرائيلية، واثنتين تحطمتا لنفاذ الوقود وعدم وصولهم لقاعدتهم الجوية لإعادة لتزود بالوقود، و أما الثالثة فقد تحطمت نتيجة تدمير طيار مصري لمقاتلة اسرائيلية من مسافة قريبة فتناثرت شظاياها لتصيب المقاتلة المصرية الذي تمكن طيارها ويدعى ملازم أحمد ابو الخير من القفز بالمظلة في واقعة غريبة، حيث قفز الطيار الاسرائيلي في ذات الوقت وتم أسره، فكانت مظلتان تهويان من السماء لطيارين متقاتلين. وبهذا تكون معركة المنصورة الجوية من أكبر المعارك الجوية منذ الحرب العالمية الثانية استمرت لحوالي 53 دقيقة استشهد فيها اثنين من الطيارين المقاتلين المصريين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى